21-سبتمبر-2021

أعلنت السلطات عن إحباط عدد من الانقلابات العسكرية منذ تولي الحكومة المدنية في العام 2019 (Getty)

في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء أعلنت مصادر حكومية عن إحباط محاولة انقلابية، وبالتزامن مع ذلك تحركت دبابات من سلاح المهندسين في جسر النيل الأبيض وأغلقت الجسر الرئيسي بين الخرطوم وأم درمان، قبل أن تنسحب منه لاحقًا.

وفي ذات الوقت نشر المتحدث الرسمي باسم مجلس السيادة الانتقالي محمد الفكي سليمان على حسابه الشخصي في فيسبوك، دعوات للدفاع عن الانتقال والبلاد.

محلل: الانقلاب مخطط لنسف الوثيقة الدستورية وإعلان حالة الطوارئ 

أما الوضع الميداني في الوقت الراهن، فإن الجيش -حسب مصادر عسكرية- سيطر على منطقة سلاح المدرعات وهي منطقة عسكرية واقعة جنوبي العاصمة، وتعد من الوحدات العسكرية الرئيسية التي ترجح كفة الانقلابات العسكرية كونها تعتمد على المدرعات للسيطرة على الأرض.

اقرأ/ي أيضًا: مُطالبات عُمالية باسترداد مستشفى الصحة والسلامة المهنية

وأكد المتحدث الرسمي باسم مجلس السيادة الانتقالي محمد الفكي سليمان في تصريح مقتضب لـ"الترا سودان"، أن الأوضاع في البلاد تحت السيطرة، لافتًا إلى أن الانتقال الديمقراطي لن يتعثر أمام أطماع الاستيلاء على السلطة.

وذكر شهود عيان في حي الشجرة في حديث لـ"الترا سودان"، أن الأوضاع قرب سلاح المدرعات هادئة وحركة السير عادية كما جرت العادة، ويمارس المواطنون حياتهم بشكل طبيعي.

وأوضح "شهاب حسن" وهو من سكان حي الشجرة جنوبي العاصمة لـ"الترا سودان"، أن "الوضع طبيعي جدًا ولم نشهد حركة غير مألوفة منذ الصباح"، لافتًا إلى أن المعلومات المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي مضخمة.

فيما صرح المحلل السياسي صلاح الدين الدومة لقناة "فرانس 24" صباح اليوم الثلاثاء، أن المحاولة الانقلابية الفاشلة مخطط لإلغاء الوثيقة الدستورية من قبل المجلس العسكري وإعلان حالة الطوارئ وإعفاء الحكومة المدنية.

واتهم الدومة المجلس العسكري بالتمهيد للانقضاض على السلطة الانتقالية، مشيرًا إلى أن هناك إرهاصات سبقت ذلك بحشود قبلية في شرق السودان وبعض المناطق.

من جهته دعا المحلل السياسي منتصر الزين في تصريح لـ"الترا سودان"، إلى عدم كراهية المؤسسة العسكرية، قائلًا إن القوات المسلحة تذخر بـ"الشرفاء الذين يحبون هذه البلاد".

وجاء حديث الزين في إطار عدم السخرية من الأنباء التي تتحدث عن الانقلاب العسكري، وقال إن الانقلاب قد يكون صحيحًا من بعض الضباط الذين لا يعجبهم أداء الجنرالات العسكرية في قيادة الجيش.

ويعتقد الزين أنه من الأهمية نشر معلومات كافية عن الانقلاب العسكري المُجهض حسب ما أعلن الجيش صباح اليوم، ومعرفة دوافعه. قائلًا إن الإجراءات يجب أن لا تنتهي في الغرف المظلمة بتعتيم المعلومات.

اقرأ/ي أيضًا: بداية متعثرة للعام الدراسي بولاية الخرطوم

فيما تقول الناشطة السياسية وعضو الحراك السلمي وداد درويش في حديث لـ"الترا سودان"، إن ما يحدث حاليًا مخطط كبير جدًا تشارك فيه قوى إقليمية وتعرض إلى التعطيل مرارًا بسبب مواكب 30 حزيران/يونيو 2019.

ناشطة: المدنيون خيبوا الآمال بالأخطاء الكبيرة 

وتابعت: "هناك جهات تعمل على عدم دفع الأوضاع نحو الهاوية منذ عامين، لكن حاليًا ربما أرادت ذلك للانقضاض على الفترة الانتقالية".

وتابعت درويش: "المدنيون خيبوا الآمال ولم يفعلوا شيئًا وتآكل رصيدهم الشعبي، والأخطاء الكبيرة جعلت شعبيتهم في تآكل مستمر، وأزمة الشرق مخطط لها ضمن نفس الإطار والمخطط الإقليمي". ومضت بالقول: "هذا لا يعني ترحيب الشعب بالانقلاب، لكن يجب أن يمثل الثورة المدنيون المؤهلون".

اقرأ/ي أيضًا

صحيفة تحذر من انقلاب عسكري في السودان

مفوضية السلام: التأخير في استئناف التفاوض مع "الحلو" مسؤولية الوساطة