22-مايو-2022
أرشيفية (الغارديان)

أرشيفية (الغارديان)

انخرط الصحفيون السودانيون في نقاشات معمقة حول مستقبل نقابة الصحفيين ونظامها الأساسي، بعد أن انتخبوا اللجنة التمهيدية في الجمعية العمومية التي انعقدت في آذار/مارس الماضي، وقدمت اللجنة التمهيدية مقترح النظام الأساسي لنقابة الصحفيين السودانيين للوسط الصحفي والإعلامي في ورشة نقاش بمركز طيبة برس، والتي شهدت حضورًا وتفاعلًا كبيرًا من مختلف الأجيال الصحفية والإعلامية.

وقالت الصحفية دُرة قمبو بأن تعريف الصحفي يحتاج لمرونة، خاصة في علاقته مع السلطة، وأضافت بأن هناك جزر معزولة تشكلت حتى ما بعد الثورة بين الصحفيين والسلطة، بالإضافة إلى المجموعات ومراكز القوى، مشيرة إلى أن هذا كله يحتاج لقانون مرن يراعي الاختلالات في الدولة السودانية.

نقاشات معمقة حول مستقبل نقابة الصحفيين ونظامها الأساسي

وطرحت دُرة قمبو قضية تعامل النقابة مع التعثرات الصحفية لمؤسسات يملك فيها الصحفيون (50)%، مضيفة أن النقابة لا بد أن يكون لها دور في اقتصاديات الصحافة ودعم المؤسسات للاستمرار.

ويقول الصحفي أحمد إبراهيم حامد، بأن الصحفي يعاني من عدم تحديد وتأطير مهنته، مشيرًا إلى أن المهنة متجاذبة بينه وآخرين، ولم تأخذ إطارها الصحيح. وأضاف بأن نقابة الصحفيين غير ثابتة، وأن كثير من الزملاء الصحفيين متأثرين بالمنظمات في موضوع اللوائح، وتابع: "لسنا جمعية خيرية أو منظمة، لا يجب أن توضع عقوبات على الصحفيين". وأوضح حامد أن النظام السابق عمل على تحجيم التجمعات الصحفية، وأنه في الوقت الحالي يجب أن تقوم نقابة في حدها الأدنى لتثبيت مفاهيم أن الصحافة سلطة رابعة ويكون لديها دور محدد معترف به في الدستور، مقترحًا أن يكون مجلس الصحافة والمطبوعات مؤسسة قائمة بذاتها.

وعلق رئيس تحرير صحيفة المرصد السوداني الإلكترونية، عزالدين دهب، على المادة (11) من مشروع النظام الأساسي الذي طرحته اللجنة التمهيدية، الخاص بشروط قيد الصحفي المحترف، وأضاف بأن الشرط الأساسي هو أن يكون الصحفي حاصل على مؤهل دراسي جامعي، الأمر الذي يقود إلى أن تكون الصحافة مهنة من لا مهنة له، وتابع دهب: "هناك كليات إعلام تدرس الصحافة أربعة أعوام، لتؤهل خريجين لسوق العمل، ولكن في النظام الأساسي يتساوى معه من يتخرج في كليات أخرى، ما يجعل النقابة مفتوحة للجميع، يجب أن يكون هناك تمييز لمن درسوا الصحافة".

وتسائل دهب عن إمكانية كل من امتلك أموال في أن يستثمر في الصحافة؛ مقترحًا أن تكون هناك شروط يجب أن تنطبق على الناشر، حتى لا يأتي أي أحد ويتحكم في الصحفيين، وطالب دهب بأن يكون هناك إطار يحدد الأمر، وأن القانون يجب أن لا يسمح لأي أحد أن يكون صحفيًا.

وأضاف دهب بأن معظم الصحفيين يعملون في أماكن أخرى، وأن نسبة المتفرغين ضعيفة، بسبب بيئة الصحافة الطاردة، موضحًا أن هذا الأمر يجب الإشارة إليه بوضوح في شروط تعريف الصحفي.

