20-مايو-2021

هاجمت قوة مسلحة المحتجين أمام القيادة العامة وأطلقت الرصاص (Getty)

قالت "هيومن رايتس ووتش"، إن على سلطات النيابة العام عدم الاكتفاء بنتائج تحقيق الجيش نفسه في أحداث 29 رمضان التي راح ضحيتها اثنين من المحتجين أمام القيادة العامة للجيش في فعالية ذكرى مجزرة فض الاعتصام، وشددت على أنه يتعيّن أن تضمن التحقيقات محاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات، بمن فيهم المسؤولون بسبب التسلسل القيادي. وأشارت إلى أنه ينبغي أن يحقق التحقيق الحكومي فيما إذا كان الجيش قد خطط عمدًا لمنع المتظاهرين من المغادرة سلميًا، وأوضحت أن التحقيق يجب أن يشمل قضايا المصابين، وليس الشهداء فقط.

مديرة قسم القرن الأفريقي في هيومن رايتس ووتش: صدّ الجيش السوداني، وفتح النار، وضرب الأشخاص الذين يحيون ذكرى الأرواح التي فقدوها أثناء نضالهم من أجل العدالة

وقالت "هيومن رايتس ووتش'' في تقرير لها صدر يوم أمس اطلع "الترا سودان" على نسخة منه، إن "القوات المسلحة السودانية استخدمت القوة المفرطة والقاتلة ضد المتظاهرين السلميين المتجمعين في الخرطوم في 11 مايو/أيار 2021 لإحياء ذكرى ضحايا حملة القمع القاتلة لعام 2019". حيث ارتقى شهيدان بينما أصيب العشرات.

اقرأ/ي أيضًا: وزارة الصحة تحذر من خطورة الوضع الصحي بالبلاد

وقالت ليتيسيا بدر، مديرة قسم القرن الأفريقي في هيومن رايتس ووتش: "صدّ الجيش السوداني، وفتح النار، وضرب الأشخاص الذين يحيون ذكرى الأرواح التي فقدوها أثناء نضالهم من أجل العدالة. مرة أخرى في السودان الجديد، تلجأ قوات الأمن إلى الأساليب القديمة المسيئة".

وأوضحت المنظمة أنها قابلت تسعة شهود عبر الهاتف، بينهم صحفيون ونشطاء، شاركوا في الاحتفالات وشهدوا رد الجيش القاسي، على حد تعبيرها.

وأشارت المنظمة إلى أن السجلات الرسمية تُظهر أن فض الجيش العنيف للمتظاهرين أدى إلى مقتل شابين، هما عثمان أحمد بدر الدين ومدّثر مختار الشفيع. حيث قال تاج السر الحبر، النائب العام السوداني الذي استقال لاحقًا، إن تقرير الطب الشرعي وجد أن الاثنين أصيبا بالرصاص: "في حالة عثمان، ترتب على الطلق الناري تهتك الرئة والقلب ... وأصيب من الخلف ... وبالنسبة لمدّثر، الطلق الناري أصاب الكبد والقلب"، وقال إن هذا قد يشير إلى أن إطلاق النار كان "بقصد".

وأوضحت المنظمة في تقريرها، إن حملة 11 أيار/مايو، "تُسلّط الضوء على اعتماد السودان على القوات العسكرية للسيطرة على الحشود. هذه القوات إما غير مدربة بشكل مناسب على أساليب إنفاذ القانون أو لا تستخدمها، وبدلًا من ذلك تلجأ بسرعة إلى القوة المفرطة والقاتلة. يُظهر هذا الأمر الحاجة الملحة إلى إصلاحات قطاع الأمن، بما في ذلك إلغاء أحكام الحصانة التي تحمي المسؤولين من المساءلة، وتدقيق أفراد قوات الأمن لاستبعاد المتورطين في الانتهاكات".

وقالت ليتسيا بدر: "ينبغي للسلطات السودانية ألّا تقمع المتظاهرين السلميين وخنق دعواتهم للتغيير، بل يجب أن تضمن قدرة الناس على ممارسة حقهم في التجمع السلمي. على شركاء السودان الدوليين أن يحرصوا على أن يترجم قادة السودان تعهداتهم إلى أفعال عندما يتعلق الأمر بدعم انتقال يحترم الحقوق".

وكانت القوات الأمنية قد أطلقت الرصاص الحي والغاز المُسيل للدموع على المواطنين المتواجدين في فعالية إحياء الذكرى الثانية لفض اعتصام القيادة العامة وسط العاصمة الخرطوم.

اقرأ/ي أيضًا: أهم ما ورد في مؤتمر اللجنة العليا للطوارئ الصحية

وأكد شهود عيان لـ"الترا سودان"، وقوع عشرات الإصابات المتفاوتة وسط الحضور بعد "مطاردة القوات المسلحة للمتواجدين بمحيط القيادة بالعصي وإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع".

نظمت منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر حملة "حراك 29 رمضان" التي دعت إلى الاحتشاد أمام مقر القيادة العامة يوم 29 من شهر رمضان المنصرم

وكانت منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر قد نظمت حملة "حراك 29 رمضان" التي دعت إلى الاحتشاد أمام مقر القيادة العامة يوم 29 من شهر رمضان المنصرم، تخليدًا لذكرى فض اعتصام القيادة العامة،  فيما تبنت الدعوة (49) من منظمات المجتمع المدني.

اقرأ/ي أيضًا

لجنة التشريعي: 12 ولاية سلمت قوائمها وانقسام وسط لجان المقاومة بشأن المشاركة

عضو بالمجلس المركزي: مشاورات سياسية لترشيح النائب العام ورئيس القضاء