معارك كردفان… سباق نحو الأراضي في الرمق الأخير للحرب
18 مايو 2025
تحتدم المعارك العسكرية بين الجيش والدعم السريع بين ولايات غرب وشمال وجنوب كردفان غربي البلاد، مع رغبة القوات المسلحة في التمدد إلى إقليم دارفور، بينما تسعى "قوات حميدتي" إلى حماية مدنها الرئيسية من جبهات المناطق المجاورة بنقل المعارك إلى كردفان.
وصلت تعزيزات عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع إلى مدينة النهود اليومين الماضيين عقب توسع الجيش السوداني نحو مدن الخوي وبلدات في جنوب كردفان، فيما يترقب الطرفان معارك فاصلة بمدينة النهود لتحديد مصير جنوب كردفان وإقليم دارفور، خاصة مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور المحاصرة من قبل قوات الدعم السريع.
باحث أمني: قوات حميدتي تريد نقل المعارك إلى كردفان لحماية إقليم دارفور
يقول الباحث في شؤون النزاعات المسلحة بإقليم دارفور والكاتب الصحفي، خالد جبريل، لـ"الترا سودان" إن القوات المسلحة والمشتركة والمجموعات المساندة استحوذت على مناطق في جنوب كردفان لمنع وصول تعزيزات من قوات الحركة الشعبية شمال، وتمكنت إلى حد كبير من نقل المخاوف إلى "قوات الحلو" حتى لا تتقدم لمساندة الدعم السريع في غرب كردفان.
ويرى جبريل أن القوات المسلحة وحلفاءها قادرين على الوصول إلى مدينة النهود والانتقال إلى الطريق البري نحو أم كدادة وصولًا إلى الفاشر وفك الحصار، مشيرًا إلى أن هذا واقع يتشكل حاليًا.
وكان الجيش سيطر على بلدتين في جنوب كردفان لا تبعدان كثيرًا عن مدينة كاودا معقل الحركة الشعبية وعاصمتها الإدارية التي تطلق عليها "الأراضي المحررة"، نهاية الأسبوع الماضي في خطوة للتوسع بين ولايتي غرب وجنوب كردفان.
قبل ذلك خسرت القوات المسلحة مدينة النهود مطلع أيار/مايو 2025 لصالح الدعم السريع التي هاجمت المدينة بصورة عنيفة، واضطر الجيش للانسحاب إلى مدينة الخوي الواقعة على بعد مائة كيلو متر قبل أن يخسرها تواليًا ويعود إلى الأبيض على بعد أكثر من مائة كيلو متر وينظم صفوفه ويستعيد الخوي مجددًا منتصف هذا الشهر، ما حفزه للتمدد نحو مدينة النهود مع حشود الدعم السريع إلى المدينة بأوامر مباشرة من قائدها الثاني الفريق عبد الرحيم دقلو.
ونقلت هذه التطورات القلق داخل الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو التي تحالفت مع حميدتي منذ آذار/مارس 2025 ووقعا على ميثاق نيروبي لتشكيل حكومة في مناطق سيطرتهما، لأن تقدم الجيش يمنع توغل قوات الشعبية إلى غرب كردفان لمساندة قوات الدعم السريع.
نقل الجيش المعارك إلى مناطق قريبة من معقل الحلو في كاودا
سياسيًا تواجه الحركة الشعبية برئاسة الحلو توترات بسبب رفض بعض المجموعات الميثاق السياسي والتحالف مع قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب مذابح بحق المدنيين في إقليم دارفور، من بينهم رمضان حسن القيادي في الحركة الشعبية جناح الحلو والمهدد بوقف النشاط السياسي داخل الحركة عقب نشره رؤية تعارض تحالف الشعبية مع الدعم السريع نظرًا للجرائم التي ارتكبتها بحق المدنيين في السودان على حد تعبيره.
من الناحية الاقتصادية فإن توسع القوات المسلحة في غرب كردفان يعني وضع حقول النفط في منطقة بليلة وهجليج تحت سيطرتها، وهي المنشآت النفطية الرئيسية المنتجة في على مستوى البلاد عقب انفصال جنوب السودان في العام 2011.
وتسيطر قوات الدعم السريع على حقل بليلة في غرب كردفان منذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتعيش الحقول الرئيسية والعاملين حالة من الاضطرابات الأمنية مع أضرار طالت المنشآت النفطية.
باحث أمني: معركة النهود فاصلة وتحديد مصير كردفان ودارفور
ويقول الباحث في القطاع الأمني والعسكري، أحمد السني، لـ"الترا سودان" إن القوات المسلحة تنوي التمدد في غرب وجنوب كردفان لتحقيق العديد من الأهداف، التي تشمل فك الحصار عن الفاشر بشمال دارفور، علاوة على تخفيف الضغط عن مدينة بابنوسة الواقعة تحت سيطرتها رغم هجمات الدعم السريع.
وأضاف: "القوات المسلحة حال سيطرتها على النهود فإن قوات الدعم السريع معرضة للانهيار في الفولة وأبو زبد وحقول بليلة في غرب كردفان".
وتابع السني: "هذه التطورات ستكون في صالح الجيش لأنه سيضيق الخناق على قوات الدعم السريع في أربع مدن رئيسية في إقليم دارفور، ولا يرى حميدتي وشقيقه أي مصالح كبرى في دارفور دون السيطرة على كردفان".
ومع انتقال المعارك إلى إقليم كردفان وهدوء جبهات القتال في إقليم دارفور فإن الاهتمام بين القوات المسلحة والدعم السريع تركز على هذا الإقليم الذي يضم منشآت النفط، إلى جانب الطريق البري الرابط مع دارفور وغابات الهشاب المنتجة للصمغ العربي وثروة هائلة من قطعان الماشية ومساحات الفول السوداني والحبوب الزراعية.
تنتقل المعارك العنيفة إلى هذه المنطقة التي تعاني مجتمعاتها من فقر مدقع ونضوب مياه الشرب وفقدان المأوى خلال الحرب، والبقاء في قرى صغيرة تفتقر للخدمات الأساسية بالاعتماد على شبكات الطوارئ الشبابية مع مخاوف من توسع رقعة الانتهاكات من قبل الطرفين بإستغلال التعتيم الإعلامي وعدم وجود تغطية كافية لشبكات الاتصال والإنترنت والكهرباء.
ترتفع الرغبة في القتال لدى الطرفين باعتبارها معارك كسب المزيد من الأراضي بالتزامن مع دعوات من المملكة العربية السعودية لإحياء منبر جدة، والتلويح بإمكانية التوصل إلى وقف إطلاق النار.. فهل يمكن القول إن الحرب في الرمق الأخير؟
الكلمات المفتاحية

