ذكرت وكالة "رويترز "للأنباء في تقرير نشرته اليوم، أن قوات الدعم السريع تنشر الفوضى في قلب الأراضي الزراعية في السودان، بما فيها ولاية الجزيرة التي تحوي أكبر مشروع زراعي في البلاد.
استند التقرير على إفادات من سكان محليين واجهوا انتهاكات خطيرة من قبل هذه القوات
واستند التقرير على إفادات من سكان محليين واجهوا انتهاكات خطيرة من قبل هذه القوات.بحيث أكد مواطنون في قرية "شرفت الحلاوين" الواقعة بولاية الجزيرة، أنه وبالتزامن مع بداية استيلاء أفراد من هذه القوات على مركبات المواطنين في القرية، اشتكى عمداء المنطقة إلى قادة الدعم السريع، والذين أكدوا بدورهم خلال زيارة أجروها في آذار/مارس المنصرم للمنطقة أن القوات ستقوم بحماية المدنيين.
وقامت قوات الدعم السريع بنشر مقطع فيديو على ضوء ذلك، قالت من خلاله إنها استطاعت التعامل مع "جهات مارقة" في المنطقة، ولم تحدد هوية هذه الجهات.
وفي صباح اليوم التالي أكد مواطنون أن العشرات من أفراد ينتمون إلى الدعم السريع اقتحموا المنطقة بدراجات نارية وشاحنات صغيرة، ونفذوا عمليات نهب وسلب واسعة، ما أسفر عن نزوح آلاف الأشخاص.
وتتشابه روايات السكان من مختلف أنحاء ولاية الجزيرة الواقعة وسط السودان حول انتهاكات قوات الدعم السريع. وفي هذا الصدد أجرت "رويترز" مقابلات مع أشخاص من (20) مجتمعًا محليًا، بما فيهم السكان والناشطون والمجندون في قوات الدعم السريع، الذين وصفوا بدورهم دوامة النهب والاختطاف والقتل بعد أن استولت القوات على معظم أنحاء الولاية في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي.
وسعت هذه القوات إلى بث مقاطع فيديو على الوسائط الرقمية تشير من خلالها إلى أنها تقوم بحماية المدنيين وتوفر لهم الغذاء والخدمات. الأمر الذي نفاه المواطنين الذين أكدوا أن الدعم السريع تعتمد على مزيج من المقاتلين غير النظاميين، وتعاني من أجل السيطرة عليهم.
وبحسب ناشطين، نفذ الجيش غارات جوية في الجزيرة، ولا يمتلك سوى عدد قليل من القوات البرية، وحشدت القوات المسلحة السودانية المدنيين للدفاع عن مجتمعاتهم، مما أدى إلى وقوع عمليات انتقامية مميتة.
وقال آلان بوسويل من مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية مقرها بروكسل: "يعترف بعض مسؤولي قوات الدعم السريع بأن قواتهم ستواجه تحديات داخلية ضخمة إذا توقفت الحرب"، فيما تنفي قوات الدعم السريع استهدافها للمدنيين أو فقدانها للسيطرة على قواتها.
وقالت الدعم السريع في بيان لـ "رويترز" إن الجيش والمليشيات الإسلامية والمجرمين نهبوا الدولة بشكل منهجي، لكي تصبح قواتنا قواتنا كبش فداء". وفي المقابل نفى المتحدث باسم القوات المسلحة العميد نبيل عبد الله مزاعم قوات الدعم السريع ووصفها بأنها ليست صحيحة.
وقالت مصادر مطلعة إن المقاتلين ينجذبون إلى الانخراط في قوات الدعم السريع بعد وعود بالحصول على حصة من الغنائم، فيما تنفي هذه القوات الأمر، وتقول إن منتسبيها يحصلون على رواتب شهرية.
ويقول المواطنون إن القوة تضم وحدات من قبائل وميليشيات متنافسة تتصادم فيما بينها أحيانا.وأفاد أحد السكان أنه شهد أفراد الدعم السريع وهم يوجهون أسلحتهم نحو قياداتهم، عندما أمروهم بإغلاق محطة الأقمار الصناعية التي كانوا يستخدمونها لبيع الوصول إلى الإنترنت، وردًا على سؤال وجهته "رويترز" حول الحادثة، قالت قوات الدعم السريع إنها لم تسيطر على المحطة ولم تمنع المواطنين من استخدامها.
ووصف مدنيون الفرار من قرية إلى أخرى سيرًا على الأقدام وفي السيارات والقوارب والحافلات وعربات "الكارو" هربًا من مقاتلي قوات الدعم السريع.وقال أكثر من (20) شخصًا إن الدعم السريع في البداية تقوم بسرقة السيارات والذهب والأموال، ثم تعود لاحقاً للحصول على أشياء مثل الملابس والإلكترونيات والمواد الغذائية، التي تباع في ما يسمى "أسواق دقلو".
وثقت المبادرة الإستراتيجية للمرأة في القرن الإفريقي (75) حالة اعتداء جنسي
ومن ثم يقومون باختطاف الأشخاص للحصول على فدية، ويهددون بقتلهم إذا لم تدفع أسرهم، وفقًا للجان مقاومة مدني، التي تنشط في توثيق هجمات قوات الدعم السريع في جميع أنحاء الولاية.
وقال ممثل اللجنة، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بالسلامة، إن مئات القرى قد تم استهدافها وقتل ما لا يقل عن (800 )شخص حتى أبريل/نيسان المنصرم، على الرغم من أن انقطاع الاتصالات يجعل من الصعب تأكيد الأرقام الدقيقة.
فيما وثقت المبادرة الإستراتيجية للمرأة في القرن الإفريقي، وهي منظمة حقوقية، وثقت (75) حالة اعتداء جنسي، بحسب المديرة الإقليمية للمنظمة هالة الكارب.
وحذرت شبكة مراقبة الأمن الغذائي المدعومة من الأمم المتحدة في حزيران/ يونيو المنصرم من أن أجزاء من الولاية معرضة لخطر المجاعة، فيما لم ترد الدعم السريع على أسئلة حول تعطيل إنتاج الغذاء في الولاية بحسب ما أفاد مواطنون.