مقتل مواطن في أم درمان يجدد المخاوف الأمنية وسط السكان

أثار مقتل أحد مواطني محلية كرري في مدينة أم درمان، قلق السكان، مع تصاعد المخاوف من ازدياد التفلتات في المنطقة، في ظل حالة من السيولة الأمنية، وانتشار كثيف للمجموعات العسكرية بمختلف مسمياتها.

ووفقًا للجان مقاومة الثورة الحارة العاشرة، تعود تفاصيل مقتل المواطن "عبدالسلام"، إلى مشادة وقعت بينه وبين مستأجرة لجزء من منزله، إذ استدعت مجموعة عسكرية تساند القوات المسلحة، حاولت الاعتداء عليه، لكنه نجا بعد تدخل أبناء الحي.

 لجان مقاومة العاشرة: تم اعتقال عبدالسلام ليس للتحقيق العادل بل للتعذيب والتنكيل

وتروي لجان مقاومة العاشرة، إن قوة أخرى تتبع للشرطة، حضرت إلى منزل "عبدالسلام"، واقتادته إلى أحد أقسام الشرطة في المنطقة، مشيرة إلى تعرضه للتعذيب والتجويع والتخويف، إلى أن أسلم الروح بعد نقله إلى مستشفى النو، بعد عدة أيام من احتجازه.

المواطن "ب. ع"، من أبناء الحارة العاشرة، ويسكن قريبًا من منزل القتيل "عبدالسلام"، يقول لـ"الترا سودان" إن الحادثة أثارت قلق سكان المنطقة، وباتوا يتخوفون من تكرارها في حال احتكاك شخص مع آخر له صلات مع الجهات العسكرية المنتشرة في المنطقة.

وعن القتيل قال "ب. ع": "عبدالسلام رجل مسكين، يعاني من قصور عقلي، ويتصرف في كثير من المرات مثل الطفل، أحزننا جدًا مقتله بهذه الطريقة دون مراعاة لظروفه، فهو عاجز عن الدفاع عن نفسه، أو نفي أي اتهامات توجه إليه".

وأوضح "ب . ع" أن أسرة القتيل حاولت طيلة فترة احتجازه في قسم الشرطة أن تخرجه ولو عن طريق دفع الضمان المالي، لكن كل مساعيها فشلت، ولم تعرف إلى من تلجأ بالضبط، وكان تتوقع موته في حال تأخر الإفراج عنه بسبب التعذيب الذي تعرض له وتوقفه عن تناول الطعام، وهذا ما حدث.

لجان مقاومة العاشرة، قالت في بيان بتاريخ التاسع من حزيران/يونيو الجاري: " تم اعتقال عبدالسلام، ليس للتحقيق العادل، بل للتعذيب والتنكيل: منع من الطعام والشراب والعلاج، ضُرب وشُوي بالنار، عُذّب كما لا يُعذّب مُجرم، كل ذلك لأنه طالب بحقه!"

وطالبت بـ"إجراء تحقيق فوري شفاف ومستقل في كل ما تعرّض له عبدالسلام، من لحظة الاعتقال حتى دخوله القسم وتلفيق البلاغ. ومحاسبة كل من تورط في جريمة الاعتقال غير القانوني، والتعذيب، وتلفيق التهم. وحماية الشهود وأهالي الحي الذين حضروا الواقعة".

كما طالبت لجان العاشرة بـ "رفع الغطاء عن أي متورط يدّعي الانتماء للقوات النظامية أو استخدامها لابتزاز المواطنين. وتوفير محامي حقوقي مستقل للدفاع عن حق عبدالسلام ورد اعتباره".

يقول مواطنون من أم درمان، إن الأوضاع الأمنية في المدينة باتت مهددة جدًا للسلامة، في ظل الانقطاع المتكرر للكهرباء، والظروف المعيشية القاسية، مع انتشار الأسلحة وكثرة اللصوص، ووجود عدد كبير من القوات والجماعات التي تساند الجيش في الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين.

توفي عبدالسلام جراء التعذيب، في اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك "6 حزيران/يونيو 2025"، يقول جيرانه إنه ترك أطفالًا أيتامًا وأرملة تواجه مصاعب الحياة وحيدة.