نشرت لجان مقاومة الفاشر مؤكدة استمرار القصف الصاروخي على معسكر زمزم للنازحين على تخوم مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور. كانت قوات الدعم السريع قد بدأت حملة قصف بالقذائف بعيدة المدى على المعسكر منذ يوم الأحد، الأول من كانون الأول/ديسمبر 2024، وواصلت قصف المعسكر على الرغم من ردود الفعل المحلية والعالمية التي أدانت استهداف المدنيين.
معسكر زمزم للنازحين هو أحد أقدم المعسكرات في إقليم دارفور. أنشئ المعسكر أثناء الحرب الأهلية في العقد الأول من الألفية، ومن ثم أصبح مركزًا لإيواء النازحين الفارين من الصراعات المختلفة في الإقليم، وحتى الحرب الحالية. يؤوي المعسكر في الوقت الحالي أكثر من (500) ألف نسمة وفقًا لإحصائيات منظمات إنسانية.
لجان مقاومة الفاشر: يتجدد القصف في مخيمات النازحين بمعسكر زمزم
وتتهم قوات الدعم السريع التي تحاول السيطرة على مدينة الفاشر منذ أشهر، باستهداف المعسكر لإفراغه من السكان بغرض السيطرة على الناحية الجنوبية من مدينة الفاشر، كما يقول والي شمال دارفور المكلف، الحافظ بخيت محمد. وأوضح الوالي المكلف أن خطة تفريغ المعسكر بدأت منذ فترة عبر بعض المنظمات التي كانت تقوم بترحيل النازحين إلى مناطق شرق جبل مرة التي تسيطر عليها حركة عبد الواحد نور، تحت إشراف أطراف الحركات المحايدة.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد أكدت قصف قوات الدعم لمعسكر زمزم للنازحين، مع وقوع إصابات وحالة ذعر ونزوح جماعي. وفي بيان لها في الثاني من الشهر الجاري، قالت المنظمة التي ما تزال تعمل في المعسكر، إن الوضع أكثر من فوضوي في زمزم، حيث يغادر المرضى والطاقم الطبي المخيم ويحاولون الفرار لإنقاذ حياتهم.
ويقول ناشطون محليون إن قوات الدعم السريع قد استهدفت اليوم مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة ومطار الفاشر ومعسكر زمزم للنازحين بالقصف المدفعي. فيما شن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غارات على مواقع تمركز قوات الدعم السريع.
يذكر أن المنسقة الأممية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، كانت عبرت يوم أمس عن قلقها من القصف العشوائي على معسكر زمزم للنازحين. وقالت نكويتا سلامي في بيان لها، الثلاثاء 2 كانون الأول/ديسمبر 2024، إن الحصار على مدينة الفاشر أسفر عن مستويات غير مقبولة من المعاناة الإنسانية. وزادت بالقول: "إن الأمم المتحدة وشركاء العمل الإنساني في السودان يدينون بشدة هذه الأعمال العنيفة ضد المدنيين الأبرياء. أشعر بقلق بالغ إزاء التقارير المتعلقة بالقصف العشوائي لمعسكر زمزم والعيادات الصحية وملاجئ النازحين. حماية هؤلاء المدنيين أمر بالغ الأهمية".
كان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن وجود ظروف مجاعة بالمعسكر في آب/أغسطس 2024. وتقول منظمات إن الحصار الذي تضربه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر والمناطق المحيطة تسبب في قطع الإمدادات الإنسانية الأساسية عن معسكر زمزم لعدة أشهر.