سياسة

ماذا لو استمرت حرب المسيرات شرق السودان؟

11 مايو 2025
شرق السودان
شرق السودان
محمد حلفاوي
محمد حلفاويصحفي سوداني

هذا السؤال يراود كل شخص متابع للهجمات التي طالت مدن بورتسودان وكسلا وعطبرة وسنكات والدامر ومروي الواقعة شمال وشرق البلاد، جراء الطائرات المسيرة التي فجرت مستودعات الوقود وبنية الكهرباء كأبرز خسائر طالت المنشآت المدنية.

ربما كان تعامل القوات المسلحة والحكومة من العاصمة المؤقتة بورتسودان حتى مع مطلع هذا الشهر، تتعامل مع الطائرات المسيرة ضمن الأزمات التي تتفاقم إلى مستوى التهديد. بالمقابل، منذ الأحد الماضي الرابع من أيار/مايو 2025، أخذت حرب السودان منحىً جديدًا بالانتقال إلى حرب المسيرات الذكية التي تستهدف المدن الآمنة نسبيًا، والخاضعة لسيطرة الجيش، حيث مقر المطار الدولي الرئيسي والموانئ البحرية ومستودعات الطاقة والوقود والبعثات الدبلوماسية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

لليوم السابع على التوالي فجر الأحد 11 أيار/مايو 2025 لم تتوقف المسيرات في التحليق المكثف في فضاءات عطبرة وبورتسودان، وبات المواطنون يترقبون وصولها عندما ترمي خيوط الليل في التلاشي قبل دقائق قليلة من الفجر.

خبير عسكري: التقدم الميداني للجيش غربًا يقلل مخاطر المسيرات 

جرى توزيع المضادات الأرضية بواسطة الجيش والقوات المساندة بالمدن المستهدفة بالمسيرات طوال الأسبوع الماضي، وأدى رفع درجة التحوط العسكري والأمني إلى خفض مخاطر هذه الطائرات الصغيرة الحجم والمصنعة بالصين.

في الوقت ذاته، هل تنقل المسيرات الصراع إلى منطقة البحر الأحمر؟ هذه الإجابة مرهونة بمدى قدرة الجيش في الحفاظ على مدينة بورتسودان آمنة، ومقرًا للعاصمة والخدمات الأساسية والبعثات الدبلوماسية والمطار والموانئ.

يضع الخبير العسكري والباحث في أكاديمية الأمن اللواء معتصم جديد، عددًا من الحلول إزاء التعامل مع الطائرات المسيرة بتطوير الدفاعات الجوية والأنظمة العسكرية القادرة على رصد الطائرات الصغيرة والتعامل مع الأسراب القادمة في توقيت واحد، ويمكن إبطال مفعولها قبل وصول حدود المدن في المناطق الخلوية الخالية من السكان.

كما يعتقد جديد في حديث لـ"الترا سودان" أن الحل على الأرض في تقدم القوات المسلحة إلى إقليم كردفان ودارفور، والدخول إلى مدينة نيالا عاصمة جنوب كردفان المركز اللوجستي والعسكري لقوات حميدتي.

انحسرت الخسائر الناتجة عن هجوم المسيرات على مدينة بورتسودان خلال اليومين الماضيين جراء التعامل العسكري مع الأسراب التي تغزو المدينة الساحلية، كما أن إطلاق مسيرة ذكية قد تكون مغامرة كونها تباع بأسعار باهظة في السوق العالمي للسلاح

اللافت أيضًا في الآثار المترتبة عن هجمات بورتسودان، عدم وجود حالات إجلاء متعددة للبعثات الدبلوماسية منذ إعلان السفارة الصينية لرعاياها مغادرة الأراضي السودانية وذلك على مستوى الأفراد.

باحث استراتيجي: الهجمات التي تنفذها طائرات بلا طيار "المسيرات" على بورتسودان تتعمد إلحاق أكبر قدر من الخسائر وشل الحياة العامة

بينما يقول الباحث في الشؤون الاستراتيجية محمد عباس لـ"الترا سودان"، إن الهجمات التي تنفذها طائرات بلا طيار "المسيرات" على بورتسودان تتعمد إلحاق أكبر قدر من الخسائر وشل الحياة العامة وتضييق الخناق على الحكومة وإمدادات الوقود التي تغذي جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك الوقود المستخدم في العمليات العسكرية.

ويرى عباس أن القوات المسلحة إلى حد ما تمكنت من امتصاص الصدمة الناتجة عن هجوم المسيرات، والدليل على ذلك انفراج أزمة الوقود في جميع الولايات الآمنة بما في ذلك العاصمة المؤقتة بورتسودان.

وأضاف: "في الوقت ذاته، جعلت هذه المسيرات تتصاعد نحو إيقاف الحرب، سواء من منظمات المجتمع المدني أو المجتمع الدولي لأن جميع الإدانات الصادرة طالبت بالذهاب نحو وقف النزاع المسلح لإنهاء المعاناة التي تلاحق الشعب السوداني منذ عامين".

وحول إمكانية إبطال مفعول الطائرات المسيرة، يجيب عباس على هذا السؤال بالقول إن الأولوية العمليات العسكرية خلال حرب السودان عادة ما تنتقل إلى مرحلة الذروة، ثم تتراجع أو تنهار. وفق هذه الاستراتيجية يتعامل الجيش مع المسيرات التي تهدد المدن شمال وشرق البلاد.

