للعام الثالث.. السودان يخسر الاستحواذ على صادرات الماشية 

رغم وصول شحنات الماشية إلى ميناء سواكن على ساحل البحر الأحمر، يعاني هذا القطاع من عدم الاستقرار في وقت انخفضت فيه الصادرات متأثرةً بالحرب والأوضاع الأمنية، وخروج مناطق إنتاج رئيسية غربي البلاد من الأسواق المحلية والخارجية.

خرجت مناطق إنتاج رئيسية من السوق بسبب الوضع الأمني وعمليات نهب الماشية من قبل المجموعات المسلحة 

وقال الهادئ وهو مهتم بقطاع صادرات الماشية في بورتسودان لـ"الترا سودان"، إن حركة الماشية تراجعت خلال الحرب، خاصة من إقليم دارفور وكردفان بسبب الوضع الأمني، وفرض الجبايات العشوائية على الشاحنات وتعرض السائقين للخطر.

وأكد الهادئ أن صادرات الماشية يمكن أن تحقق مليار دولار سنويًا، حال توفر البيئة الملائمة، وسيكون إضافة للميزان التجاري مع الخارج بدلًا من البقاء في خانة العجز.

وتأثر قطاع الماشية في السودان خلال الحرب بعدم انتظام التطعيم إلى جانب النهب الذي طال عشرات الآلاف من القطعان، خاصة في ولايات الجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان من قوات حميدتي والعصابات المسلحة.

يقول الهادئ المتعامل في قطاع الماشية، إن وصول شحنة ماشية إلى ميناء سواكن بشق الطرق من أقصى غرب البلاد أو ولاية الجزيرة وسط السودان، يعتبر إنجازًا كبيرًا مقارنة مع التحديات التي تواجه المتعاملين في هذا القطاع، بسبب انتشار الحواجز العسكرية على الطرق.

ومع اقتراب عيد الأضحى في غضون ثلاثة أشهر، فتحت بعض الدول طلبات لاستيراد مئات الآلاف من الماشية، خاصة الضأن، ولا يمكن وضع السودان ضمن الدول المصدرة نتيجة استمرار الحرب.

يشرح مصدر للماشية مفضلًا عدم نشر اسمه لـ"الترا سودان"، العوامل التي تعطل هذا القطاع، بتحول وزارة الثروة الحيوانية إلى مركز سياسي بالمحاصصة، بدلًا من التعامل باحترافية مع صادرات الماشية، بوضع المراكز الخاصة بالتطعيمات على طول مناطق الإنتاج، وتشجيع الرعاة على المراعي الخضراء الطبيعية.

وأضاف: "الأدوية والأعلاف ارتفعت بشكل كبير، لم يعد العمل مشجعًا خاصة مع الضرائب الحكومية، عندما تنتقل الشحنات من ولاية إلى أخرى لغرض البيع ونقلها إلى ميناء سواكن".

وقال عبد الرحمن اسماعيل وهو تاجر مواشي لـ"الترا سودان"، إن تجارة المواشي تأثرت بالأوضاع الأمنية، مشيرًا إلى أن مناطق الإنتاج وسط البلاد بولاية الجزيرة والبطانة التي اشتهرت بالضأن بميزة تفضيلية في السوق الخارجي، تأثرت بالحرب ونزوح المجتمعات.

ويقول إسماعيل إن المطلوب استعادة هذا القطاع في المناطق التي استردتها القوات المسلحة في الجزيرة وسنار وشمال كردفان والنيل الأبيض، والتجهيز للأشهر القادمة.