مجتمع

مجرد جدران… منازل في الخرطوم بلا أسطح 

19 أبريل 2025
آثار الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في الخرطوم.jpg
آثار الحرب في الخرطوم (أرشيفية)
محمد حلفاوي
محمد حلفاويصحفي سوداني

أقصى ما تمناه عبد الله أن يكون منزله في حي جبرة جنوب الخرطوم غير مدمر بفعل النزاع المسلح، بالمقابل كانت صدمته كبيرة عندما لم يجد سوى الجدران شاهدة على ذكرياته بينما نُزعت الأسطح المعدنية "الزنك" بالكامل بواسطة العصابات والمسلحين لبيعها في الأسواق ضمن موجة نهب طالت المنازل بالعاصمة الخرطوم، على ثلاثة مراحل فوق تحليلات عسكرية وأمنية.

يقول عبد الله وهو رجل خمسيني قضى قرابة العامين نازحًا شمال السودان لـ"الترا سودان": "وجدت منزلي في حي جبرة جنوب الخرطوم دون سقف، نزعوا جميع الألواح المعدنية التي كانت تغطي الغرف والمطبخ والبرندة، ووجدت المنزل عبارة عن جدارن فقط لا أبواب لا سطح المنزل".


 نُزعت الأبواب والأسطح المعدنية عن المنازل لغرض البيع في الأسواق التي نشأت خلال الحرب 

 

استعاد الجيش الخرطوم منذ 26 آذار/مارس 2025 حينما انسحبت قوات الدعم السريع عبر معبر جبل أولياء على النيل الأبيض جنوب العاصمة، إثر تقدم القوات المسلحة من عدة محاور.

أغلب الذين عثروا على منازلهم مجرد جدران دون سطح وأبواب ونوافذ يقولون إن موجة النهب بدأت في الشهور الأخيرة عندما لم تجد العصابات المتحالفة مع قوات الدعم السريع المقتنيات والمنقولات والأصول، لجأت إلى نزع الأبواب والأسطح المعدنية لبيعها في الأسواق.

وأضاف عبد الله الذي وصل الخرطوم قادمًا من عطبرة لتفقد منزله: "عادت الخرطوم ولم تعد البيوت، فقدنا كل شيء، لرجل في هذه المرحلة من العمر بلغ الخمسين لا يمكنه أن يبدأ حياته من جديد، لقد تعمد اللصوص والمسلحون نزع كل شيء حتى حياتنا وأحلامنا وماضينا.. الأمر ليس مجرد سرقة".

لم تعد الحياة في الخرطوم قابلة للاستعادة على وجه السرعة بتلك الحيوية التي كانت قبل الحرب فبعد عامين من القتال وانتشار العصابات وسيطرة قوات الدعم السريع على غالبية الأحياء السكنية والأسواق، قبل أن تنهي وجودها منذ 26 آذار/مارس 2025.

ويقول حسن صالح الذي وصل إلى حي الصحافة لتفقد منزله ومتجره لـ"الترا سودان" إنه لم يتفاجأ عندما لم يعثر على سيارته التي تركها في فناء المنزل. ويضيف: "حتى المتجر في الخرطوم 3 لم نجد فيه شيئًا سوى أوراق مبعثرة".

لا يدري الرجل ما الذي يتعين عليه أن يفعله حتى يشعر أنه بالإمكان العودة إلى منزله واستئناف حياته وإنهاء حالة النزوح المستمرة رفقة عائلته قرابة العامين.

وأردف: "منزلي يقع في حي سيطر عليه قوات الدعم السريع طوال العامين الماضيين لذلك فإن مسؤولية سرقة المنزل والمتجر تقع على عاتق هذه القوات، وهي مسؤولة قانونيًا عن تعويضي ولن تسقط حقوقي بالتقادم".

لم يتبق شيء يمكن أن تنظر إليه داخل المنزل سوى الجدران التي بقيت وكأنها شاهدة على اللصوص والعصابات والمسلحين من عناصر الدعم السريع، وهم يقتحمون البيوت دون مراعاة حرمتها. بهذه الكلمات يصف فيصل أحواله في حي الامتداد بالخرطوم.


 يقول فيصل لـ"الترا سودان" إن الحي تضرر من الحرب لأنه متاخم لمناطق أمنية وعسكرية، وخلال الشهور الأولى للقتال كثفت قوات الدعم السريع عملياتها العسكرية واتخذت المنازل مستودعات لتخزين الأسلحة وسكن المقاتلين.

ولم تفصح الحكومة حتى الآن عن خططها حول تعويض المتضررين من الحرب وفقدان الممتلكات والمقتنيات وحتى الأسطح المعدنية التي نزعت خلال الحرب، وأغلب الأضرار وقعت في المناطق التي كانت تحت سيطرة الدعم السريع بالعاصمة.

