27-ديسمبر-2024
لاجئون سودانيون في منطقة أدري الحدودية في تشاد

يقيم مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين في تشاد في معسكرات بالقرب من الحدود السودانية التشادية (أرشيفية)

لن يتمكن آلاف الطلاب السودانيين في تشاد من الجلوس لامتحانات شهادة المرحلة الثانوية بالصف الثالث، وهي مرحلة ما قبل الجامعة، عقب رفض السلطات التشادية إجراء الامتحانات، حسب ما أشارت القنصلية السودانية في منطقة أبشي.

لن يتمكن آلاف الطلاب السودانيين في تشاد من الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية بسبب منع إنجمينا قيام الامتحانات على أراضيها

ولجأ إلى تشاد نحو أكثر من نصف مليون لاجئ سوداني بسبب اندلاع الحرب، سيما من إقليم دارفور المجاور لهذا البلد من الحدود الغربية، ويعيشون في أوضاع إنسانية بالغة السوء، وفق المنظمات الإنسانية وغرف الطوارئ.

وقبيل ساعات من انطلاق امتحانات الشهادة السودانية، قال ناشطون في مدن بجنوب كردفان إن أوراق الامتحانات لم تصل إلى مدينة الدلنج التي تسيطر عليها القوات المسلحة، وحملوا المسؤولية للحكومة المحلية.

وانتقدت لجنة المعلمين السودانيين إصرار الحكومة على إجراء الامتحانات في هذا التوقيت، على الرغم من عدم وصول حوالي (130) ألف طالب وطالبة إلى مراكز الامتحانات. وقالت إن التعليم سيكون مدخلًا لتقسيم البلاد.

وقال ناشطون في قضايا إقليم دارفور إن تشاد تتعنت جراء الأجواء المتوترة مع الحكومة السودانية، وقررت عدم السماح بعقد الامتحانات على أراضيها، مشيرين إلى أن رد الفعل من جانب إنجمينا كان متوقعًا، ولم تحتط وزارة التربية والتعليم في السودان لهذه التطورات.

وقال مهدي حسين، وهو لاجئ في مخيمات اللاجئين بتشاد، لـ"الترا سودان": إن الطلاب والطالبات، عقب رفض السلطات التشادية إجراء امتحانات الشهادة السودانية على أراضيها، استسلموا للقرار وينتظرون المعالجات التي تعهدت بها الحكومة السودانية بعقد الامتحانات مرة أخرى خلال الأشهر الأولى من 2025.

وأشار حسين لـ"الترا سودان" إلى أن حوالي (600) ألف لاجئ سوداني يقيمون في تشاد، وبالطبع لديهم أبناء وبنات يرغبون في الجلوس للامتحانات. لكن بالنسبة للطلاب والطالبات الذين تقطعوا عن الدراسة لنحو عام ونصف، وعاشوا أوضاعًا إنسانية قاسية، حتى لو سمحت تشاد بالامتحانات لا يمكنهم تحقيق النجاح.

وأردف: "الحل تأجيل الامتحانات حتى لا تضطر المجتمعات إلى البحث عن خيارات أخرى، بعيدًا عن خيارات قسرية تفرضها الدولة السودانية على المجتمعات دون الوضع في الاعتبار النزوح والحرب والظروف الاقتصادية والإنسانية".

وكانت الخارجية السودانية قد أعربت عن استنكارها لرفض الحكومة التشادية السماح بإقامة امتحانات الشهادة الثانوية لأكثر من 6 آلاف طالب سوداني لاجئ على أراضيها، وفق بيان اطلع عليه "الترا سودان".

وتنطلق امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة منذ عام 2023 بسبب الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في 28 كانون الأول/ديسمبر الجاري، بمشاركة 343,644 طالبًا موزعين على 2300 مركز داخل وخارج السودان.

الخارجية السودانية: بذلت وزارة الخارجية كل الجهود الممكنة عبر التواصل المباشر مع وزارة الخارجية التشادية وعبر المفوضية السامية للاجئين لإقناع السلطات التشادية بإقامة الامتحانات، حتي لا يتضرر الطلاب اللاجئون بسبب التقديرات السياسية الخاطئة للسلطات التشادية، دون جدوى

وأكدت الخارجية في بيانها أن الجهود مبذولة لإقناع السلطات التشادية بالسماح بإجراء الامتحانات، عبر التواصل المباشر وعبر المفوضية السامية للاجئين، لم تنجح، معتبرة القرار التشادي "خرقًا لحقوق الإنسان الأساسية وتنكّرًا للعلاقات التاريخية بين البلدين".

ولم يصدر أي تعليق من تشاد على الاتهامات، بينما تتهم الخرطوم إنجمينا بدعم قوات الدعم السريع، وهو ما تؤكده عديد التقارير، ولكن تنفيه السلطات التشادية.