29-يونيو-2022
الشاب عبدالرحمن السيد

وثّق مقطع الفيديو المؤثر اللحظات الأخيرة للشاب عبدالرحمن السيد

تداول مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو مؤثر لشاب سوداني تاه في الصحراء، يتلو فيه وصاياه الأخيرة.

وفي المقطع الذي تقول المصادر إنه قد وجد في هاتف الشاب عقب العثور على جثته في المنطقة الصحراوية بالقرب من العبيدية شمالي السودان، يظهر الشاب عبدالرحمن السيد وأعراض الإعياء بادية على وجهه، حيث يوجه فيه رسالة لأهله طالبًا العفو، مسلمًا بأن ما حدث له "مكتوب ومقدر"، قائلًا إن "هذا ما أراد الله، لم نخطط له".

في المقطع يظهر الشاب عبدالرحمن السيد وأعراض الإعياء بادية على وجهه طالبًا العفو من أهله، قائلًا إن "هذه مشيئة الله"

ووجه عبدالرحمن في المقطع المؤثر، حديثه لإخوته وكذلك لكل من أراد منه دينًا، طالبًا العفو، قائلًا إن "هذه مشيئة الله".

كما طلب السيد من زوجته أن تلزم الصبر، مضيفًا "أبقي عشرة على الوليدات"، مؤكدًا أن ما حدث له هو ما أراده الله، معلنًا عفوه عنها، ومناشدًا لها أن تعفو عنه، كما طلب العفو من والده وأخواته وأعمامه وعماته، وقال: "إذكروني يذكركم الله".

وختم عبدالرحمن مقطعه المؤثر بنطق الشهادتين، في تسليم بالأقدار التي تنتظره في الصحراء.

وقال محمد عمر الشكري ابن عم الضحية لـ"الجزيرة مباشر"، إن عبدالرحمن خرج الخميس الماضي، برفقة أربعة شباب آخرين، وعثر عليه الأحد الماضي متوفيًا في صحراء العبيدية شمالي السودان. فيما أضاف شقيق الشاب الفقيد عبدالله السيد، إن أخاه ضل الطريق وبرفقته أربعة آخرين بينما كانوا يحملون ماءً يكفيهم ليوم واحد فقط.

وأشار الشكري خلال حديثه للجزيرة، إلى أن المجموعة بالكامل فارقت الحياة باسثناء واحد فقط تمكن من النجاة، كما أوضح أن جثمان ابن عمه دفِن في قرية فضل الله جبريل بمنطقة المهيدات في ولاية الجزيرة بالمنطقة الشرقية الوسطى من البلاد، بحسب ما نقلت القناة.

الحادثة هي الأخيرة في سلسلة حوادث مشابهة، توثق اللحظات الأخيرة لضحايا سودانيين في الصحاري شمالي البلاد، حيث يعمل الملايين من السودانيين في التعدين عن الذهب، بوسائل بدائية في أكثر المناطق عزلة في العالم.

وتداول مدونون ومغردون المقطع، متأثرين بجلد عبدالرحمن أمام الموت، وقوة إيمانه ورباطة جأشه في مواجهة المصير الذي ينتظره، حيث غادر الدنيا طالبًا العفو، ونطق الشهادتين قبل أن يختم المقطع الذي يحمل وصيته الأخيرة.

ونادى بعض المغردين بعمل وقفٍ خيري للشاب المتوفى على ما أظهره من إيمان وقوة شكيمة، رغم الإعياء الشديد والعطش الذي تجلى في ملامحه قبل لحظاته الأخيرة.