حرب السودان.. حالات اختفاء قسري لمهاجرين من دول الجوار
قال مدافعون حقوقيون إن هناك حالات اختفاء قسري لمهاجرين من دول إرتريا وجنوب السودان وإثيوبيا واليمن في السودان، خلال الحرب بين الجيش والدعم السريع.

حملات الخمور ونظام الحكم.. هل يناور الدعم السريع داخل "تأسيس"؟
أثار مقطع فيديو نشرته منصات موالية لقوات الدعم السريع بشأن الحملات ضد بائعات الخمور في منطقة تقع بإقليم دارفور جدلًا بين السودانيين، عما إذا كانت هذه القوات تعتزم الاستمرار في تطبيق قوانين سادت خلال نظام البشير، ولا تزال مستمرة في الولايات الخاضعة لسيطرة الجيش.

رئيس الوزراء السوداني يقترب من إنهاء أزمة "المالية" و"المعادن"
يقترب رئيس الوزراء كامل إدريس من الوصول إلى "تفاهمات" مع قادة الحركات المسلحة، وأبرزهم جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي، حول أزمة وزارتي "المالية" و"المعادن" وفق مصدر قال إن هناك إمكانية لاستمرار ممثليهم في الحقائب الوزارية خلال التشكيل الوزاري المرتقب.

شبكة أطباء السودان: مقتل طبيبة في قصف على مستشفى المجلد بغرب كردفان
قُتلت طبيبة سودانية تُدعى مودة رحمة الله، جراء قصف نفذته القوات المسلحة السودانية على مستشفى المجلد بولاية غرب كردفان، استهدف قوات تابعة للدعم السريع كانت متمركزة داخل المستشفى، بحسب ما أعلنت شبكة أطباء السودان.

الخارجية السودانية: نعتزم تقييم العلاقات مع الدول التي لا تدعم الشرعية
جددت وزارة الخارجية السودانية الاتهامات للتحالف المدني لقوى الثورة "صمود" بالعمل ضمن الذراع السياسي لقوات الدعم السريع

الجيش يدمر مركبات قتالية قُرب بابنوسة والدعم السريع يتوعد بـ"بركان الغضب"
قال مرصد "كردفان" الأحد 22 حزيران/يونيو 2025 إن مسيرات تابعة للجيش دمرت 13 عربة قتالية ومدفع 120 لقوات الدعم السريع حول مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان ضمن عمليات عسكرية جارية في المنطقة حاليًا.

حرب التسريبات.. حاكم إقليم دارفور يهدد باللجوء إلى الإعلام
نشر حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي ورئيس حركة تحرير السودان المسلحة المتحالفة مع الجيش في الحرب ضد قوات الدعم السريع، تغريدة على منصة (إكس) الأحد 22 حزيران/يونيو 2025 قائلًا، إن من يسربون محاضر الاجتماعات ويزورون الحقائق يفعلون ذلك لاغتيال الشخصيات.