05-أبريل-2020

دارسون يطبقون رسم البورتريه (ألترا سودان)

تقول السيرة الذاتية لمركز الخرطوم لتدريب الفنون بأنّه تأسس في 2015، بأفكار وطموحات المشكّل والنحّات نعمان جعفر، الذي كان مُقيمًا بالولايات المتحدة الأمريكية، لعقدين، ويعمل بها فنانًا متفرّغًا. وهو حائز على درجة الماجستير في التلوين، وأخرى في تاريخ الفنون من جامعة دالاس. يحلمُ نعمان جعفر بأنْ يكون للمركز دوره في إثراء الفنون في السودان، عبر تدريب الهُواة، وطلاب الفنون بشكلٍ عام. من خلال الدورات التدريبية التي يُقدّمها، ويُشرف عليها تشكيليون سودانيون، تخرّجوا من كلية الفنون الجميلة والتطبيقية التابعة لجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا.

يتلقى الدارسون دروسًا في الرسم الحُر، التلوين، والنحت بمختلف أنواعه. ويقوم المركز أيضًا، بتدريب الهُواة والموهوبين الذين لا تسمح لهم الظروف بالالتحاق بالدراسة الجامعية

كما يهدف المركز لتعليم الرسم والنحت والتلوين والتصميم على أسس علمية وبدراسة منهجية حديثة. ويُقدّم مساقات تقويةٍ لدارسي الفنون، وللفنانين، في مواد: الرسم الحُر، التلوين، والنحت بمختلف أنواعه. ويقوم المركز أيضًا، بتدريب الهُواة والموهوبين الذين لا تسمح لهم الظروف بالالتحاق بالدراسة الجامعية أو المنتظمة. ويمنح في ذلك شهادة دراسية معترفًا بها.

اقرأ/ي أيضًا: سيرة غيرية للشاعر أبو ذر الغِفاري

ويعمل بالمركز الآن اثنان من الفنانين التشكيليين، هما: حاتم كوكو، ومصطفى بشّار. ويغشى المركز بحسب مصطفى بشّار، الأستاذ بالمركز، العديد من الهُواة والطلاب بكلية الفنون الجميلة، يتنقلون بدأبٍ واهتمام بيّنٍ إرشادات معلمي مركز الخرطوم للفنون.

الدارسون الذين التقى "ألترا سودان" ببعض منهم، هم من خلفيات مختلفة، فئات عمريّة متباينة، لكن الرغبة في تعلم الفنون هي ما يجمعهم، والرغبة في الاستزادة وصقل مواهبهم.

من هؤلاء هُواة ما يزالوا في الدرب الأول في طريق تعلّم اللون والإضاءة والظل. ومنهم طُلاب بكلية الفنون الجميلة، قصدوا مركز الخرطوم لتدريب الفنون بغرض أخذ دروسٍ وتدريباتٍ مكثّفة في التلوين.

وبالمركز الآن، فصلٌ دراسي في التلوين، كل الدارسين فيه ما يزالوا طلابًا في كلية الفنون الجميلة. وفي ذلك يُلمح بشكلٍ غير منظور الإشارة إلى أنّ بالمركز خبراتٌ ومعارف؛ ليست متوفرة في كلية الفنون الجميلة، باعتبارها الكلية الفنية الوحيدة في السودان التي تُخرّج التشكيليين في السودان.

وينكبُّ ثلاثة من الطلاب في معالجات لونية على الطاولات التي أمامهم، فيما انشغل ثلاثةٌ آخرون في فاصلٍ من الرسم الحُر، لعددٍ من الأواني الموضوعة بعيدًا عنهم.

