تتعدد القبائل في ولاية البحر الأحمر وتختلف في عاداتها وتقاليدها، خاصة تلك التي تقطن بمدينة بورتسودان شرقي السودان وما جاورها. وهي قبائل ذات تاريخ عريق، تتفرع منها قبائل عديدة مثل (البني عامر والهدندوة). وتعد قبيلة البني عامر من القبائل التي سكنت في مناطق بورتسودان وكسلا وجبيت وطوكر وغيرها منذ زمن بعيد، وعرفت بطقوس تتفرد بها عن غيرها من القبائل خاصة طقوس الزواج.
العرس لدى قبيلة البني عامر أقرب إلى البازار والنشاط السياحي ولم يفلح الزمن في محو الطقوس التي توارثوها عبر الأجيال
مشاط العروس
"التر سودان" كان حضورًا في عرس زوجين من البني عامر في بورتسودان، المدينة الرافلة على ضفاف البحر الأحمر.
وتختلف ترتيبات الزواج عند قبيلة البني عامر –بحسب متابعات "الترا سودان"- في عدة أشياء، مثل عادة "المشاط" التي يستخدم فيها الذهب والسوليت والشلال، بجانب عادة قديمة تسمى "السنكاب والعشل" وهي ربطة السعف التي تتولى ربطها إحدى النساء -عند الظُهر- مرتديةً ثوبًا أبيض على أنغام أغنيات المدح، توزع بعدها -المرأة نفسها- السنكاب على الشباب كـ"فأل حسن" للزواج. وفي المساء تحمل فتاة من أقارب (العريس) –ترتدي ثوبًا أبيض- السنكاب وتسلمه إلى العروس.
حكاية الوزيرة
من عادات البني عامر أيضًا ما يسمى "السوليت"، وهو تمشيط العروس وإدخال الذهب بين ضفائرها. ويرافق العروس عدد من أفراد عائلتها أو صديقاتها (الوزيرة) إلى منزل زوجها، حيث يمكثن معها لمدة أسبوع. وفي الماضي كن يمكثن معها حتى يعطيهم العريس بعض المال فيغادرن. ولا تزورها والدتها في هذه الفترة إلا بعد (40) يومًا.
السنكاب أو الشنكيباي
يعد "السنكاب" عادة قديمة من عادات قبيلة البني عامر وما تزال مستمرة إلى وقتنا هذا. ويكون السعف فيها جزءًا أصيلًا، إذ تربطه مجموعة من النساء على إيقاعات أغاني تراثية تمجد القبيلة بهدف ربط الأجيال بميثاق القبيلة، وأخرى تمجد العريس وتمتدح بسالته وشجاعته وصفاته الحميدة، ويقدم صحن (صينية) من الحلاوة والخبيز والفشار والعجوة والضرير (عطر سوداني)، ثم يأتين ببقية السعف ليربطنه في يد شقيق العريس حتى يتسنى له الزواج بعد أخيه. تحمل فتاة السنكاب إلى بيت العروسين بثوبٍ أبيض من قبيل "حسن الفأل"، وتشرب الفتاة اللبن من وعاءٍ معلقٍ على حائط المنزل ويظل كذلك حتى قدوم أول مولود لهما.
العشل
العشل عبارة عن ماء فيه سبع صفقات من شجرتي السدر والذرة، وعادة ما يكون في اليوم الثاني من العرس، حيث يُغسل به وجه العريس، ويجب عليه أن يتلو القرآن، وإن كان كان لا يجيد القراءة فيقوم رجل آخر بالتلاوة، ويردد العريس من خلفه. وبعدها يتم ذبح خروف. ويشترط أن يكون الشخص الذي يقرأ له القرآن شيخًا أو رجلًا صالحًا بمظنة أن يتحسن سلوك العريس إن لم يكن كذلك. وتتواصل الفعاليات ويمتد العشل؛ حيث يقوم بعضهم بمدح الرسول والصلاة عليه كأمر ضروري، كما يتم أيضًا "تعشيل" العروس في منزل أبيها قبل انتقالها إلى بيتها الجديد.