اتهم عضو المكتب التنفيذي للمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير شهاب الطيب، مبعوث الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ولد لبات بمحاولة الهيمنة على الملف السوداني، وعرقلة "مبادرة فولكر" لصالح المكون العسكري.
وأطلق رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان فولكر بيرتس مبادرة نهاية العام الماضي عقب الانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول/أكتوبر، قال فيها أنه يود إنهاء الأزمة وتسهيل الحوار بين السودانيين.
ألغى فولكر مؤتمرًا صحفيًا الأسبوع الماضي عقب تدخلات الاتحاد الافريقي
وأجرى فولكر مشاورات مع (800) شخصية سودانية، يمثلون منظمات المجتمع المدني والأحزاب والنشطاء والعسكريين وجهات حكومية في (110) اجتماع خلال الشهرين الماضيين.
ومؤخرًا وصل إلى الخرطوم مبعوث الاتحاد الإفريقي محمد الحسن ولد لبات لطرح رؤية الاتحاد الافريقي حول الأزمة السودانية، وإنهاء الوضع الراهن بتسوية سياسية حسب ما ذكر سياسيون في التحالف الحاكم سابقًا.
بينما ألغى فولكر مؤتمرًا صحفيًا الأسبوع الماضي، عزت وسائل إعلام محلية الإلغاء إلى خلافات بين الاتحاد الأفريقي ومبادرة الأمم المتحدة وضغوط على فولكر بهيمنة الاتحاد الافريقي لحل الأزمة.
وقال عضو المكتب التنفيذي للمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير شهاب الطيب في حديث لـ"الترا سودان" إن هناك صراعًا قويًا بين فولكر ومبعوث الاتحاد الإفريقي محمد الحسن ولد لبات حول المبادرة التي طرحتها الأمم المتحدة، لأن الاتحاد الافريقي يريد التدخل بقوة لصالح المكون العسكري.
وأشار الطيب إلى أن فولكر يحظى بدعم من دول الترويكا والاتحاد الأوروبي، لكنه يواجه توترًا مع مبعوث الاتحاد الأفريقي الذي يصر على قيادة أفريقية لحل الأزمة السودانية، وفق مقررات الاتحاد الأفريقي بحل الأزمات في الإطار الإقليمي والإفريقي.
قاد محمد الحسن ولد لبات وساطة بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري في 2019، وخلصت وساطته إلى تأسيس وثيقة دستورية وتشكيل هياكل السلطة الانتقالية بتكوين مجلسي السيادة والوزراء.
وذكر شهاب الطيب أن الاتحاد الإفريقي لا يبحث عن التحول الديمقراطي بقدر ما أنه يريد حل الأزمة بالطرق المتاحة لديه، ولو على حساب القوى المدنية المعنية بالتحول الديمقراطي ودولة القانون.
وأشار الطيب إلى أن قوى الحرية والتغيير "مجموعة المجلس المركزي"، سلمت ورقة لـ"فولكر" احتوت على خارطة طريق للخروج من الوضع الانقلابي وتتمسك بهذه المقترحات للعودة إلى الإطار الدستوري.
وأضاف: "لا نلتمس أي تقارب بين الاتحاد الأفريقي والمدنيين المعنيين بالتحول الديمقراطي، لذلك نحن قلقون من محاولة مبعوثه إلى السودان الاستحواذ على الملف وطرق حله".
وأوضح الطيب أن فولكر بيرتس يتعرض لضغوط داخلية بسبب مبادرته ومحاولة بعض الأطراف إفساح المجال للاتحاد الأفريقي.
ولم يتمكن مراسل "الترا سودان" من الحصول على تعليق فوري من متحدث بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان أو متحدث باسم الاتحاد الافريقي للاستفسار عن هذه التصريحات.
وذكر فولكر في مقابلة مع تلفزيون السودان السبت إنه يعلم الجهات التي تدفع المتظاهرين ضده أو ضد البعثة، ولا يكترث طالما أن الاحتجاج سلمي والتظاهر مكفول، وقال إن البعثة موجود في البلاد بطلب من الحكومة السودانية.
اقرأ/ي أيضًا
بيرتس يؤكد على أن هناك توافق في المبدأ بين الأطراف السياسية في السودان