ومع تصاعد حالة التوترات شرق البلاد بسبب المسيرات بالتحليق الكثيف يوميًا طوال الأسبوع الماضي، علقت قوات الدعم السريع بالتزامن مع ارتفاع الهجمات مشيرة إلى أن قادة الجيش لن يكونوا في أمان لأن هذه الهجمات ستلاحقهم أينما كانوا.

ويقول الباحث في الشؤون الاستراتيجية محمد عباس إن الخسائر الناتجة عن هجوم المسيرات في عطبرة وبورتسودان وكسلا ومروي ودنقلا تفوق 700 مليون دولار خلال الفترة بين شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو 2025، خاصة في مستودعات الوقود والبنية التحتية للكهرباء إلى جانب الخسائر العسكرية.

ويتفق عباس مع التحليلات التي تشير إلى أن هجمات بورتسودان انعكست على مركز القرار داخل الجيش، بإعلاء رغبة وقف الحرب. طالما أن "سياسة المدن الآمنة" تتعرض للتهديد من المسيرات.

ويختم الباحث في الشؤون الاستراتيجية محمد عباس حديثه قائلًا: إن هجمات بورتسودان ستؤدي إلى تطورات جديدة على الساحة العسكرية والسياسية، لأن استمرار المسيرات يهدد بانهيار المناطق الآمنة، مرجحا اتخاذ قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إجراءات جديدة خلال الشهرين القادمين على أقل تقدير.

الكلمات المفتاحية

مدينة بارا بولاية شمال كردفان

مدنيون نزحوا من بارا: نجونا من فرق إعدام متجولة بالمدينة

نقل عاملون في المجال الإنساني روايات صادمة عن المواطنين الذين نزحوا من مدينة بارا بولاية شمال كردفان عقب سيطرة الدعم السريع على المدينة في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2025.


البرهان وحميدتي - دقلو.png

موافقة الدعم السريع على الهدنة هل ألقت الكرة في ملعب الجيش؟

يبدو أن قوات الدعم السريع قررت إلقاء الكرة في ملعب الجيش عقب إعلانها رسميًا اليوم الخميس الموافقة على الهدنة الإنسانية، ووقف العدائيات وفق المقترحات المطروحة من دول الرباعية.


كردفان

آليات حربية تعكس مؤشرات التحشيد العسكري في إقليم كردفان 

تواصل الآليات العسكرية في التقدم والتحشيد في مناطق كردفان وسط تحذيرات من مراقبين بتحول الإقليم إلى منطقة ملتهبة عسكريًا، بينما يسعى الجيش إلى التقدم غربًا تحاول قوات الدعم السريع حماية مكاسبها الميدانية بنقل القتال إلى مناطق سيطرة القوات المسلحة.


وزير الدفاع السوداني

هل تحطم مقترح الهدنة الإنسانية على جدار مجلس الأمن السوداني؟

"قررنا مواصلة القتال والتعبئة الحربية"، بهذه العبارات لخص وزير الدفاع السوداني اللواء ركن حسن داؤود كيان قرار اجتماع مجلس الأمن والدفاع المشترك "أعلى هيئة عسكرية حكومية" في البلاد حول المقترح الأميركي بوقف إطلاق النار قصير للأغراض الإنسانية.

نازحو الفاشر في الدبة
رأي

نزوح الفاشر إلى الدبة.. حين تضغط الجغرافيا وتنكسر السياسة

الآثار الكارثية لما وقع في الفاشر لن تمحي قريبًا. الآلاف قتلوا وشردوا وانتهكت أعراضهم في واحدة من أسوأ مشاهد الحرب الدائرة في السودان، بل هي مأساة مكتملة،

النقارة السودانية
منوعات

النقارة السودانية.. طبول تروي حكايات الفرح والحزن

تُعد النقارة السودانية نبضًا حيًا للثقافة الموسيقية في البلاد، فهي تحمل في دقاتها إرثًا فنيًا زاخرًا بالإبداع، وبين طياتها رسائل مختلفة، تعبر أحيانًا عن الفرح وأحيانًا عن الفزع والحزن، عبر إيقاعات متنوعة ومتفردة. تُلهب هذه النقارة الروح وتحتفي بالهوية والذاكرة الشعبية، وتستخدم بشكل خاص لدى قبائل كردفان.


مطار نيالا
أخبار

الطيران الحربي للجيش السوداني يشن غارات على مطار نيالا

شنَّ الجيش السوداني، السبت 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، غاراتٍ جوية على مواقع قوات الدعم السريع داخل مطار نيالا في ولاية جنوب دارفور.

الطبيب السوداني جمال الطيب
مجتمع

صمد لـ 30 شهرًا.. طبيب سوداني يُضيء الظلام بالحصول على جائزة دولية

بعد 30 شهرًا، توّجت منظمة أورورا الدولية الطبيب السوداني جمال الطيب بطلًا للقطاع الطبي والصحي والإنساني، من بين 900 شخصية حول العالم نافسوا على الجائزة التي أُعلن عنها الخميس 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2025.

الأكثر قراءة

1
أخبار

شبكة أطباء السودان: الدعم السريع أقدمت على حرق الجثث في الفاشر


2
أخبار

رحلة محفوفة بالمخاطر.. والي شمال دارفور يصل إلى بورتسودان 


3
أخبار

عبدالفتاح البرهان يتفقد نازحي الفاشر في الدبة بالولاية الشمالية


4
أخبار

الحكومة السودانية تعلن التزامها بخارطة الطريق لإنهاء الحرب


5
سياسة

مدنيون نزحوا من بارا: نجونا من فرق إعدام متجولة بالمدينة