11-مايو-2022
الشهيدة الصحافية شيرين أبوعاقلة (مواقع التواصل)

الشهيدة الصحافية شيرين أبوعاقلة (مواقع التواصل)

استيقظ الفلسطينيون وسائر سكان المنطقة العربية والمتابعون حول العالم صباح اليوم ليجدوا الشاشات ووسائل الإعلام تنقل أنباءً أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها "صادمة ومروعة" عن اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي لشيرين أبوعاقلة: الصحفية المخضرمة والأيقونة الإعلامية الفلسطينية التي ألِفها جيل كامل نشأ وترعرع على التضامن مع القضية ضمن أشواق التحرر العربي والإنساني المشتركة والمتبادلة، حيث نقلت له شيرين بالصوت والصورة، القهر والظلم وأيضًا الثورة والمقاومة، تلك المفاهيم الكفاحية التي عايشها وتعامل معها "جيلها" في كل مكان تابعها منه، ما ساهم في تعزيز هذا التضامن الأصيل الضروري وذاتي الإثبات في الوقت ذاته.

 عبّر المتفاعلون عن حزنٍ خيّم على البيوت

وتوالت ردود الفعل الرسمية والشعبية على الجريمة الفادحة التي وثّقتها الكاميرات، وعبّر العديد من المتابعين والمتفاعلين عن مشاعر الفقد والصدمة، وأدانوا الجريمة مكتملة الأركان التي تم ارتكابها بحق إعلامية في كامل سترتها المهنية وهي تؤدي في واجبها المهم الذي واظبت عليه لسنوات طويلة من الخدمة في نقل الحقيقة، حقيقة الاحتلال التي أراد أن يغيبها بإسكات شيرين التي حلّت ضيفة في معظم البيوت العربية لعقود طويلة تكشف وتفضح العدو حتى بموتها الجليل شهيدة في أرض فلسطين.

في السودان، عبّر المتفاعلون على مواقع التواصل عن حزن خيّم على البيوت، وتحدثوا عن مشاعر تشبه تلك التي يُحدثها فقدان فرد من العائلة، استشهدت شيرين أبوعاقلة في فلسطين فردّد الملايين حول العالم اسمها بعد أن انكسر فينا شيءٌ ما.

وفي نعيهم لها رثى العديد مهنيتها الطاغية وتفانيها في عملها؛ الصحافة على طريقتها في نقل الحقيقة من قلب الأحداث، على الرغم من المخاطر الجمة لممارسي هذه المهنة القاتلة في فلسطين التي ترزح تحت نير الاحتلال.

فيما أكّد آخرون ارتباطها العميق بهذا الجيل الذي يعرفها ويحفظ اسمها ورسمها، ويردّد معها لا إراديًا جملتها المقفاة التي تختم بها كل تغطية من القدس أو رام الله أو جنين، سواء لحظات المتابعة باهتمام أو كانت تصدح في الخلفية من التلفاز في غرف المشاهدة لسنوات عديدة، فصارت راسخة في القلب بعد أن اختلطت بها الذكريات.

وفي استشهادها أكبَر الناس شجاعتها النادرة التي ضمِنت أن يصعد نجمها وسط المتابعين. كانت الصحافية وقبل ذلك الفلسطينية المقاومة والشهيدة أخيرًا شيرين أبوعاقلة، شجاعة حتى آخر لحظة في حياتها، وتجلّى ذلك في موتها مضمِّخة بالدم أرض بلادها لرصاصة غادرة قصدت في شخصها؛ شخصها وآخرين.

الصدمة مركبة في جريمة اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة. لقد قَتَلت صباح اليوم قوات مُحتلة هذه السيدة المسالمة العُزلى على أرضها وفي بلدها وسط زملائها وأمام كاميرات الإعلام أثناء أدائها عملها الصحافي المكفول بكل القوانين والأعراف الإنسانية في ظل ارتدائها كامل عدتها المهنية بالخوذة المميزة والسترة المضادة للرصاص التي تحمل الوسم البارز: "صحافة". إن هذه الجريمة شهادة جديدة فادحة الثمن على مدى تمادي طغيان الجريمة المستمرة في فلسطين: "دولة الاحتلال".