09-مايو-2020

ثوار سودانيون (Getty)

زادت الأزمات الماثلة في السودان "الدقيق، الخبز، الوقود، الغاز ووباء كورونا" والآمال معقودة على لجان المقاومة، التي حزم عناصرها من الشابات والشباب أمرهم لمواجهة المواقف وبذل الجهود لتخفيف المعاناة، وآخرها مساعي تلك اللجان لمواجهة أزمة جائحة فيروس كورونا الجديد.

عند ظهور الأزمات المتكررة ظلت لجان المقاومة تتحرك في المناطق المختلفة لتخفيف الأعباء على المواطنين

تخفيف أزمات المواصلات

وتظهر جهود اللجان عند أزمات المواصلات بالمساعدة في جلب المركبات لتقل المواطنين إلى مناطقهم المختلفة وفك الاختناقات بالمواقف العامة، كما برزت جهودها خلال أزمة الغاز الأخيرة لتعمل في عدد من الأحياء السكنية على تخفيف المعاناة بالسعي لتمكين المواطنين من الحصول على الأسطوانات، بجانب مجهوداتها في توفير سلعة السكر ونقله وتقسيمه من الجوالات الكبيرة إلى أخرى صغيرة ومتابعتها مع السلطات المختصة للحصول على حصص المواطنين.

اقرأ/ي أيضًا: لجان مقاومة يطلقون مبادرة لتعقيم الأسواق والمساجد والمؤسسات العامة بالخرطوم

أزمة الوقود ومحاربة "المندسين"

وحول أزمة الوقود، ذكر عضو لجنة المقاومة بمنطقة الكلاكلة الوحدة بمحلية جبل أولياء بولاية الخرطوم، محمد ماجد عوض الله لـ"ألترا سودان"، إنهم خلال تلك الأزمة توجهوا إلى الطلمبات لتنظيم الصفوف وضمان صرف الوقود -البنزين والجازولين-  للمركبات، ولفت إلى استغلال بعضًا ممن أسماهم المندسين للأزمة وانتحال صفة أعضاء لجان المقاومة في بعض الطلمبات وقبولهم رشاوى لتشويه صورة أعضاء اللجان، وشدد على محاربتهم لذلك السلوك كلجان مقاومة حقيقية تعمل على حماية الثورة وخدمة المواطنين.

أزمة الدقيق ومراقبة المخابز

وتواصلت جهود لجان المقاومة عند بروز أزمة الدقيق -المتكررة هي ذاتها-، فعملت على متابعة انسياب الدقيق للمخابز، وواصلت سهرها داخل المخابز لضمان خبز الحصص بالكامل وتجنب التهريب.

وقال محمد ماجد، إن جهودهم لم تتوقف وإن شابات وشباب لجان المقاومة الثوريين يدركون دورهم في تخفيف الأعباء على المواطنين في الأزمات الخانقة، ولم يغيبوا في أية أزمة، ومثل لذلك بعملهم في متابعة حصص الدقيق الخاصة بالخبز لضمان وصولها للمخابز ومراجعة العجنات لضمان خبز كامل الحصص داخل المخابز وحساب المتبقي من حصص الدقيق الأسبوعية لضمان عدم التلاعب بها، بالإضافة إلى متابعة توزيع الخبز للسكان لتجنب تسريبه خارج المنطقة، ونوه إلى اضطرارهم للمبيت داخل المخابز لإنجاز تلك المهام عبر ورديات ومتابعة لصيقة.

وأكد محمد ماجد، التزامهم بمواصلة الجهود في كل الأزمات لتخفيف الضغوط على المواطنين، وتابع: "نأمل أن نعبر هذه الأزمات بالصبر والعمل".

