قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس الجمعة، إن العنف في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور أدى إلى إغلاق ممر إنساني افتتح مؤخرًا من تشاد، محذرًا من أن الوقت ينفد لمنع المجاعة في الإقليم.
أدى الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى تفاقم الجوع، حيث تعيش بعض الفئات هناك على التربة أو أوراق الشجر مع اقتراب المجاعة
وبحسب وكالة رويترز للأنباء، أدى الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى تفاقم الجوع، حيث تعيش بعض الفئات هناك على التربة أو أوراق الشجر مع اقتراب المجاعة.
وأدت الهجمات حول الفاشر والتي يقطنها حوالي (1.6) مليون نسمة، إلى إطلاق تحذيرات من موجة جديدة من النزوح الجماعي والصراع الطائفي في الحرب التي تدخل الآن عامها الثاني في البلاد.
ويقول مسؤولو الإغاثة إن كلا الجانبين ينهبان المساعدات، أو يمنعانها من الوصول إلى المناطق التي تستفحل فيها المجاعة، مما يسهم بشكل كبير في تفاقم الأزمة الإنسانية.
وقال برنامج الأغذية العالمي، إن أعمال العنف الأخيرة حول الفاشر أوقفت مرور قوافل المساعدات عبر معبر جبيل الطينة الحدودي مع تشاد، في حين أن القيود التي تفرضها السلطات المتحالفة مع الجيش تمنع تسليم المساعدات عبر ممر المساعدات الآخر الوحيد من تشاد في أدري.
وأكد البرنامح أنه لم تدخل سوى كميات صغيرة من المساعدات إلى الفاشر خلال الحرب، وهي القناة الوحيدة التي وافق عليها الجيش للشحن إلى أجزاء أخرى من دارفور.
وقالت المتحدثة الإقليمية باسم برنامج الأغذية العالمي، ليني كنزلي، إن ما لا يقل عن (1.7) مليون شخص في إقليم دارفور يعانون من مستويات عالية من الجوع منذ كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، متوقعة تزايد هذه الأعداد بشكل كبير حتى الآن.
وأضافت كنزلي أن شركاء برنامج الأغذية العالمي على الأرض،وصفوا الوضع في الفاشر بـ "المروع للغاية"، مؤكدين صعوبة الفرار على المدنيين الراغبين في ذلك، على خلفية أنباء عن هجوم وشيك للدعم السريع على المنطقة.
ومنذ نهاية مارس/آذار، تم تدمير (23) قرية بالقرب من الفاشر، ووفقًا لدراسة صور الأقمار الصناعية التي أجراها مختبر ييل للأبحاث الإنسانية، من المرجح أن تكون الدعم السريع هي المسؤولة عن تدمير القرى في الفاشر.
وقالت الدراسة التي نشرت الخميس، إنه في المدينة نفسها، تضرر أكثر من (600) مبنى بسبب تعرضها للاحتراق خلال الفترة نفسها، بما في ذلك المناطق التي أفادت التقارير أن الجيش ينفذ فيها عمليات قصف.
وأضافت أن تحليل ما إذا كانت قوات الدعم السريع مسؤولة عن الأضرار واسعة النطاق التي لحقت بمنطقة واحدة يومي 28 و29 من نيسان/أبريل لا يزال مستمرًا.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية إنه في مخيم زمزم للاجئين في شمال دارفور، لم يتم توزيع الغذاء بشكل رسمي منذ أيار/مايو من العام 2023، ويعاني 30% من (46) ألف طفل على الأقل من سوء التغذية الحاد، مما يكشف عن أزمة ضخمة في طور التكوين.
وأضافت المنظمة: "على الرغم من إدراك الأمم المتحدة لخطورة الوضع، وعلى الرغم من التحذيرات من المجاعة الواردة من والوكالات التابعة لها، إلا أنها لا تفعل سوى القليل للغاية لمنع أزمة سوء التغذية في معسكر زمزم من الانزلاق".