07-فبراير-2021

تعبيرية (G-Temps)

إن كنت تقرأ هذا المقال فأنت واحد من أكثر من (13) مليون سوداني يقومون بتصفح الإنترنت في السودان، فبحسب تصريحات رسمية لجهات مختصة في العام 2018 أوردها موقع النيلين، يتجاوز عدد مستخدمي الإنترنت في السودان (13) مليون مستخدم، وبهذا العدد يكون أكثر من ثلث سكان السودان البالغ عددهم حوالي 33 مليون نسمة، يتصفحون مواقع الإنترنت، وتتأرجح هذه النسبة بين الزيادة والنقصان، لعوامل عديدة.

كثيرًا ما يجول في بال الأفراد أو المؤسسات التساؤل حول أكثر المواقع زيارة على الشبكة العنكبوتية

كثيرًا ما يجول في بال الأفراد أو المؤسسات التساؤل حول أكثر المواقع زيارة على الشبكة العنكبوتية، ويتساءل البعض إما بدافع الشغف أو المعرفة، أو لأسباب تجارية كالرغبة في نشر إعلانات ترويجية أو لمعرفة التوجه العام لمتصفحي الإنترنت في السودان من أجل إنشاء موقع ربحي مثلًا.

اقرأ/ي أيضًا: نهاية سعيدة لقصة أسود حديقة القرشي

لا توجد حتى الآن إحصاءات رسمية تصدر من جهات مختصة توضح أكثر المواقع في الإنترنت زيارة في السودان، ومع ذلك فقد أتاحت خدمة موقع "أليكسا" لمتصفحي الإنترنت حول العالم إمكانية التعرف على ترتيب أي موقع على الإنترنت مقارنة ببقية المواقع على الشبكة العنكبوتية، أو مقارنة بالمواقع الأخرى داخل دولة محددة.

لكن قبل أن نستعرض لك ستة من أعلى المواقع، ذات الصلة بالشأن السوداني، الأكثر زيارة من قبل السودانيين، دعنا نتعرف على ما هي خدمة "أليكسا" التي اعتمد عليها هذا التقرير.

ما هو "أليكسا"

"أليكسا" هو موقع إنترنت أمريكي يتبع للشركة العملاقة "أمازون"، يقوم بتقديم إحصاءات متعلقة بمواقع الإنترنت، كترتيب الموقع مقارنة مع مواقع العالمية، أو إحصاءات حول الزوار من دولة محددة، كما يقوم بتحديث هذه البيانات بشكل يومي. ويتمتع الموقع بشعبية عالية لدى المراقبين لحركة الإنترنت، كما يعد أداة لا غنى عنها لدى مشغلي المواقع الإلكترونية، الذين يقومون بالاستفادة من هذه المعلومات من أجل تحسين الخدمة المقدمة لزوار الموقع ومعرفة أوجه القصور.

كيف يعمل "أليكسا"

بالتأكيد لا تستطيع جهة مستقلة، عبر الطرق المشروعة، معرفة المعلومات الخاصة بموقع آخر كون أن هذه المعلومات حصرية ولا تتاح إلا لمشغلي الموقع أنفسهم، وعادةً لا تكشف المواقع عن عدد زوارها إلا في الحالات الترويجية، وقد تتملك الجهات الرسمية كوزارات الاتصال الحكومية ومقدمي خدمة الإنترنت معلومات عن حركة متصفحي الإنترنت، لكن الكشف عن هذه المعلومات لا يتاح للعامة، لكونه، في حالة الكشف عنه، يعد انتهاكًا لخصوصية المواقع أو الشركات أو الأفراد.

لكن موقع "أليكسا" يقدم هذه المعلومات عبر إضافة أداة صغيرة للمتصفح، تقوم بإرسال معلومات التصفح إلى قاعدة البيانات المركزية للشركة، لتستفيد من بيانات  متصفحي الإنترنت الذين قاموا بتثبيت الأداة على متصفحاتهم، ويكونون بالموافقة على شروط الاستخدام عند تثبيت الأداة قد سمحوا للموقع باستخدام بيانات تصفحهم الخاصة، كالمواقع التي زاروها يوميًا، والفترة التي قضوها في موقع ما، أو حتى الكلمات المفتاحية في محركات البحث التي قادتهم إلى موقع محدد مثلًا، بالإضافة إلى الوصول إلى معلومات حول موقعهم الجغرافي، ليقوم موقع "أليكسا" بجمع وتحليل هذه البيانات، من مختلف أرجاء العالم، لمقارنة بيانات المستخدمين الذين قاموا بتثبيت هذه الإضافة وتقديم إحصاءات دقيقة بناءً على هذه البيانات.

