19-مايو-2021

كورونا في السودان (Getty)

على نحو مفاجئ أعلنت اللجنة العليا للطوارئ الصحية مساء الثلاثاء، إغلاق المدارس والجامعات ودور العبادة التي تشمل المساجد والكنائس، مع الاستمرار في تخفيض العمل بالمؤسسات الحكومية بنسبة (50)%. وتأتي هذه التدابير الصحية على خلفية تطورات عزاها مسؤول بوزارة الصحة الإتحادية إلى أن عدم التزام المواطنين بالتباعد الاجتماعي خلال شهر رمضان وعيد الفطر، حيث تزاحم الآلاف في الأسواق ودور العبادة دون التقيد بالتعليمات الصحية.

مخاوف جدية من انتقال السلالة الهندية عقب وصول مسافرين رفضوا العزل الصحي 

إلى جانب ذلك، أدى دخول بعض الأشخاص القادمين من الهند عبر مطار الخرطوم دون الالتزام بالحجر الصحي لفترة أسبوعين، إلى تعزيز مخاوف السلطات الصحية من انتقال السلالة الهندية إلى البلاد.

اقرأ/ي أيضًا: عضو بالمجلس المركزي: مشاورات سياسية لترشيح النائب العام ورئيس القضاء

ويقر مدير إدارة الطوارئ بوزارة الصحة الاتحادية محمد الحافظ، في تصريحات لـ"الترا سودان"، بدخول أشخاص من الهند إلى البلاد ورفضهم البقاء في مركز العزل الصحي بالعاصمة.

والشهر الماضي أيضًا، رفض عشرات القادمين من ليبيا المكوث في العزل الصحي لمدة أسبوعين، وحطموا الأثاثات المكتبية لسلطات الحجر الصحي بمطار الخرطوم، وتم الاعتداء على بعض الموظفين. وقالت السلطات إن عشرات القادمين من ليبيا هربوا من مطار الخرطوم اعتراضًا على الحجر الصحي.

 وأكد مدير إدارة الطوارئ بوزارة الصحة الاتحادية محمد الحافظ، أن اللجنة العليا للطوارئ الصحية اتخذت قرار إغلاق الجامعات والمدارس ودور العبادة لأنها خشيت من وصول المصابين إلى حاجز الـ(100) ألف إصابة تراكميًا من (34) ألف إصابة في الوقت الراهن.

وتخطت الإصابات بفيروس كورونا في السودان منذ بداية الجائحة مطلع العام 2020 حاجز الـ(34) ألف حالة إصابة، ووفاة نحو (865) شخصًا، فيما تعافى حوالي (27) ألف شخص خلال العامين، بينما تلقى نحو (141) ألف في جميع أنحاء البلاد التطعيم باللقاح الجديد. 

وأنهت لجنة  الطوارئ الصحية التي تضم الصحة والوزارات ذات الصلة والمؤسسات العسكرية والأمنية ومجلس السيادة ومجلس الوزراء، الإغلاق الكلي في آب /أغسطس من العام الماضي، وذلك بعد إغلاق استمر منذ نيسان/أبريل من نفس العام، وتقول الحكومة الانتقالية إن الإغلاق كبد البلاد خسائر مالية بنقص الإيرادات الضريبية بنسبة (40)% بسبب تعطل الأسواق والأنشطة الاقتصادية.

ويعتقد مدير إدارة الطوارئ بوزارة الصحة، أن المواطنين لم يلتزموا بالتدابير الصحية، واستمرت التجمعات والحياة الاجتماعية خلال شهر رمضان وعيد الفطر، وعبرت السلطات الصحية عن مخاوفها من وصول السودان إلى أعتاب تجربة دول بعينها وقعت شعوبها في كوارث صحية مثل دولة الهند.

وتابع الحافظ: "شددنا على عدم المصافحة خلال العيد وشهر رمضان في دور العبادة، لكن الالتزام لم يكن على النحو المطلوب. ونحن نخشى من تدهور الوضع الصحي لأننا لا نملك مستشفيات ذات طاقة استيعابية كافية إذا تطور الوضع بشأن الوباء".

ويرى الحافظ أن قرار إغلاق الجامعات والمدارس ودور العبادة وايقاف المناسبات الاجتماعية ومنع التجمعات جاء على خلفية تزايد الإصابات، وذلك لأن السلطات تجري حسابات على الإحصائيات بالتالي تتنبأ بما هو قادم وتحاول تفاديها حاليًا.

وأردف: "بعض الأشخاص القادمين من الهند عبر مطار الخرطوم رفضوا البقاء في مركز العزل بالخرطوم ولم ينصاعوا لأوامر سلطات الحجر الصحي، أضف إلى ذلك تزايد التجمعات خلال العيد وشهر رمضان، وكان لا بد من هذا القرار".

وتابع محمد الحافظ: "نظامنا الصحي هش ولا يمكن وصفه حتى بالضعف وينبغي أن نحتاط حتى لا تتضاعف الإصابات".

ووصل البلاد عشرات السودانيين من الهند عبر طائرة الخطوط القطرية الأسبوع الماضي، فيما امتثل نصف القادمين إلى أوامر السلطات بالبقاء في الحجر الصحي لأسبوعين، بينما رفض بعض الأشخاص الانتقال إلى مركز العزل في مبنى الضمان الاجتماعي بالعاصمة.

ويتوقع وصول رحلة جديدة من بعض المدن الهندية مثل نيودلهي ومومباي إلى مطار الخرطوم خلال الساعات القادمة عبر الخطوط القطرية على النفقة الخاصة بقيمة (680) دولارًا أمريكيًا للراكب.

ويتزامن الإغلاق الجزئي الذي أعلنته لجنة الطوارئ الصحية مساء الثلاثاء، مع ندرة دوائية وارتفاع في الأسعار وصعوبات تواجه مراكز العزل الصحي في إمدادات الأوكسجين.

وفي نحو (14) مركزًا للعزل الصحي لمصابي فيروس كورونا، يعاني المئات من عدم انتظام إمدادات الأوكسجين. وقبل ثلاثة أشهر طلبت الحكومة عونًا من منظمات إنسانية لتمويل صيانة أجهزة تنفس مركزية، سيما في مركز جبرة للعزل جنوبي العاصمة.

اقرأ/ي أيضًا: تشديد الإجراءات الاحترازية وتعطيل الدراسة لشهر

ويقر مدير إدارة الطوارئ بوزارة الصحة الاتحادية محمد الحافظ، بوجود مشكلة في الأوكسجين بمراكز العزل. مشيرًا إلى أن الحل في الالتزام بالتدابير الصحية وتجنب التجمعات ووضع قناع الوجه.

ألزمت السلطات الصحية المواطنين بلبس قناع الوجه

وكانت لجنة الطوارئ الصحية قد ألزمت في قرارها الذي أصدرته مساء الثلاثاء، المواطنين بوضع قناع الوجه.

ويوضح محمد الحافظ أن اللجنة العليا للطوارئ الصحية ستشكل لجنة لمتابعة تنفيذ القرارات التي تتمثل في إغلاق المدارس والجامعات ودور العبادة وإلزامية وضع قناع الوجه.

اقرأ/ي أيضًا

لجنة التشريعي: 12 ولاية سلمت قوائمها وانقسام وسط لجان المقاومة بشأن المشاركة

صور| تظاهرة بوسط الخرطوم لنصرة القضية الفلسطينية