ماذا حدث لأسود السودان التي أُنقذت من الخرطوم عندما اندلعت الحرب؟

مع اندلاع الحرب في العاصمة السودانية الخرطوم في نيسان/أبريل 2023، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بنداءات لإنقاذ الحيوانات العالقة في "حديقة السودان للحياة البرية"، التي كانت تؤوي أكثر من 150 حيوانًا من أنواع متعددة. استجابت منظمة (المخالب الأربعة - Four Paws) لتلك الدعوات، وقادت عملية إنقاذ معقدة بمشاركة عدد من المتطوعين والجهات الدولية، في مسعى لإنقاذ الحيوانات من موت محقق.

من بين هذه الحيوانات، كانت الأسود السودانية محط الأنظار، إذ نُقلت في البداية إلى مدينة ود مدني، التي كانت آنذاك أكثر أمنًا، في انتظار تأمين وجهتها النهائية. وأعلنت المنظمة في تحديث نشرته مؤخرًا عن نقل 11 أسدًا سودانيًا إلى محمية (ليونس روك - LIONSROCK) في جنوب إفريقيا، حيث وجدت مأوى آمنًا وظروفًا مناسبة للنمو والتعافي، إذ بقيت هناك لأكثر من عام.

الدكتور أمير خليل، مدير برنامج الكشف والإنقاذ في منظمة فور باوز والطبيب البيطري للطوارئ الذي قاد مهمة الإنقاذ، أوضح أن العملية كانت بالغة التعقيد، وتطلبت تنسيقًا دقيقًا. وقال خليل: "تُرك أكثر من 150 حيوانًا في الخرطوم بلا ماء ولا طعام ولا كهرباء، بينما اضطر الفريق المحلي الذي كان يعتني بها إلى الفرار مع عائلاتهم بسبب تصاعد الاشتباكات".

في المراحل الأولى من الحرب، كانت منطقة الباقير، حيث تقع الحديقة، مركزًا لاشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما تسبب في معاناة الحيوانات من الجوع والإصابات والإهمال.

بدأت الأسود السودانية رحلة جديدة من إعادة التأهيل، تحت إشراف فريق متخصص

في جنوب إفريقيا، بدأت الأسود السودانية رحلة جديدة من إعادة التأهيل، تحت إشراف فريق متخصص في محمية (ليونس روك)، الذي عمل على تعديل نظامها الغذائي، وتقديم المكملات الطبية، وتوفير الرعاية البيطرية والدعم النفسي والسلوكي. تقول هيلدغارد بيركر، مديرة المحمية: "عانت الأسود من سوء تغذية حاد عند وصولها. كانت تعاني من مشاكل جسدية، منها تباعد السيقان واضطرابات في النمو. الآن، بدأت حالتها بالتحسن، وأصبحت حركتها أكثر طبيعية".

وأضافت بيركر: "لقد تكيفت أسود السودان بشكل رائع، لا سيما بالنظر إلى كل ما مرت به في صغرها. لقد كونت روابط اجتماعية قوية وتتصرف الآن كمجموعة من الأسود، مرحة ومستمتعة بالحياة".

وأشارت بيركر إلى أن جهود التأهيل تشمل أيضًا تحفيز غرائزها الطبيعية، قائلة: "منحها ملمسًا وروائح مختلفة، ونعلق أشياء على الأشجار لتشجيعها على التمدد والقفز. نحاول جعلها تتحرك كما تفعل في البرية".

وبسبب اختلاف أصول الأسود، جرى فصلها داخل المحمية، خاصةً أن من بينها ثلاثة ذكور. يمضي الدكتور أمير خليل بالقول: "رؤية الأسود وهي تستلقي معًا، تلعب وتسترخي دون خوف، هو أعظم مكافأة لنا. في هذا المكان، يمكنها أخيرًا أن تكون كما خُلقت: أسودًا".