11-يونيو-2022
ياسر عرمان في المؤتمر الصحفي لقوى الحرية والتغيير

ياسر عرمان في المؤتمر الصحفي لقوى الحرية والتغيير (الترا سودان)

كشفت قوى الحرية والطريق عن تفاصيل اجتماعها مع المكون العسكري، والذي جاء بدعوة من السفير السعودي بالخرطوم ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي مولي فيي، وكشف القيادي في الحرية والتغيير الواثق البرير في المؤتمر الصحفي نهار اليوم الجمعة بدار حزب الأمة القومي في أم درمان، بأنهم ذهبوا لتمليك المكون العسكري الإجراءات التي وضعتها قوى الحرية والتغيير في خارطة الطريق لإنهاء إجراءات الانقلاب والتخلص من كل آثاره، وتسليم السلطة للمدنيين والتنفيذ الفوري لاستحقاقات تهيئة المناخ الديموقراطي، بما فيها الرفع الحقيقي لحالة الطوارئ ووقف العنف ضد المتظاهرين السلميين، وأضاف البرير بأن الهدف الثاني هو وقف إجراءات الآلية الثلاثية في جمع قوى مؤيدة للانقلاب ومن عناصر النظام البائد في العملية السياسية، وحصر إجراءاتها بين من قاموا بالانقلاب والذين يقاومونه من قوى الثورة.

لقاء الشفافية والوضوح

وكان وفدا من قوى الحرية والتغيير قد عقد اجتماعًا هو الأول منذ الخامس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر2021م، ضم كل من الواثق البرير وياسر عرمان وطه عثمان ووجدي صالح، بحضور وفد الخارجية الأمريكية والسفير السعودي إلى جانب وفد المكون العسكري الذي يتكون من نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو والفريق شمس الدين كباشي والفريق إبراهيم جابر.

الحرية والتغيير : القوات المسلحة يجب أن تتاح لها فرصة الخروج من الانقلاب بحكمة

يقول البرير بأنهم تناقشوا في الاجتماع بكل شفافية ووضوح حول كيفية إنهاء الانقلاب والقضايا المتعلقة به وأسباب قطع الطريق أمام الانتقال المدني الديمقراطي وتداعياته. وأضاف البرير بأنهم أبلغوا المكون العسكري أهدافهم من الاجتماع بالاضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات، وأكد أنهم نقلوا تطلعات الشعب السوداني وآماله، كما أكدوا على وحدة قوى الثورة، وأرسلوا رسالة إلى المجتمع الدولي بأنهم ليسوا متعنتين، بل يسعون لحل سلمي له مصداقية ويقود إلى التحول المدني الديمقراطي.

طه عثمان وكباشي للتواصل مع السفير السعودي 

كشف القيادي في قوى الحرية والتغيير ياسر عرمان بأنهم اختاروا بناء على طلب السفير السعودي طه عثمان كنقطة اتصال بينه وبينهم، وأن المكون العسكري اختار الفريق كباشي، وأضاف عرمان بأن الحرية والتغيير وقوى الثورة الأخرى ستجتمع لمناقشة ورقة تحتوي على إجراءات إنهاء الانقلاب، وأكد عرمان بأنهم يريدون رئيس وزراء ينتمي للشعب ولا يأخذ تعليماته من الجيش.

ويقول القيادي في الحرية والتغيير بأنه لم يكن هناك اتفاق عام حول الخطوة، لكنه أشار إلى النقاشات التي جرت وغلبت في الآخر قرار لقاء المكون العسكري، مضيفًا أن الخطوة بها مصلحة للمقاومة ولقوى الثورة، وأن من مصلحة البلاد أن تستعين بالسعودية والولايات المتحدة لبناء مستقبل أفضل، وأن يستفيد الشعب السوداني من الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للانتقال الديموقراطي، وقال: "شعبنا يجب أن لا يعزل من المجتمع الدولي".

الحرية والتغيير: نلتقي المكون العسكري مرفوعي الرأس ولسنا في جيب أحد

ووصف عرمان المملكة العربية السعودية بأنها فاعل مهم في المنطقة، وأن لديها مصالح وأنها تريد مساعدة السودان، خاصة وأن السودان يمر بمرحلة صعبة، في ظل عودة النظام السابق، وقال عرمان: "يجب أن نقطع الطريق وهذا يمر عبر الحركة الجماهيرية والاستعانة بكل الامكانيات والعلاقات لإنهاء الانقلاب وإنهاء عودة النظام البائد للحكم".