اقرأ/ي أيضًا: عبدالعزيز سيد أحمد.. شاعر الجمال وفيلسوفه المجهول

ومنذ تأسيسه في العام 2015، يقول مصطفى بشّار لـ "ألترا سودان": "تخرّج من المركز أكثر من (200) طالب/ة، في تخصصي الرسم الحُر والتلوين والنحت. لكن قبل أنْ يتم قبول الطلاب في مركز الخرطوم لتدريب الفنون، يتم عمل اختبار أوّلي لهم، لمعرفة علاقة من يُريد الالتحاق بالمركز باللون والخط، ولمعرفة أين يقف، ومن أين ستكون البداية معه.

وتُقدّم لأي طالبٍ فترة دراسية أولى تستمر لشهرين، تتجدّد كل مرة، بحسب ما يرى أساتذة المركز من قدرة الطالب/ة على الاستمرار، حيث تتوالى الجرعات الفنية لهم وصولًا إلى امتلاك مهارات الرسم والتلوين أو النحت.

أمرٌ لافتٌ آخر في الجولة التي قام بها "ألترا سودان" في المركز، وهو أنّ ضمن طلاب مركز الخرطوم لتدريب الفنون، ليس فقط هُواة الفنون وطلاب كلية الفنون الجميلة والتطبيقية فقط، وإنّما العديد من المعماريين والمصممين الداخليين، الذين يُريدون الاستزادة في تعلّم مواد التلوين والرسم الحُر والنحت.

ريان خليل، التي أمضت أسبوعها الأول بمركز الخرطوم لتدريب الفنون في تعلّم المجسّمات والبورتريه، وصفت المدرّبين بأنهم متعاونون، ويتعاملون معها لا بوصفها متدربة وطالبة، وإنما كفنّانة، ما انعكس على قدرتها على التلقي. تقول ريّان: "لا أنسى تعليقهم على أول رسمٍ أنجزتُهُ: هذا رسمٌ جميل، سيكون لكِ مستقبل وشأنٌ في الرسم.. أنا أدعو الجميع لتعلّم الرسم والتلوين، لكن فليكونوا حذرين، فهو أمرٌ ليس بالهيّن".

اقرأ/ي أيضًا: حوار | حاتم إلياس.. ثورة على تراث البوليس الثقافي

وكما كان للثورة تأثيرها على كل الحياة السودانية، كان لها التأثير الباهر أيضًا على مركز الخرطوم لتدريب الفنون، وتمثّل ذلك في الإقبال المضاعف على تعلّم الرسم، والتلوين، بالقدر الذي يختلف مقارنةً مع فترات ما قبل الثورة. ويفسّر بشّار، الأستاذ بالمركز الأسباب بأنّ ثورة كانون الأول/ديسمبر 2018، كان في مقدمتها استخدام الفنون في التعبير والرفض. ومثّلتْ الجداريات واحدة من المظاهر الملهمة للثورة. وهو ما انعكس إيجابًا على تعلّم الفنون، والإقبال المضاعف للدارسين بالمركز، الذين تُمثّل الفتيات غالبيتهم.

حاتم كوكو: من أهداف المركز نقل تجارب الفنانين السودانيين إلى الأجيال الجديدة من الفنانين ولمحبي التشكيل في السودان

يقول حاتم كوكو، الأستاذ بمركز الخرطوم لتدريب الفنون، بأنّ واحدة من الأفكار وراء تأسيس المركز، هي: نقل تجارب الفنانين السودانيين إلى الأجيال الجديدة من الفنانين ولمحبي التشكيل في السودان. وهو ما تحقّق بقدرٍ كبيرٍ بالنسبة له، بالاستناد للدفعات العديدة التي خرّجها المركز من الرسّامين أو المعماريين.

كما يُخطط المركز مستقبلًا لإقامة عدد من الأنشطة المصاحبة، ذات العلاقة بالفنون. وأنّ يتمكن من كسر احتكارها بواسطة مصدرٍ وحيد معهود، وذلك عبر محاولته ليكون درجًا من درجات الوصول لهُواة الفنون، أو معينًا للمتخصصين فيها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الأمين علي مدني.. الشاعر الحر ونصير تعليم المرأة

في مقام "حلاتْ زوزو".. لخضر بشير