26-أبريل-2022
فنجان به خاتم ذهبي عبارة عن هدية "حق الملح"

تعاد الأواني الفارغة بها هدية من الذهب (إكس)

تاريخ آخر تحديث 25-فبراير-2024

تداول متفاعلون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا تظهر هدايا من مصوغات ذهبية ومبالغ مالية، تعطى للزوجات وربات البيوت في خواتيم الشهر المبارك، ويا حبذا لو وضعت في الصحن الفارغ المُعاد للمطبخ بعد الإفطار. وتهدى هذه المبالغ أيضًا في أول عيد الفطر، في عادة رمضانية لها تاريخ راسخ في المنطقة العربية، تعرف باسم "حق الملح".

تقدم الهدايا تكريمًا للزوجات وربات البيوت اللائي يقمن بتجهيز إفطارات الشهر الكريم

عادة جديدة

وتقدم الهدايا تكريمًا للزوجات وربات البيوت اللائي يقمن بتجهيز إفطارات وموائد شهر رمضان في البيوت، تقديرًا لجهودهن في المطابخ بعمل ما لذ وطاب للأسر والضيوف وهن صائمات، خصوصًا أن السيدات يجهزن عدة موائد للإفطار الواحد في السودان، حيث يخرج الناس للإفطار في الشوارع في عادة رمضانية أخرى ارتبطت بسماحة شهر رمضان المعظم.

صائمون في انتظار أذان المغرب وهم جالسون حول سفرة رمضان في السودان
من العادات الرمضانية الراسخة في السودان خروج الناس للإفطار في الشوارع (Getty)

وحسب المروية الشعبية سميت هذه العادة الرمضانية باسم "حق الملح" لأن النساء في المطبخ يتذوقن درجة الملوحة وغيرها من الإضافات بأطراف ألسنتهن دون بلع الطعام الذي يقمن بإعداده في نهار رمضان، حرصًا على أن يكون به القدر المناسب من الملح، على الرغم من الصوم والرهق.

رواج وتجارة

وتلقى منشورات العادة الرمضانية التي تعد جديدة نسبيًا في السودان، رواجًا عاليًا على مواقع التواصل، حيث تتفاخر النساء وأزواجهن بقيمة وأهمية "حق الملح"، لا سيما لو كانت الهدية من الذهب الخالص والمجوهرات النفيسة.

وتتنافس المحلات التجارية كذلك في الترويج لعادة حق الملح، بالذات المحلات العاملة في مجالات الهديا والمشغولات الذهبية، ما يشي بترسخها ضمن العادات الرمضانية في المستقبل القريب بالسودان.

هذه العادة الرمضانية لجدّتها في البلاد، لم يسمع بها العديد من الأزواج وأرباب البيوت، وربما يغضون الطرف عنها عن قصد هربًا من دفع التكلفة المالية للهدايا الثمينة، والتي يتنافس الناس على مواقع التواصل في توضيح قيمتها المادية والمعنوية الكبيرة.

ولربما دخلت الكثير من العادات الضارة على مجتمعاتنا في السودان وفي المنطقة العربية في العقود الماضية، ولكن عادة "حق الملح" بوصفها عرفانًا لعناء ربات البيوت وسيدات المنازل طوال فترة الشهر الكريم، في تجهيز الموائد الكبيرة للصائمين والمفطرين على الرغم من صومهن هنّ أيضًا -وبعضهن نساء عاملات- ربما تكون إضافة جيدة لعادات المجتمع السوداني في رمضان وعيد الفطر، ووفاء نحن في حاجة إليه في مجتمعاتنا لمجهود عادةً ما يمر دون أي التفاتة أو تقدير.