وطالبت مني إحيمر بأن يكون الصحفيون مميزين ويحتلون مكانهم في المجتمع والدولة، مشيرة إلى أن الصحفي غير مقيّم من قبلهما، وتابعت إحيمر: "المادة التي تقول بأن الصحفي يجب أن لا يجمع بين الصحافة ووظيفة أخرى، إذا وضعنا هذا الشرط مع الوضع الاقتصادي المتردي لا يحقق دخل الصحفي الحد الأدنى للحياة الكريمة، يجب مراجعة هذا النص"، وأكدت أن الصحفي يبحث  عن وظائف في مؤسسات  أخرى لزيادة دخله، متسائلة عن  حماية الصحفي، وأضافت: " يجب أن تراعى قضية حماية الصحفيين من قبل النقابة".

https://t.me/ultrasudan

ويرى عادل مهدي بأن الكاتب المتفرغ يمكن أن ينال عضوية النقابة، وأشار إلى شريحة وصفها بالمهمة وهم "الجِمِيعِون والمُدَقِقون والمُصممون"، مضيفًا أن الاتحاد المحلول ظلمهم، وأكد أن المدقق اللغوي يجب أن لا يُحرم من عضوية النقابة، ويجب أن يُخير بين أن ينضم لنقابة الصحفيين أو المُعلمين، وزاد بأن كتّاب النشرات الدورية الحزبية لا يحق لهم أن يكونوا أعضاء في النقابة.

أما رئيس اللجنة التمهيدية لنقابة الصحفيين، عبدالمنعم أبو إدريس، فيرى بأن الأفضل تعريف عضو النقابة، الذي هو أكثر تحديدًا، وليس الصحفي، وأضاف بأن تعريف عضو النقابة يمكن الإشارة إلى ممارسته للمهنة.

رئيس تحرير موقع سودان بوست، هدى حامد، تتحدث عن الصحافة الإلكترونية، وأضافت بأن هناك مشكلات كثيرة تواجه الصحافة الورقية في علاقتها مع الناشر، وأنه قبل توقيع العقد يمكن إيقاف الصحفي من العمل، ولا توجد جهة تقف معه، الأمر الذي تسبب في هجرة واسعة  لهذه الأسباب.

وترى هدى حامد بأن ملكية الصحف غالبًا ما تكون لرأسمالي لا علاقة له بالعمل الصحفي من قريب أو من بعيد، وأن الصحفيين في بعض المؤسسات الصحفية يمكن أن يملكوا أسهمًا، وأنه يجب التطرق لملكية المؤسسات. مشيرة إلى أن المواقع الإلكترونية غير محددة العلاقة بينها والكتاب والمحررين.

ووصفت الصحفية بوكالة السودان للأنباء الحكومية، نهلة خليفة، النظام الأساسي بالفضفاض. وأضافت بأنه لم يوضح لماذا استثنيت المؤسسات الإعلامية الحكومية، مشيرة إلى أن واقع العمل فيها معلوم، وتابعت: "لكن ظللنا في الوسط نجتهد أن نجد موقعنا كصحفيين ضمن تعريف الصحفي، يجب أن يكون هناك تحديد حتى للصحفيين المنضوين تحت مؤسسات الحكومة، يجب إعادة النظر في هذه النقطة".

ويؤكد الصحفي راشد عبدالوهاب، أن تعريف الصحفي دائمًا سيكون محل خلاف، وتابع: "كل شهر تحدث مستجدات، من ناحية التقنيات والأدوات والدور الوظيفي الذي تلعبه الصحافة، ولن يحسم الأمر خلال الجمعية العمومية القادمة، وكلما يجتمع الصحفيون سيكون هناك تعريف جديد، ولن يصلوا لتعريف مانع جامع".

اقترحت الصحفية بصحيفة مداميك، إيمان فضل السيد، أن يوضع تعريفان للصحفي

وأوضح عبدالوهاب أن المسودة لا تستثنى المؤسسات الحكومية التي تعمل في مجال الصحافة والإعلام التي تعمل بصورة مباشرة، بل تستثنى المؤسسات التي لديها مطبوعات وإصدارات، ومجلات، مثل مؤسسة الخرطوم للصحافة والنشر التي قال بأنه لا يمكن منعهم من الالتحاق بالنقابة، وكذلك العاملون بوكالة سونا، مشيرًا إلى أن النظام الأساسي لم يقل ذلك.

واقترحت الصحفية بصحيفة مداميك، إيمان فضل السيد، أن يوضع تعريفان للصحفي، الصحفي المحترف الذي يعمل في المهنة بصورة دائمة، والصحفي الذي يعمل بصورة غير دائمة، فالأول يحق له أن يكون عضوًا في النقابة بخلاف الأخير. واقترحت أن يلغى القيد الصحفي، لأن الالتحاق بالصحافة ليس بامتحان يمتحنه أحدهم ويعتبر نفسه صحفي، بل بالعمل والخبرة والتجربة.