هجوم واسع بالمسيرات على عدد من المدن السودانية

لليوم الخامس على التوالي، استمرت الهجمات بالطائرات المسيرة على عدد من المدن السودانية، شملت بورتسودان وكسلا ومروي، كما توسعت إلى مدن جديدة لم تصلها من قبل، إذ أصابت مستودع وقود بالقرب من النقل النهري في كوستي بولاية النيل الأبيض، وسط أنباء عن هجمات مماثلة في أم روابة وتندلتي جنوبي البلاد.

مدن جديدة تدخل نطاق موجة الهجمات بالمسيرات في الحرب السودانية

ورصدت هجمات بالطائرات المسيّرة على مدن بورتسودان وكسلا ومروي في وقت متأخر من ليل الأربعاء 7 أيار/مايو 2025، بينما شهدت مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض ضربة مباشرة فجر الخميس، أصابت مستودعًا للوقود قرب منطقة النقل النهري، ما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة، في وقت تداول فيه ناشطون مقاطع مصورة تظهر ألسنة النيران تتصاعد من الموقع.

وفي كسلا، تمكنت الدفاعات الأرضية من إسقاط جميع الطائرات المسيّرة قبل وصولها إلى أهدافها، وقال شهود عيان تحدثوا لـ"الترا سودان" إن المسيرات تمكنت لأول مرة الوصول إلى شرق المدينة، ما أثار حالة من الذعر والقلق وسط السكان.

من جانبها، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر عسكرية قولها إن إحدى المسيّرات التي استهدفت بورتسودان أصابت قاعدة فلامنغو العسكرية، وهي أكبر قاعدة بحرية تتبع للقوات المسلحة السودانية، وذلك في ثالث هجوم من نوعه خلال ثلاثة أيام على هذه القاعدة الحيوية.

ويتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بتنفيذ هذه الهجمات التي قوبلت بإدانات إقليمية ودولية واسعة. ولم تعلن قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن القصف، لكنها أشارت في بيان لها إلى أن القوات المسلحة تستخدم منشآت الدولة والبنية التحتية المدنية في عملياتها العسكرية.

وتثير الهجمات المخاوف من توسع نطاق العمليات العسكرية في الحرب السودانية إلى مناطق جديدة، لا سيما تلك المدن التي ظلت آمنة طوال عامين، واستضافت ملايين النازحين.

ويخشى مراقبون من أن يشكل هذا التصعيد مرحلة جديدة في الحرب السودانية، مع انتقال العمليات العسكرية إلى مدن ومراكز حيوية خارج نطاق الاشتباكات الممتدة منذ عامين، الأمر الذي يهدد بمفاقمة الكارثة الإنسانية التي تمر بها البلاد وتعقيد الأزمة السودانية.