مشاورات لوزراء خارجية أميركا ومصر والسعودية والإمارات حيال الصراع في السودان

قال بيان مشترك إن وزراء خارجية الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات قد عقدوا مشاورات موسعة حول الصراع في السودان، بدعوة من الولايات المتحدة الأميركية. ويمثل الوزراء مجموعة الرباعية الدولية التي شُكلت في سويسرا العام الماضي، وتنشط في اتجاه إحلال سلام بالسودان على خلفية الحرب الأهلية الممتدة منذ أكثر من عامين.

ووصف البيان الصراع في السودان بأنه "يشكل مخاطر جسيمة على السلام والأمن الإقليميين"، مذكرًا بأنه قد "أثار أسوأ أزمة إنسانية في العالم".

وأعلنت الدول الأربع التزامها بمجموعة من المبادئ المشتركة بشأن إنهاء الصراع في السودان، من ضمنها وحدة السودان وعدم وجود حل عسكري للأزمة السودانية. وطالبوا في الوقت ذاته "جميع أطراف النزاع" بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق في جميع أنحاء السودان.

دعا الوزراء إلى هدنة إنسانية لمدة أولية قدرها ثلاثة أشهر، على أن تؤدي مباشرة إلى وقف دائم لإطلاق النار

ودعا الوزراء في البيان الذي اطلع عليه "الترا سودان"، إلى هدنة إنسانية لمدة أولية قدرها ثلاثة أشهر لتمكين الدخول السريع للمساعدات الإنسانية، على أن تؤدي مباشرة إلى وقف دائم لإطلاق النار، ثم يتم إطلاق عملية انتقالية "شاملة وشفافة" تُختتم خلال تسعة أشهر.

واتفق الوزراء على متابعة تنفيذ هذه الجداول الزمنية عن كثب، وأكدوا استعدادهم لبذل كل الجهود وضمان التنفيذ الكامل من قبل الأطراف، بما في ذلك الاجتماع مجددًا لمناقشة خطوات إضافية.

وشدد البيان: "لا يمكن أن يُملى مستقبل السودان من قبل جماعات متطرفة عنيفة جزء من أو مرتبطة بشكل واضح بجماعة الإخوان المسلمين، التي أدى تأثيرها المزعزع للاستقرار إلى تأجيج العنف والاضطراب في المنطقة"، بحسب تعبيره.

لافتًا في الوقت ذاته إلى الدعم العسكري الخارجي لأطراف النزاع في السودان، قائلًا إنه "يعمل على تكثيف الصراع وإطالة أمده ويسهم في عدم الاستقرار الإقليمي". مؤكدًا على أن "إنهاء الدعم العسكري الخارجي أمر أساسي لإنهاء الصراع".

والتزم الوزراء ببذل كافة الجهود لدعم تسوية تفاوضية للصراع في السودان، بمشاركة فعّالة من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. كما أكدوا على الضغط من أجل حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.

وأكد وزراء الدول المعنية التزامهم بتعزيز الظروف التي تضمن أمن منطقة البحر الأحمر الأوسع، والتصدي لما وصفوها بـ"التهديدات الأمنية العابرة للحدود من المنظمات الإرهابية والمتطرفة"، والحد من الظروف التي تسمح لها بالانتشار، إضافة إلى حرمان الجهات المزعزعة للاستقرار إقليميًا ومحليًا من الاستفادة من استمرار الصراع في السودان.

وجدد الوزراء التزامهم باستعادة السلام وإنهاء معاناة الشعب السوداني، معلنين استعدادهم للعمل بالتنسيق مع الدول والمؤسسات الأفريقية والعربية، والأمم المتحدة، والشركاء الدوليين من أجل تحقيق هذه الأهداف.

وناقش الوزراء الاحتياجات الإنسانية العاجلة ومتطلبات التعافي المبكر، مشددين على ضرورة استمرار حشد المجتمع الدولي لهذا الغرض، والبناء على مخرجات الاجتماعات الإنسانية الأخيرة.

كما أعرب الوزراء عن عزمهم مواصلة المناقشات والمشاورات والاجتماعات على المستويين الوزاري وما دون الوزاري لتعزيز جهودهم لدعم إنهاء الصراع في السودان، بما في ذلك دعم إقامة وتنفيذ انتقال شامل وشفاف.

وفي هذا السياق، أكد الوزراء دعمهم لجهود المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة من خلال منبر جدة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في السودان، وكذلك لجهود مصر عبر منتدى القوى المدنية والسياسية السودانية الذي عقد جولته الأولى في القاهرة في تموز/يوليو 2024.

واتفق الوزراء على مواصلة مشاوراتهم خلال الاجتماع الوزاري الرباعي المقرر في أيلول/سبتمبر 2025.

وينخرط مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، مسعد بولس، في مشاورات واسعة مع الأطراف السودانية والإقليمية والدولية حيال الأزمة السودانية.

وكانت وكالات أنباء عالمية ومحلية قد سربت عن اجتماع بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبدالفتاح البرهان، والمستشار مسعد بولس في سويسرا الشهر الماضي، حيث بحث الطرفان مقترحًا أميركيًا لوقف إطلاق النار في السودان، وتسهيل وصول المساعدات. فيما لم تصدر أي بيانات عن الطرفين تؤكد ما دار في الاجتماع.

ودخلت الحرب السودانية عامها الثالث في ظل أزمة إنسانية شاملة وحالة نزوح كبرى، ولكن استعادة الجيش السوداني لمناطق واسعة في الوسط نقلت المعارك إلى إقليم كردفان الذي يشهد عمليات عسكرية واسعة، وحالة كر وفر بين القوات الحكومية والدعم السريع.

وفي الوقت ذاته، أعلن تحالف السودان التأسيسي "تأسيس"، الذي تهيمن عليه قوات الدعم السريع، عن حكومة في نيالا، تدير مناطق سيطرة التحالف المكون من مجموعات مسلحة وأجسام سياسية، ما أثار المخاوف من تفتيت السودان، وسط إدانات دولية وأممية.