26-مارس-2022

(أ . ف . ب)

الترا سودان | فريق التحرير

حذرت منظمات أممية في تقرير اطلع عليه "الترا سودان"، من أزمة غذائية حادة في السودان في الأشهر المقبلة، وذلك على خلفية الأزمات السياسية الاقتصادية التي تمر بها البلاد في ظل تجدد الصراعات في دارفور وكردفان، إلى جانب الأزمة في أوكرانيا مصدر معظم الحبوب التي يتم استهلاكها في السودان.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، وبرنامج الغذاء العالمي، من تأثير التبعات المجتمعة للنزاع والأزمة الاقتصادية وضعف المحاصيل بشكل كبير على قدرة الناس في الحصول على الغذاء، وأشار التقرير إلى أنه من المرجح أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع الحاد في السودان إلى أكثر من (18) مليون شخص بحلول أيلول/سبتمبر 2022.

ممثل برنامج الأغذية العالمي: هناك بالفعل علامات مقلقة على تقلص فرص الحصول على الغذاء والقدرة على تحمل تكاليفه وتوافره بالنسبة لمعظم الناس في السودان

وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في السودان إيدي رو إن: "هناك بالفعل علامات مقلقة على تقلص فرص الحصول على الغذاء والقدرة على تحمل تكاليفه وتوافره بالنسبة لمعظم الناس في السودان، مما يدفع المزيد من الناس إلى براثن الفقر والجوع".

وأشار تقرير بعثة تقييم المحاصيل والأمن الغذائي (CFSAM) التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي، إلى أن إنتاج الحبوب المحلي من الموسم الزراعي 2021/2022 من المتوقع أن يصل حوالي (5.1) مليون طن متري. سيغطي هذا احتياجات أقل من ثلثي السكان فقط بحسب البعثة، مما سيجعل العديد من المواطنين يعتمدون على المساعدات الغذائية الإنسانية وعلى واردات الحبوب الأساسية بأسعار تفوق قدرة معظم الناس.

وقال ممثل منظمة الأغذية والزراعة في السودان باباغانا أحمدو إن "ارتفاع أسعار المواد الغذائية وندرة المدخلات الزراعية الأساسية مثل الأسمدة والبذور يعني أن المزارعين ليس لديهم خيار آخر سوى التخلي عن إنتاج الغذاء إذا لم يتلقوا الدعم الفوري. ومن المحتمل أن يكون لذلك عواقب وخيمة ليس فقط على الأمن الغذائي ولكن أيضًا على توافر الغذاء في السودان، وقد يؤدي في النهاية إلى مزيد من الصراع والنزوح".

وقال التقرير إن الوضع يبدو قاتمًا بالنسبة للملايين في السودان، حيث يتسبب الصراع في أوكرانيا في مزيد من الارتفاع في تكاليف الغذاء، وأشار إلى أن السودان يعتمد على واردات القمح من منطقة البحر الأسود، وسيؤدي انقطاع تدفق الحبوب إلى السودان إلى زيادة الأسعار وزيادة صعوبة استيراد القمح.

وأضاف رو: "الآثار المتتالية التي أحدثتها القنابل التي سقطت في أوكرانيا ستظهر على نطاق واسع، بما في ذلك هنا في السودان، حيث من المتوقع أن تعاني عائلات أكثر بحيث تصبح الوجبات الأساسية رفاهية للملايين. ولكن في الوقت نفسه، يجد برنامج الأغذية العالمي نفسه في موقف سيئ يتمثل في عدم وجود موارد كافية".

اقرأ/ي أيضًا: البدوي: القادم اقتصاديًا أسوأ بعد توقف البرامج الدولية

وأدت أزمة التمويل بحسب التقرير، إلى إجبار برنامج الأغذية العالمي بالفعل على إعطاء الأولوية للفئات الأكثر ضعفًا، مما يعني أن بعض المحتاجين لن يتوفر لهم هذا الدعم، وأشار إلى أنه قد يكون من الضروري إجراء مزيد من التخفيضات إذا لم يتلق برنامج الأغذية العالمي أموالًا جديدة على الفور.

منظمات أممية: أدى انعدام الأمن في البلاد بسبب تجدد الصراع في دارفور وكردفان إلى تآكل سبل العيش

وأدى انعدام الأمن في البلاد بسبب تجدد الصراع في دارفور وكردفان -بحسب المنظمتين الأمميتين- إلى تآكل سبل العيش وألحق أضرارًا بالمزارع، وأدى إلى انتشار البطالة على نطاق واسع.

كما يساهم انخفاض قيمة الجنيه السوداني وارتفاع تكاليف الغذاء والنقل في زيادة صعوبة حصول الأسر على الطعام. ومن المرجح أن يحدث مزيدًا من الانخفاض في قيمة الجنيه الذي شهد انهيارات متتالية في الفترة الماضية نتيجة للحظر المفروض على البلاد على خلفية استيلاء الجيش على السلطة في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

اقرأ/ي أيضًا

أعمال تجارية ناشئة تغادر الأسواق عقب خسائر بسبب ارتفاع سعر الصرف

ارتفاعات مستمرة للوقود.. واقتصاديون ينصحون بالعودة إلى الدعم