مصفوفة تتبع النزوح: موجة عودة واسعة من مصر إلى السودان

أكدت المنظمة الدولية للهجرة أن البلاد تشهد موجة عودة واسعة من مصر، ووثقت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة ارتفاعًا لافتًا في الربع الأول من عام 2025، حيث بلغ عدد العائدين خلال الفترة ما بين 1 كانون الثاني/يناير و31 آذار/مارس نحو 72,039 فردًا، وهو ما يقارب ضعف إجمالي العائدين طوال عام 2024، الذي بلغ 42,418 فردًا.

ومنذ أيلول/سبتمبر الماضي، ابتدر الجيش السوداني عملية عسكرية واسعة النطاق، تمكن من خلالها من استرداد عدد كبير من المواقع في مختلف المحاور. توجت القوات المسلحة هذه العملية باسترداد مدينة الخرطوم بالعاصمة القومية، ومعظم مناطق ولاية الجزيرة، فضلًا عن فك حصار مدينة الأبيض في شمال كردفان.

وشهدت المناطق التي استردها الجيش عودة كبيرة للنازحين واللاجئين، وبحسب بيانات حديثة نشرتها المنظمة الدولية للهجرة، فإن متوسط عدد حركات العودة شهريًا في عام 2025 يكاد يوازي سبعة أضعاف المتوسط الشهري لعام 2024.

تبين الإحصائيات أن غالبية العائدين هم من المواطنين الذين نزحوا من ولايتي الخرطوم والجزيرة

ومنذ كانون الثاني/يناير 2024، تشير التقديرات إلى أن ما مجموعه 114,457 فردًا قد عادوا إلى السودان من مصر، عبر معبري أشكيت بنسبة 87% وأرقين بنسبة 13%. وتبين الإحصائيات أن غالبية العائدين هم من المواطنين السودانيين الذين نزحوا من ولايتي الخرطوم (71%) والجزيرة (22%).

وتتوقع مصفوفة تتبع النزوح عودة مئات الآلاف من الأفراد إلى السودان خلال الأشهر الستة القادمة، في ظل استمرار تطورات الوضع الميداني.

وفي السياق، شهدت المعابر الحدودية بين السودان ومصر تكدسًا كبيرًا للحافلات السفرية التي تحمل العائدين من مصر في الأيام الماضية. وقال مسؤولون حكوميون إن معبري أرقين وأشكيت يشهدان وصول 50 حافلة يوميًا. تسبب التكدس في أزمة إنسانية، فالمعابر غير مؤهلة لاستضافة هذه الأعداد الكبيرة من العائدين، بحسب ما أعلنت السلطات.

يُذكر أن ما يقرب من أربعة ملايين شخص عبروا الحدود من السودان إلى الدول المجاورة منذ اندلاع الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في نيسان/أبريل 2023. وتقول تقديرات إن أكثر من مليون من هؤلاء قد عبروا إلى جمهورية مصر العربية.