ويقول أحمد عثمان الباحث في مجال حقوق الإنسان لـ"الترا سودان" إن أي تطور حول وقف الحرب عبر الحل السلمي والاتفاق سيضع في الاعتبار تعويض المواطنين فرديًا، ومن حق المواطنين مقاضاة أي طرف عسكري تضرروا منه خلال الحرب سواء فقدان المقتنيات والأثاث والسيارات والمنقولات والأصول والأموال النقدية والأرواح.

وتابع: "حتى لو تنازلت الحكومة أو الجهة المفاوضة عن الحق العام لا تنازل عن الحق الخاص إلا بموافقة المواطن فرديًا. ولا أتوقع أن يتنازل المواطنون عن الحق الخاص لأن الأضرار كانت فادحة ومؤلمة والناس فقدوا الماضي والحاضر والمستقبل".

الكلمات المفتاحية

أم روابة

أم روابة..عودة لمشاهد الانفلات

 الاستقرار لم يدم طويلًا، ففي الأسابيع الأخيرة، عادت مشاهد الترويع إلى مدينة أم روابة


حاج سوداني

أزمة وسط حجاج السودان ورواية حكومية تتهم جهات بالتضليل

ليس من المعتاد أن يمر موسم الحج بالنسبة للسودانيين، منذ سنوات طويلة، دون أن يثير استياء الرأي العام جراء الشكاوى من الإهمال في خدمات الإعاشة والسكن والنقل، من السلطات الحكومية السودانية المشرفة على الحجيج


بورتسودان- الجزيرة نت.jpg

الفريشة فريسة.. حملات المحلية تُضيق الخناق على الفريشة والباعة الجائلين في بورتسودان

منذ مطلع أيار/مايو، تقود المحلية حملة واسعة تستهدف "الفريشة" والباعة الجائلين و"ستات الشاي". ويشهد سوق بورتسودان هذه الأيام حالة من التوتر والقلق في أوساط هؤلاء الباعة، في ظل حملات مكثفة تنفذها المحلية بالتعاون مع اللجنة الأمنية، تستهدف إزالة البسطات ومصادرة البضائع


العطش في كردفان

الموت مقابل الماء.. الخوي بين الدعم السريع والقوة المشتركة

منذ دخول قوات الدعم السريع إلى مدينة الخوي بولاية غرب كردفان، تحوّلت حياة سكان القرى الواقعة شمال المدينة إلى جحيم يومي، فبينما كانت هذه المناطق تعتمد بشكل شبه كامل على المدينة لجلب مياه الشرب، أدى الوضع الأمني المتدهور إلى قطع هذا الشريان الحيوي

حملة التطعيم ضد الكوليرا
أخبار

تقدّم في حملة تطعيم الكوليرا بالخرطوم وسط دعوات لزيادة الإقبال

بلغت نسبة التغطية التراكمية لحملة التطعيم ضد مرض الكوليرا في خمس محليات بولاية الخرطوم 29% خلال الأيام الثلاثة الأولى من انطلاق الحملة، بحسب ما أعلنت الغرفة الاتحادية لحملة التطعيم، وهي النسبة المستهدفة للفترة نفسها. وتستمر الحملة، التي تستهدف 12 وحدة إدارية، حتى الخميس المقبل الموافق 19 حزيران/يونيو الجاري.

مركبات الدعم السريع
أخبار

الدعم السريع: أسقطنا طائرة مسيرة بعيدة المدى في نيالا

قالت قوات الدعم السريع إنها أسقطت طائرة مسيرة "طويلة المدى وعالية الحمولة" حلقت في سماء نيالا بولاية جنوب دارفور، مساء الجمعة، 13 حزيران/يونيو 2025.


لوحة (فان جوخ)
ثقافة وفنون

شجرة الحوصلة

وصلنا إلى البيت المنشود بعد حلول الظلام بقليل. أبهرتني فخامة البنيان، فلم أكن أتوقع في كل الأحوال أن الرجل الذي يقصده صديقي عمر للاستعانة بقدراته يسكن في قصر بهذا البهاء.

مطار مروي.jpg
أخبار

أمر طوارئ بتعديل ساعات حظر التجوال في الولاية الشمالية

أصدر والي الشمالية الفريق ركن عبد الرحمن عبد الحميد إبراهيم، أمر طوارئ، بتعديل ساعات حظر التجوال للأشخاص والمركبات في الولاية، لتبدأ من الساعة العاشرة مساء حتى الساعة الخامسة صباحًا.

الأكثر قراءة

1
مجتمع

أم روابة..عودة لمشاهد الانفلات


2
أخبار

الخارجية السودانية تدين الهجمات الإسرائيلية على إيران


3
أخبار

مقتل مواطن في أم درمان يجدد المخاوف الأمنية وسط السكان


4
أخبار

"الدعم السريع": نطلق النداء الأخير لتأمين خروج سكان الفاشر


5
أخبار

سليمى إسحاق لـ"الترا سودان": وثقنا 1385 حالة اغتصاب منذ اندلاع الحرب