مصداقية ودقة الإحصاءات

تلاقي أداة "أليكسا" وموقعها بعض الانتقادات، وينصب الانتقاد الأساسي لها حول أن العديد من متصفحي الإنترنت لا يقومون بتثبيت هذه الأداة الإضافية، إضافة إلى إمكانية التلاعب بعدد الزيارات لموقع محدد، فبالرغم من أن الأداة تحتسب زيارة واحدة لك في اليوم لأي موقع تكررت زيارتك له خلال اليوم، لكن من الممكن إضافة كود برمجي صغير يقوم بمضاعفة عدد الزيارات، ويستخدمه بعض الأشخاص لتحسين ترتيب موقع ما على الشبكة.

من ناحية أخرى تنفي الشركة على موقعها أنها تقوم بالتلاعب بترتيب المواقع على الإنترنت مقابل مبالغ مالية، أو إمكانية التحايل عليها، على غرار زيادة عدد المشاهدات المدفوعة القيمة في قنوات موقع يوتيوب.

لكن وبالرغم من أن الإحصاءات ليست دقيقة، كونها لا تستند على البيانات المركزية للخوادم المشغلة للمواقع، إلا أن الأداة تحظى بشعبية واسعة، وتعطي نتائج تقريبية جيدة، كما أن المعلنين يضعون في الاعتبار ترتيب الموقع على "أليكسا" قبل اختيار موقع للإعلان عليه. وتحتسب القيمة المادية للإعلانات الدعائية في المواقع، بناءً على ترتيب الموقع العالمي. كما أن المؤشر الأزرق أعلى الشاشة في المتصفح، والذي يظهر بعد تثبيت الأداة، يمنحك لمحة سريعة عن مدى مصداقية أو شعبية الموقع الذي تتصفحه، فكلما أشار الموقع لترتيب أفضل، كان احتمالية أن تجد الشيء الذي تبحث عنه أفضل من تلك المواقع التي لا تحظى بشعبية واسعة في ترتيب "أليكسا".

ستة مواقع يتصفحها السودانيون

بعد أن عرفنا الآلية التي تعمل بها أداة "أليكسا" دعنا نتعرف على ستة من أكثر المواقع التي يزورها السودانيون، استنادًا على إحصاءات "أليكسا" بتاريخ السادس من شباط/فبراير، ويؤخذ في الاعتبار أن هذه القائمة متغيرة يوميًا بحسب حركة متصفحي الإنترنت، ويمكن من فترة إلى أخرى العودة "هنا" لرؤية أكثر (50) موقعًا يزورها السودانيون على الإنترنت، والتي انتقينا منها أكثر ستة مواقع محلية يزورها السودانيون.

وبطبيعة الحال تحتل المواقع العالمية كمحرك البحث "غوغل" ومنصة الفيديو "يوتيوب"، وموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وغيرها من المواقع العالمية الكبيرة الصدارة في قائمة المواقع التي يتصفحها السودانيون، لذا فقد قمنا باستبعاد المواقع العالمية التي يتشارك فيها معظم متصفحي الإنترنت حول العالم، واكتفينا بقائمة المواقع السودانية أو ذات الصلة بالشأن السوداني الأكثر زيارة في السودان من القائمة الكلية لأكثر (50) موقعًا يزورها السودانيون من مجمل مواقع الإنترنت.

1/ السودان نيوز

محليًا يحتل موقع "السودان نيوز" الموقع الأول ضمن المواقع السودانية لأكثر (50) موقعًا زيارة في السودان حسب ترتيب أليكسا، وهو، كما يتضح من الاسم، موقع معني بنشر أخبار السودان بالإضافة إلى تقارير ومواد منوعات وشأن عام، ولا يعرض الموقع أي معلومات عن الجهة المشغلة له، حيث لا تتوفر أي معلومات في خانة "من نحن" على الموقع.