وقال عرمان إنهم وافقوا على الدعوة لأنهم لا يريدون إرسال إشارة سلبية للولايات المتحدة والسعودية، وأضاف بأن هناك مصالح حيوية تجمعهم، وأن من مصلحة الثورة أن لا تخسر المملكة العربية السعودية ولا الولايات المتحدة الأمريكية.

مخرج آمن 

وقطع عرمان بأنهم ليسوا على عداء مع القوات النظامية، مشيرًا إلى ضرورة إتاحة فرصة لها للخروج من الانقلاب، وتابع: "هناك فرصة للخروج بحكمة وشرف ويجب أن تخدم القوات المسلحة الشعب السوداني وأن لا توجه سلاحها ضده".

يقول عرمان بأن القوات المسلحة ليست جناح عسكري للمؤتمر الوطني، وأن الشعب السوداني هو من بناها ومرت عليها أجيال مختلفة، وأضاف بأنه يجب أن يؤسس جيش واحد مهني وقومي يعكس تركيبة الشعب السوداني، مؤكدًا أن هذه فرصة لبناء هذا الجيش، وأكد عرمان بأن القوات المسلحة بما فيها الدعم السريع وقوات حركات الكفاح المسلح، يمكن أن تشكل جيشًا واحدًا. وقطع عرمان بأن الحل السياسي سيدعم القوات المسلحة ويجعلها تتفرغ لأعمالها وبناء الجيش الواحد.

ياسر عرمان: لا نرغب في شراكة جديدة مع الجيش جديدة بل علاقة جديدة

ووصف عرمان بأن ما تم ليس خطوة للشراكة، بل لإنهاء الشراكة، وأكد: "لا نرغب في شراكة جديدة بل في علاقة جديدة بين القوات النظامية والشعب، بأن تعود القوات إلى ثكناتها، وأن نؤسس لسلطة مدنية حقيقية، وهذه العلاقة ستؤسس لمصلحة الشعب والقوات المسلحة، مشيرًا إلى أنهم لن يعودوا لكراسي السلطة وأن الشعب السوداني سيختار حكومة مدنية جديدة.

وأكد عرمان بأنه لا مساومة في أهداف الثورة، وأنهم ليسوا في جيب أحد، مطالبًا الجميع بالمشاركة في مليونية 30 حزيران/يونيو لتكون نهاية للانقلاب، وطالب عرمان بإطلاق سراح محمد آدم (توباك) وكل المعتقلين.

إنهاء حوار الآلية الثلاثية

وأوضح القيادي في قوى الحرية والتغيير طه عثمان بأنهم ذهبوا من أجل إنهاء ما تم في فندق السلام روتانا لأنه -وفقًا لطه- يشرعن للانقلاب وأكد أنهم لن يكونوا جزءًا من عملية سياسية تشرعن للانقلاب، كما أكد أنه لا عودة لما قبل الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر ولا عودة للشراكة بين المدنيين والعسكريين، وأن العسكريين يجب أن يذهبوا إلى ثكناتهم. وأضاف طه عثمان بأنهم أكدوا في الاجتماع بأن ما تم يوم الأربعاء الماضي في السلام روتانا لن تخرج منه نتائج مرجوة وأنهم لن يشاركوا فيه، وأضاف بأنهم قالوا لممثلي الدول الوسيطة بأن الأزمة بين قوى الشارع ممثلة في قوى الحرية والتغيير وآخرين والمكون العسكري، وليس بين الواجهات المصنوعة من عناصر النظام البائد. وأشار عثمان إلى تمسكهم برؤيتهم و شعاراتهم المرفوعة وأنهم لن يتنازلوا وسيلتقون المكون العسكري مرفوعي الرأس لانهم ملتزمين برؤيتهم وقضيتهم.

وأوضح طه عثمان بأن الاجتماع ليس بديلًا للآلية الثلاثية، وأنهم سيسلمون رؤيتهم للآلية، وقال بأن مطالبتهم بإنهاء العملية السياسية التي ترعاها الآلية لا يعني إنهاء عمل الآلية، مؤكدًا بأنهم مع الآلية الثلاثية.