للمرة الثانية خلال أسبوع، قصفت قوات الدعم السريع المستشفى السعودي بمدينة الفاشر، وأسفر القصف المدفعي عن مقتل مدنيين وإصابة العشرات، وفقًا لشهود عيان. فيما بدأت الأوضاع الإنسانية تتدهور بشكل مريع داخل المدينة التي تشهد عمليات عسكرية مستمرة منذ أيار/مايو 2024.
حلقت طائرة مسيرة حديثة تابعة لقوات الدعم السريع منتصف الليل، وقصفت عددًا من المواقع القريبة من المرافق المدنية
وأكد شهود عيان من مدينة الفاشر لـ"الترا سودان" أن قوات الدعم السريع أطلقت قذائف مدفعية على المستشفى السعودي للنساء والتوليد، مما أسفر عن وقوع قتلى وإصابات وسط المدنيين داخل المستشفى، مع نشر الفوضى في المكان جراء العملية التي شكلت صدمة للمرضى.
وتواجه مدينة الفاشر سلسلة هجمات مستمرة منذ (32) يومًا بشكل متواصل. وتقول تنسيقيات لجان مقاومة الفاشر إن قوات الدعم السريع تقف وراء إطلاق القذائف على الأحياء ومخيم زمزم، وقتل نحو (71) مدنيًا خلال أسبوعين فقط.
وتدهور وضع المدنيين في الفاشر جراء العمليات العسكرية، كما أن قوات الدعم السريع أغلقت ممرات كانت تسمح بمرور النازحين إلى محلية طويلة في شمال دارفور. وتقول وكالات الأمم المتحدة إنها لا تستطيع تقييم الأوضاع في الفاشر في ظل استمرار المعارك العسكرية والعمليات الحربية.
ونشرت جامعة ييل بالولايات المتحدة الأميركية صورًا ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية توضح مواقع المدافع التي تنصبها قوات الدعم السريع في محيط الفاشر. وأكد تقرير صادر عن مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لجامعة ييل حدوث نزوح واسع لعدد كبير من المدنيين من معسكر زمزم للنازحين في دارفور.
وحدد التقرير وجود أربع قطع مدفعية ثقيلة من طراز هاوزر (AH4) في مناطق تجعل الفاشر وزمزم ضمن نطاق إطلاق هذه الأسلحة، الذي يصل إلى (40) كيلومترًا.
وأكد الصحفي معمر إبراهيم من الفاشر أن قوات الدعم السريع أطلقت قذائف على المستشفى السعودي للنساء والتوليد، مما أسفر عن وقوع قتلى ومصابين من المدنيين. كما قصفت قوات الدعم السريع مخيمًا للنازحين في وقت مبكر من صباح اليوم.
استمرت العمليات الحربية التي تشنها قوات الدعم السريع على الفاشر طيلة الساعات الماضية، مع تحليق طائرة مسيرة منتصف الليل في سماء المدينة، وإطلاق قنابل على مواقع متعددة بشكل مكثف.