2/ أخبار السودان

تحتل المواقع الإخبارية قائمة الصدارة ضمن اهتمامات السودانيين المحلية، وربما يعود ذلك إلى تبعات التغيير السياسي الذي تعايشه البلاد ما بعد الثورة، فقد جاء في المرتبة الثانية ضمن القائمة موقع "أخبار السودان" وهو موقع إخباري يهتم بنشر وإعادة نشر أخبار السودان من مواقع إلكترونية أو مواقع وكالات الأنباء، كما يقوم بفهرسة وجدولة الأخبار بحسب الولاية والمدينة.

3/ صحيفة الراكوبة الإلكترونية

"صحيفة الراكوبة الإلكترونية" تعد أحد أقدم المواقع السودانية على الشبكة العنكبوتية. واحتلت الراكوبة الموقع الثالث ضمن قائمة أكثر المواقع السودانية زيارة، وهي أيضًا صحيفة ذات طابع إخباري معنية بالشأن العام السوداني، وتقوم بنشر وإعادة نشر أخبار ومقالات وتقارير من مصادر إلكترونية مختلفة، كما تخصص جزءًا من مقالاتها وأخبارها لإسهامات الزوار والكتاب المستقلين.

4/ السوق المفتوح - السودان

احتل المرتبة الخامسة ضمن أكثر المواقع المحلية زيارة في السودان موقع "السوق المفتوح"، وهو موقع تجاري يقوم بلعب دور الوسيط ما بين باعة ومشترين سودانيين وغيرهم من مختلف أنحاء العالم، ويركز عمله على العقارات والبضائع السودانية المختلفة، كما يقوم بأعمال الدعاية والإعلان والترويج. وانطلق الموقع قبل سنوات قليلة لكنه نال انتشارًا واسعًا بين السودانيين داخل وخارج السودان.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا صور الملف الشخصي في مواقع التواصل دائرية؟

5/ ألترا صوت

يحتل موقع "الترا صوت" المشغل لـ"الترا سودان" الذي تتصفحه الآن؛ الترتيب الخامس ضمن أكثر المواقع التي يزورها السودانيون. وهو موقع إعلامي إخباري شبابي متنوع، أطلق خدماته في العام 2015، ثم أطلق مجموعة من المواقع الفرعية التي من ضمنها موقع "الترا سودان"، وينشط الموقع في نشر الأخبار والتقارير المتعلقة بالشؤون المحلية، الإقليمية والعالمية، وينشر الموقع الرئيسي لـ"الترا صوت" مقالات وتقارير ومتابعات ومواد بصرية وتفاعلية تعنى بواقع الشباب العربي، وترفع صوت الشباب العربي كفاعل سياسي واجتماعي وثقافي، ويعني الموقع بالتقارير الإخبارية المعمّقة حول أبرز الأحداث والملفات الراهنة عربيًا وعالميًا، وتحليل الأحداث السياسية المختلفة، مع الاهتمام بشكل خاص بملفات حقوق الإنسان والحرّيات، ورصد أهم الظواهر الخبريّة الرائجة على وسائل التواصل الاجتماعي، كما يعرف الموقع عن نفسه في خانة “من نحن“، وهو أحد المشاريع العديدة لشركة “فضاءات ميديا“.

6/ وكالة السودان للأنباء- سونا

احتل موقع الوكالة الحكومية الرسمية للأنباء في السودان، "وكالة السودان للأنباء"، المرتبة السادسة لأكثر المواقع المحلية زيارة في السودان، وتعتبر الوكالة المصدر الرئيسي الرسمي لكل ما يتعلق بالسودان إخباريًا. وكما أشرنا سابقًا تنامى اهتمام السودانيين بالمادة الإخبارية السياسية بعد ثورة كانون الأول/ديسمبر المجيدة، ما يفسر سيطرة المواقع الإخبارية على اهتمامات متصفحي الإنترنت في السودان.

 يتم تحديث الترتيبات دوريًا على موقع "أليكسا"، والذي يمكن العودة إليه بين الحين والآخر لمتابعة الترتيب

ختامًا، هذه الإحصاءات غير رسمية وليست ذات دقة عالية، نسبة إلى الانتقادات التي أشرنا إليها أعلاه، كما أنها تتغير يوميًا بحسب حركة الإنترنت، حيث يتم تحديث الترتيبات دوريًا على هذا الرابط، والذي يمكن العودة إليه بين الحين والآخر لمتابعة التغيرات التي تطرأ يوميًا على الترتيب.

اقرأ/ي أيضًا

"وجه السودان الآخر" على التلفزيون العربي

مع صعود البودكاست.. بعض أسباب عودة الزمن الذهبي للصوت