قُتل ثلاثة وجُرح (18) مدنيًا جراء ضربات نفذتها مسيرة تتبع لقوات الدعم السريع على حي أولاد الريف بمدينة الفاشر مساء السبت، فيما يهدد الارتفاع الملحوظ لاستخدام المسيرات الحديثة من جانب قوات الدعم السريع حياة المواطنين في المدينة، التي تشهد قتالًا ضاريًا منذ سبعة أشهر.
ارتفاع استخدام المسيرات الحديثة بواسطة قوات الدعم السريع في الفاشر يهدد حياة المدنيين
وأكد مدير الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، في حديث لـ"الترا سودان" وفاة ثلاثة مواطنين وإصابة (18) شخصًا جراء ضربات نفذتها مسيرة تتبع لقوات الدعم السريع على حي أولاد الريف في الفاشر.
وارتفع بشكل ملحوظ استخدام المسيرات من جانب قوات الدعم السريع بمدينة الفاشر في الأسبوعين الأخيرين. والجمعة، قتلت مسيرة ألقت أربع قنابل في مبنى المستشفى السعودي للنساء والتوليد وسط الفاشر ثمانية أشخاص وأصابت (20) شخصًا.
وتوقف أكبر مطبخ جماعي في مدينة الفاشر بسبب تزايد الهجمات العسكرية على الأحياء المدنية والأسواق ومخيمات النازحين، بواسطة قوات الدعم السريع التي باتت تلجأ إلى القصف المدفعي بعيد المدى مع تراجع وتيرة الاشتباكات المباشرة.
ويقدم المطبخ الجماعي، الذي توقف عن العمل، الطعام لآلاف النساء والأطفال الذين تضرروا من العمليات العسكرية في مدينة الفاشر، مع توقف الأسواق والخدمات العامة وصعوبة حركة النزوح خارج المدينة بسبب الوضع الأمني.
وتشن قوات الدعم السريع هجمات على الفاشر بشكل مكثف منذ أيار/مايو 2024. وتقول القوات المسلحة والقوات المشتركة إنها تصدت لحوالي (158) هجومًا من هذه القوات على الفاشر.
ووصلت الأوضاع العسكرية في الفاشر إلى مرحلة محتدمة من الصراع بين القوات المسلحة والمشتركة من جهة، ضد قوات الدعم السريع، مع إصرار الطرفين على المضي قدمًا في العمليات الحربية بالاستفادة من التسليح النوعي لديهما.
ويقيم في الفاشر نحو مليوني شخص، ونزح قرابة مائة ألف شخص إلى المحليات المجاورة، فيما يواجه الغالبية صعوبات في النزوح في ظل تقلص الخيارات المتعلقة بالمأوى، وإغلاق الدعم السريع لبعض الطرق الرئيسية.
ويقول المواطنون إن المدينة تحولت إلى حالة موت سريري بسبب الهجمات التي تستهدف الأسواق والأحياء من جانب قوات الدعم السريع، التي أطلقت قرابة (85) قذيفة صاروخية خلال أسبوع واحد على أكبر مخيم للنازحين في الفاشر.
وأخلت منظمات إنسانية الأنشطة الطبية في مخيم زمزم جراء هجمات قوات الدعم السريع بالقذائف الصاروخية نهاية الأسبوع الماضي، وجرى نقل مرضى في حالة حرجة إلى عيادات ميدانية مؤقتة لا تتوفر فيها الرعاية الكاملة.