مواجهة وباء كورونا

وبخصوص أزمة وباء كورونا الذي اجتاح العالم ويهدد خطره السودان، قال عضو لجنة التغيير والخدمات بمنطقة الحاج يوسف حي الرحمة شمال بمحلية شرق النيل بولاية الخرطوم محمد أبو عوف، إنهم انخرطوا في جهود التوعية ومكافحة الوباء، ولفت إلى قيامهم بحملة لتوزيع معقمات الأيادي على المواطنين، بالإضافة إلى تعقيم الأماكن العامة، المساجد، المخابز والمحال التجارية الكبيرة، بمربعي خمسة وستة بحي الرحمة، وأكد حوجتهم لكميات إضافية من المعقمات لتوزيعها على الأفراد وتعقيم الأماكن العامة، ونبه في الوقت ذاته إلى توفيرهم طلمبات الرش التي تستخدم في التعقيم عبر التمويل الذاتي، وقطع باستعدادهم لمواصلة العمل.

اقرأ/ي أيضًا: بعد تعرضهم للتنكيل والتعذيب.. أبناء اللاماب يبحثون عن العدالة

 وأشار أبو عوف، إلى بدئهم توزيع الخبز على المواطنين في المنازل بمربع خمسة تجنبًا للازدحام في المخابز، ضمن مساعي مكافحة وباء كورونا، وأوضح أن تلك الأعمال تتم بجهود مشتركة بين لجان التغيير والخدمات ولجان المقاومة.

إدراك للمخاطر

تدرك لجان المقاومة ولجان الخدمات والتغيير إن الثورة التي مهرت بالدماء محاطة بالمخاطر والأزمات سواء كانت أزمات مفتعلة بواسطة عناصر النظام المخلوع أو موروثة منه، وأن الطريق طويل لتحقيق مطالب الثورة وتوفير الخدمات للمواطنين، وذلك طبقًا لإفادة محمد أبوعوف الذي تمسك بأنه لا رجعة للوراء ولا مكان لقوى الردة والنظام المخلوع في عهد الثورة الجديد، وشدد على عمل لجان المقاومة في مراقبة تخزين السلع مِن قِبل مَن يعملون على خلق الأزمات، حيث تم ضبط العديد من السلع المخزنة، وإجهاض محاولات ضرب الثورة.

مصداقية صمام أمان الثورة

ووجه محمد أبو عوف، رسالة للحكومة الانتقالية بالعمل على توفير الخدمات والسلع، خاصة السكر في شهر رمضان، وأوضح أن الالتزام بذلك يخفف الضغوط على لجان المقاومة ولجان التغيير والخدمات التي تعمل على تسجيل المواطنين في الأحياء لتوزيع السلع الأساسية عليهم، وطالب الحكومة بوضع معالجات بخصوص سداد لجان التغيير والخدمات للأموال اللازمة مقابل استلام حصص السكر، واقترح تحديد حسابات بنكية أو معالجات أخرى لسداد الأموال وتسليم السكر بتفعيل الوحدات الإدارية في المحليات المختلفة لإكمال إجراءات التسليم والتسلم -توريد الأموال وتسلم السلع-، بما يخفف الضغط على رئاسات المحليات التي قال إنها تشهد تدافعًا من منسوبي لجان التغيير يمكن أن يسبب إصابات بـوباء كورونا، وأضاف لـ"ألترا سودان": "نعرف أن الوضع سيئ لكن على حكومة الفترة الانتقالية مواصلة المساعي لتوفير الخدمات والسلع الأساسية للمواطنين".

عضو بلجان التغيير: التزام الحكومة بتسليم السلع يعزز مصداقيتنا لدى المواطنين واللجان هي صمام أمان الثورة

ونبه أبو عوف، إلى أن إيفاء الحكومة بوعدها بتسليم السلع يعزز مصداقية اللجان ويكسبها مزيدًا من القبول لدى المواطنين، وتابع "لجان المقاومة ولجان التغيير والخدمات هي صمام أمان الثورة".

إقرأ/ي أيضًا

خفايا موكب 6 نيسان/أبريل.. أسرار تقال لأول مرة

"ذئاب القروض" في السودان.. تقرير دولي يفضح فساد ابن البشير بالتبنّي