نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.
أفاد شهود عيان لـ"الترا سودان" أن الطيران الحربي استهدف المنزل الذي يقيم فيه قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو بحي الثورة في زالنجي
ويقود عبد الرحيم دقلو العمليات العسكرية في إقليم دارفور، من أجل السيطرة على الفاشر، العاصمة الأخيرة التي تبقت للجيش السوداني في إقليم دارفور، من أصل خمس عواصم، سيطرت قوات الدعم السريع على أربع منها، وسط اتهامات بارتكابها جرائم إبادة جماعية وعمليات تطهير عرقي في بعض مناطق الإقليم.
وتُنسب إلى عبد الرحيم دقلو وقواته انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وفرضت عليه عقوبات دولية أبرزها العقوبات الأميركية التي أشارت إلى تورطه في استهداف المدنيين والقتل على أساس العرقي، وتدمير المجتمعات المحلية واستخدام العنف الجنسي في الحرب.
وأفاد شهود عيان لـ"الترا سودان" أن الطيران الحربي استهدف المنزل الذي يقيم فيه قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو بحي الثورة في زالنجي.
وسبق أن استهدف الطيران الحربي مكان تواجد عبد الرحيم دقلو في ولاية الخرطوم، ما أدى إلى مقتل العميد أبشر جبريل، مدير مكتب عبد الرحيم دقلو، وعدد من أفراد طاقم حراسته.
وأكد الشهود أن الغارة الجوية التي استهدفت عبد الرحيم دقلو أدت إلى مقتل ثلاثة أطفال، تبلغ أعمارهم 10 و12 و13 عامًا، بالإضافة إلى عدد من الجرحى، تم نقلهم لتلقي العلاج بمستشفى المدينة.
ويشن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غارات جوية مكثفة على مدن زالنجي، والفاشر، والطويشة، والكومة، ونيالا في إقليم دارفور، غرب السودان.
وأوضح شهود عيان أن قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، ظل يتواجد في مدينة زالنجي بشكل مستمر، ويتنقل بين حي الثورة ومنطقة المحافظين.
وكشفت المصادر عن مغادرة عبد الرحيم دقلو لولاية غرب دارفور، "الجنينة"، يوم الأحد 10 شباط/ فبراير 2025، وعودته في اليوم التالي إلى مدينة زالنجي.
وتسيطر قوات الدعم السريع على مدينة زالنجي، العاصمة التاريخية لقبيلة الفور، التي ينتمي إليها رئيس حركة جيش تحرير السودان، مصطفى طمبور، الذي اغتالت قوات الدعم السريع شقيقه في تموز/ يوليو 2023.
وظلت المدينة خلال الأشهر الماضية تتعرض بين الحين والآخر للاستهداف بواسطة الطيران الحربي.
وأدت تلك الغارات إلى مقتل المئات من المدنيين طوال العامين الماضيين، فيما تدعو أصوات مدنية وسياسية إلى وقف القصف الجوي بسبب تسببه في مقتل المدنيين.
ومنذ اندلاع الحرب، يستخدم الجيش السوداني الطيران الحربي والمسيّرات في حربه ضد قوات الدعم السريع، فيما تستخدم الأخيرة طائرات "انتحارية" من طراز "RF260" الصينية.
ويسعى الطرفان إلى تحديث أسلحتهما من المسيّرات القتالية ومسيّرات الاستطلاع.
ويرجح البعض حصول الجيش السوداني على مسيّرات تركية من طراز "بيرقدار"، ومسيّرات إيرانية من طراز "مهاجر 6"، إلى جانب مسيّرات انتحارية تجارية تُصنع محليًا.
وتستخدم قوات الدعم السريع بكثافة المسيّرات "الانتحارية"، ومعظمها ذات منشأ صيني، تقول تقارير رسمية وتحقيقات صحفية أنها تزودها بها دولة الإمارات العربية، وتستهدف بها البُنية التحتية الحيوية، مثل محطات الكهرباء والمياه والمشافي، ما أسفر عن مقتل مئات المدنيين.