14-يونيو-2022
قطع خدمة الإنترنت في السودان

تقطع خدمات الإنترنت أثناء أداء الطلاب لامتحانات الشهادة الثانوية

ينتظر مستخدمو شبكة الإنترنت في السودان أكثر من ثلاث ساعات يوميًا في الفترة الصباحية، التي تبدأ من الثامنة وحتى الحادية عشر صباحًا، عودة الخدمة عقب انتهاء الجلسة الأولى لامتحانات الشهادة السودانية، والتي تُجرى بشكل موحد على مستوى البلاد.

ولجأت الحكومة إلى حظر شبكة الإنترنت أكثر من ثلاث ساعات يوميًا منذ عامين، عقب تسريب امتحانات التربية الإسلامية وانتشارها عبر التطبيقات الاجتماعية.

مختص: الحل تمويل شركات الاتصالات لشراء أجهزة تشويش ووضعها في المدارس

ومنذ السبت الماضي تحظر السلطات شبكة الإنترنت عموميًا لمدة ثلاث ساعات ونصف، مع استثناء خدمات الدفع الإلكتروني، وتطبيقات سيارات الأجرة، بالتزامن مع بدء امتحانات الشهادة السودانية.

وبدأت امتحانات الشهادة  السودانية السبت الماضي في (4257) مركزًا، منها (4238) مركزًا داخل السودان و(19) مركزًا خارج البلاد، أما ولاية الخرطوم (950) مركزًا.

ويرى المتخصص في مجال الاتصالات عارف عبد القادر في حديث لـ"الترا سودان"، أن قطع خدمة الإنترنت جاء للتغلب على أزمة تراها السلطات كبيرة، وفي ذات الوقت اختارت الحلول السهلة.

وأوضح عبدالقادر أن الحل حظر التطبيقات الاجتماعية فقط، مع استمرار خدمة الإنترنت، لأن  شركات الاتصالات تتكبد خسائر بسبب توقف الخدمة لملايين المستخدمين لساعات، كما أن المشترك من حقه أن يتمتع بالخدمة في أي وقت، ولا يمكن مصادرة هذا الحق قسريًا، يقول عبد القادر.

وأشار المتخصص في مجال الاتصالات إلى أن الحل الآخر هو استجلاب أجهزة تشويش شبكة الاتصالات في مراكز الامتحانات مع ضمان خدمة الكهرباء، قائلًا إن الحكومة يمكنها أن تطلب من شركات الاتصالات تمويل شراء أجهزة تشويش خدمة الاتصالات والإنترنت في مراكز الامتحانات.

وأضاف: "بعض الأعمال مرتبطة بخدمات البريد الإلكتروني والرد على مراسلات البنوك؛ جميع هذه الخدمات لا يمكنها أن تتوقف ثلاث ساعات يوميًا قرابة الشهر".

ولم تقدم الحكومة خطتها بشأن تفادي قطع خدمة الإنترنت بشكل عام في ظل تكرار هذه الإجراءات منذ العام 2021، وفي هذا الصدد يعتقد عارف عبد القادر، أن الحلول موجودة لكنها تحتاج إلى مشاورات مع جهات الاختصاص.

وشهدت امتحانات الشهادة السودانية، في السنوات الأخيرة سلسلة من الأزمات، ففي العام 2019 أثارت أزمة الطلاب الأردنيين في السودان أزمة دبلوماسية بين البلدين، على خلفية تسرب بعض الأوراق لبعض الطلاب الأردنيين الذين جلسوا لامتحانات الشهادة الثانوية من العاصمة الخرطوم.

ويقول عضو لجنة المعلمين السودانيين والمسؤول السابق بوزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم عمار يوسف لـ"الترا سودان"، إن الطلاب بحاجة إلى جرعات تربوية لعدم ارتكاب حالات الغش في الامتحانات.

وأضاف: "يجب تخصيص جزء من الدراسة للحديث إلى الطلاب وإسداء النصائح إليهم بأن الغش في الامتحانات سلوك معيب، حتى لا يسود شعور في أوساطهم أن حالات الغش، نوع من الذكاء".

ويرى عمار يوسف ردًا على سؤال من "الترا سودان" عما إذا كان يمكن جلب أجهزة لتفتيش الطلاب؟ أن التفتيش سلوك غير تربوي خاصة في المدارس.

وتابع: "لا يمكن تفتيش الطلاب بالأجهزة أو بواسطة المعلمين، هذا سلوك خارج القيم التربوية".

خبير تربوي: تفتيش الطلاب سلوك غير تربوي والحل أن تقدم جرعات تربوية لمنع حالات الغش

ويعتقد يوسف أن واحدة من الحلول الناجعة لإيقاف حالات الغش وتفادي الحلول القسرية مثل قطع الإنترنت بشكل عام، تطبيق عقوبات رادعة على الطلاب المتورطين في حالات الغش بالحرمان من الدراسة لعامين أو أكثر.

وأردف: "يمكن وضع لائحة عقوبات مشددة مع لوائح الامتحانات، وهذا الحل كفيل بإيقاف حالات الغش".