بثت حسابات مناصرة لقوات الدعم السريع، مقاطع فيديو تظهر مجموعات من منسوبي هذه القوات وهم يتفاخرون بإسقاط طائرة في الساعات الأولى من فجر اليوم، الإثنين 21 تشرين الأول/أكتوبر 2024، في منطقة المالحة غربي السودان. منسوبو الدعم السريع في المقاطع التي طالعها "الترا سودان"، يقولون إن الطائرة تتبع لجمهورية مصر العربية والجيش السوداني، ولكن تحليلات لاحقة تشير إلى أن الطائرة مصدرها دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تقول عديد التقارير إنها تقوم بتزويد الدعم السريع بالسلاح والعتاد عبر رحلات جوية منذ حزيران/يونيو في العام الماضي، عقب وقت قصير من اندلاع الصراع في السودان.
يظهر القائد الميداني بقوات الدعم السريع علي رزق الله السافنا في مقاطع فيديو بالقرب من حطام الطائرة الذي كانت ما تزال تشتعل فيه النيران
ويظهر القائد الميداني بقوات الدعم السريع علي رزق الله السافنا في مقاطع فيديو بالقرب من حطام الطائرة الذي كانت ما تزال تشتعل فيه النيران، وهو يقول إنهم قد أسقطوا الطائرة بصواريخ موجهة، مدعيًا إن الطائرة التي أسقطوها فجر اليوم، هي من طراز أنتينوف وتتبع لجمهورية مصر العربية. السافنا حذر في المقطع جنوده من أن حطام الطائرة المشتعل ما يزال به بقايا متفجرات وقنابل بما يشكل خطرًا عليهم، مطالبًا إياهم بالابتعاد حتى تهدأ الحرائق.
القائد السافنا ✌️✌️✌️#إسقاط طائرة انتنوف مصريه الساعه ٤ صباح اليوم المواق 21/10/2024 دار الريح pic.twitter.com/hafEaZZmbf
— الشنابلة كرم وشهامه (@MohamedYas25599) October 21, 2024
الحسابات المناصرة لقوات الدعم السريع نشرت أيضًا مقاطع فيديو توضح وثائق ثبوتية تقول إن الشخص الذي كان يحملها يعمل لدى شركة الشحن الجوي (Airline Transport Incorporation FZE). البحث في المصادر المفتوحة يظهر أن هذه الشركة مقرها دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديدًا مدينة الشارقة، وهي تعمل في مجال الشحن الجوي. البطاقة تحمل اسم مطار "ماناس"، وهو المطار الدولي الرئيسي في جمهورية قرغيزستان، وهي دولة تقع في آسيا الوسطى.
قادة الطائرة مرتزقة رووووس.....
تم استلام التلفون واوراقهم الثبوتية
بطاقه وتلفون احد كباتن الطيارة المصرية وهنالك الكثير
من المعلومات لى تورط السيسي وغيرة pic.twitter.com/VZPLCmSOQ3— الشنابلة كرم وشهامه (@MohamedYas25599) October 21, 2024
وتقول منصة (Sudan defense analysis) المعنية بالمصادر المفتوحة، إن الطائرة التي سقطت في منطقة المالحة صباح اليوم 21 تشرين الأول/أكتوبر هي طائرة شحن روسية الصنع من (طراز IL-76) برقم تسجيل (Ex-76011) تتبع لشركة (New Way Cargo Airlines) ومقرها قرغيزستان. وتؤكد المنصة أنها نفس الشركة التي تقوم بشحن الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الدعم السريع عبر مطار أم جرس شرق تشاد.
يؤكد تقرير مرصد الصراع في السودان أن طائرة من نفس الطراز برقم متسلسل مشابه (EX-76015) من نفس الشركة (New Way Cargo Airlines) كانت تتمركز في رأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث "تم تحديدها سابقًا من قبل فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة بشأن ليبيا كجزء من جسر جوي لدعم قوات الجيش الوطني الليبي للجنرال خليفة حفتر في انتهاك لحظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن". "يُظهر هذا النمط أن الطائرة لها تاريخ في الاتجار بالأسلحة الذي ينتهك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، يضيف التقرير.
الطائرتان من (طراز IL-76) برقم تسجيل (Ex-76011) و (EX-76015) كانت تحقيقات سابقة لمنصة تحقيقات "استخبارات المصادر المفتوحة "إيكاد" قد كشفت عن نشاطهما المرتبط بالمصالح العسكرية الإماراتية في المنطقة. أكدت تحقيقات إيكاد في شباط/فبراير الماضي أيضًا تبعيتهما لشركة (New Way Cargo Airline) القيرغستانية.
