وفاة رئيس الوزراء السوداني الأسبق محمد طاهر إيلا

توفي بالعاصمة المصرية رئيس الوزراء الأسبق والقيادي في حزب المؤتمر الوطني "المحلول" محمد طاهر إيلا، يوم الإثنين 6 تشرين الأول/أكتوبر 2025، متأثرًا بالمرض.

قضى إيلا آخر سنواته بالعاصمة المصرية القاهرة

ونعت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل مكثف اليوم الإثنين، رئيس مجلس الوزراء الأسبق محمد طاهر إيلا، مشيرة إلى رحيله المفاجئ في العاصمة المصرية القاهرة.

وقضى إيلا آخر سنواته بالعاصمة المصرية، وحظي باستقبال في العام 2022 لدى عودته إلى البلاد لأول مرة منذ أن أطاحت الثورة الشعبية بنظام البشير، وهي الفترة التي تنفس فيها "الحزب الحاكم سابقًا" الصعداء عقب إطاحة الانقلاب العسكري الذي نفذه "البرهان وحميدتي" بالحكومة الانتقالية.

يُلقب إيلا بـ"رجل المهام الصعبة" وسط عضوية حزب المؤتمر الوطني، ما بين المركز العام بالعاصمة الخرطوم وبورتسودان، وقد عمل واليًا لولاية البحر الأحمر التي قام فيها بجهود كبيرة، قبل أن يطلب منه البشير تولي قيادة مجلس الوزراء في العام 2018، خلفًا لمعتز موسى، خلال مرحلة حرجة شهدت تهاوي نظامه في خطوة لإنقاذ الوضع الاقتصادي وتدهور العملة الوطنية في ذلك الوقت.

ويتمتع إيلا بشعبية عالية في أوساط شعوب شرق السودان، وعُرف أيضًا باتخاذه مواقف خاصة وآراء قد تكون مناوئة لقيادة الحزب في بعض الأحيان. وتحتفظ له مجموعات في شرق السودان بود خاص لأدواره في التنمية والعمران.

لم يكن محمد طاهر إيلا، المنحدر من مجتمعات شرق السودان، من المسؤولين الذين اعتادوا على التواجد في الأضواء، إذ كان يفضّل العمل على طريقته الخاصة في إدارة الشأن العام منذ أن تولى ولاية البحر الأحمر، مرورًا برئاسته لمجلس الوزراء في العام 2018.

خلال فترة عمله حاكمًا لولاية البحر الأحمر شرق البلاد، يقول المواطنون إنه تمكن من تحويل بورتسودان إلى مدينة جاذبة، من خلال رصف الطرق، وتشغيل دوريات النظافة، والاهتمام بالكورنيش على ساحل البحر الأحمر لجذب السياحة.

ومع ذلك، استند محمد طاهر إيلا إلى روافع قبلية وجهوية للوصول إلى كابينة حزب المؤتمر الوطني "المحلول"، كما كان يفعل نظام البشير باستقطاب زعماء القبائل للحيلولة دون انفلات الوضع في أطراف البلاد.

محمد طاهر إيلا، هو الرجل الذي يشبه مدير المخابرات الأسبق صلاح قوش في طريقة التعامل مع السلطة وقضاياها الشائكة، بتفضيل تنفيذ الإجراءات على الأرض قبل اتخاذ القرارات على الورق، كما يقول مراقبون سياسيون.

رحل إيلا في وقت يستميت فيه حزبه للوصول الأمتار الأخيرة في سباق بين تيارين متصارعين في الوقت الراهن، منقسمين بين معسكري بورتسودان وعطبرة، وآخرين خارج البلاد، في انتظار من يحسم أمره مبكرًا.