عقدت جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة مشاورات سياسية في القاهرة يوم 5 كانون الأول/ديسمبر 2024، حيث ترأس الوفد المصري السفير إيهاب عوض، مساعد وزير الخارجية للهجرة والمصريين بالخارج للشؤون الأفريقية، فيما قادت الوفد البريطاني هارييت ماثيوز، المديرة العامة لشؤون أفريقيا والأمريكتين والأقاليم الخارجية بوزارة الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية.
بيان مشترك: اتفق الجانبان على أهمية إنهاء النزاع الحالي في السودان في أقرب وقت ممكن
وقال بيان مشترك بين مصر وبريطانيا، إن المشاورات ناقشت مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك في القارة الأفريقية، شملت التطورات في السودان والقرن الأفريقي ومنطقة الساحل، بالإضافة إلى قضايا تتعلق بالاتحاد الأفريقي. وبحسب البيان، أكدت الاجتماعات أهمية الدور القيادي الذي تلعبه مصر داخل القارة، إلى جانب العلاقات الاستراتيجية التي تربط المملكة المتحدة بالدول الأفريقية واهتمامها المتزايد بشؤون القارة.
وأبرز الجانبان ضرورة إنهاء النزاع في السودان بأسرع وقت ممكن، مع الإشارة إلى الجهود التي تبذلها مصر لبناء توافق مدني يُفضي إلى تسوية سياسية شاملة. كما تم التشديد على أهمية معالجة الوضع الإنساني المتدهور في السودان وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين دون قيود.
وفي ختام المشاورات، اتفق الطرفان على استمرار التنسيق المشترك بشأن القضايا الأفريقية من خلال مشاورات دورية. وأعرب الجانب البريطاني عن استعداده لاستضافة الجولة المقبلة من المشاورات في لندن، على أن يُحدد موعدها لاحقاً عبر القنوات الدبلوماسية.
يذكر أن وزير الخارجية المصري كان قد زار السودان في الثالث من الشهر الجاري، حيث سلم رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رسالة خطية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تناولت سبل تطوير العلاقات بين البلدين بما يخدم مصالح شعبيهما. الرسالة، التي سلمها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بحضور وزير الخارجية السوداني علي يوسف وسفراء البلدين، أكدت على المصير المشترك لشعبي وادي النيل، وأعربت عن دعم مصر للسودان في مواجهة تحدياته الراهنة.
أوضح وزير الخارجية السوداني أن زيارة الوفد المصري جاءت في توقيت حساس في ظل الأوضاع بالسودان، من الحرب إلى جهود إعادة الإعمار. كما أكد وزير الخارجية المصري حرص القيادة المصرية على دعم الشعب السوداني في المحافل الإقليمية والدولية، مع التركيز على استعادة السودان لعضويته في الاتحاد الإفريقي.
تناولت المناقشات أيضًا قضية المياه باعتبارها قضية وجودية لكلا البلدين، مع التأكيد على أهمية مراعاة شواغل مصر والسودان كدولتي مصب. كما أشار الطرفان إلى أهمية الملتقى الاقتصادي الأخير في القاهرة، الذي شهد تعزيز التعاون بين رجال الأعمال من البلدين.
ناقش الجانبان أيضًا أوضاع السودانيين المقيمين في مصر نتيجة الحرب، حيث غادر أكثر من نصف مليون سوداني إلى مصر، معظمهم في القاهرة. تطرقت المحادثات إلى التحديات المتعلقة بالتأشيرات والتعليم، واتفق الطرفان على وضع حلول عملية لتخفيف هذه الصعوبات، في ظل قيود فرضتها السلطات المصرية مؤخرًا. كذلك، جددت مصر تأكيدها على دعم وحدة السودان وسلامة أراضيه، مع تعزيز التعاون القنصلي والسياسي والاقتصادي بين البلدين.