🔻الطائرة الأولى تحمل الرقم التسجيلي EX-76011، وبالبحث عنها وجدنا أنها لم تدخل الخدمة إلا مؤخرًا وتحديدًا في 14 أكتوبر 2023، ولم تكن تشارك معلوماتها بشكل منتظم مع برامج الملاحة منذ دخولها الحديث للخدمة. pic.twitter.com/LArfWCexUF
— EekadFacts | إيكاد (@EekadFacts) February 13, 2024
كانت عديد التقارير قد كشفت عن طائرات منشأها دولة الإمارات تقوم بتزويد قوات الدعم السريع بالسلاح والعتاد، ويقول مرصد الصراع السوداني المدعوم من قبل الولايات المتحدة الأميركية إن دولة الإمارات العربية المتحدة قامت بتسهيل وصول الأسلحة إلى قوات الدعم السريع عبر مطار المارشال إدريس ديبي الدولي في أم جرس التشادية. تقارير محلية أيضًا تتحدث عن طائرات شحن تحط في مطار نيالا وغيرها من المناطق في إقليم دارفور الذي تسيطر قوات الدعم السريع على معظم ولاياته.
حدد فريق بحث مرصد الصراع في السودان سبع رحلات جوية لأربع طائرات شحن من الإمارات العربية المتحدة تزود الدعم السريع بالسلاح والعتاد. يقول التقرير الذي اطلع عليه "الترا سودان" إن ثلاث من هذه الطائرات الأربع لها تاريخ في تهريب الأسلحة في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة. كانت هذه الطائرات الثلاث جزءًا من جسر جوي إماراتي لدعم خليفة حفتر في ليبيا وانتهكت حظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن وفقًا لمحققي الأمم المتحدة. يضيف التقرير الذي يعتمد على المصادر المفتوحة: "حدثت (35) رحلة شحن مجهولة الهوية إلى مطار أم جرس منذ حزيران/يونيو 2023. (26) من هذه الرحلات كانت قبل أيلول/سبتمبر 2023".
وتفيد صحيفة نيويورك تايمز أن الإمارات، رغم حديثها عن السلام في السودان، تقدم دعمًا عسكريًا لقوات الدعم السريع عبر قاعدة جوية في تشاد. وفقًا للصحيفة، تقوم الإمارات بتزويد القوات بالأسلحة والعلاج الطبي. تستند هذه المعلومات إلى تصريحات مسؤولين، وصور الأقمار الصناعية التي تظهر هبوط طائرات الشحن الإماراتية بشكل مستمر منذ حزيران/يونيو 2023. وأضاف التقرير أن الإمارات تدير عملية سرية تحت غطاء إنساني لدعم قوات الدعم السريع في السودان، بما في ذلك تزويدها بطائرات بدون طيار وعلاج مصابيها. ورغم ذلك، تصر الإمارات على أن عملياتها تهدف لإنقاذ اللاجئين.
وأكد تقرير حديث لصحيفة "واشنطن بوست" استنادًا إلى تقييمات سرية وتقرير ممول من وزارة الخارجية الأميركية، أن الإمارات تقدم ذخائر وطائرات بدون طيار لقوات الدعم السريع في السودان. قالت الصحيفة إن القوات المسلحة السودانية عرضت عليها أسلحة وذخائر تؤكد الدور الإماراتي في حرب السودان.
وتقدم القوات المسلحة السودانية عبر منصاتها أدلة على وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة خلف قوات الدعم السريع عبر الأسلحة والذخائر التي تستولي عليها من هذه القوات في المعارك، حيث تظهر أن بلد المنشأ هو الإمارات العربية المتحدة عبر العلامات الظاهرة على الصناديق، والوثائق المرتبطة بها.
القوات المسلحة والقوات النظامية الأخري تعثر على منصة كورنيت ( سلاح تم تزويد المليشيا به عن طريق دولة الإمارات) وعدد من المسيرات ومقابر جماعية لقتلى مليشيا آل دقلو الإرها_بية المتمردة في منطقة بمحور سنار جبل موية - ١٥ أكتوبر ٢٠٢٤م. #فيديو
The Sudanese Armed Forces, along with… pic.twitter.com/M1FtXjTIcf
— القوات المسلحة السودانية (@SudaneseAF) October 16, 2024