لاجئون سودانيون.. فواتير مالية باهظة في الجامعات المصرية
14 أكتوبر 2025
منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، واتجاه الطلاب من السودان للالتحاق بالجامعات المصرية، زادت نسبة نمو إيرادات هذه الجامعات بشكل كبير، سيما وأن الدراسة على النفقة الخاصة للطالب الواحد تبلغ في المتوسط ألفي دولار سنويًا.
ووضع معهد الجيزة العالي للهندسة والتكنولوجيا، التابع للقطاع الخاص، إعلانات على منصاته في مواقع التواصل الاجتماعي، معلنًا استعداده لقبول الطلاب السودانيين ضمن البرامج الدراسية المتوفرة لديه.
يعكس الإعلان نموذجًا للتعليم الاستثماري الذي اضطر إليه آلاف العائلات السودانية في عشرات الجامعات المصرية المستقطِبة للطلاب على النفقة الخاصة.
أستاذ جامعي: السودانيون يعيشون مأزق اللاوطن ويقابلونه بتكاليف مالية باهظة للحفاظ على مستقبل أبنائهم في دول الجوار
قال محمد عبادي، الذي ينوي الالتحاق بالجامعات المصرية، إنه تمكن من استيفاء الشروط المطلوبة على منصة "أدرس بمصر" الإلكترونية، وينتظر الحصول على تأشيرة الدخول من بورتسودان إلى القاهرة.
وحول تكلفة المصروفات الجامعية في مصر، يقول عبادي لـ"الترا سودان" إن التكلفة تتراوح بين 2,700 إلى 3,000 دولار، دون إضافة نفقات السكن والمعيشة والتكاليف الأخرى.
وحسب إحصائيات غير رسمية، ينتظر قرابة 50 ألف طالب وطالبة في السودان الحصول على تأشيرات الدخول إلى مصر للالتحاق بالجامعات على النفقة الخاصة.
وشهدت نسبة القبول في الجامعات السودانية انخفاضًا كبيرًا خلال الشهرين الماضيين، أثناء فتح باب القبول لطلاب الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة من 2023 إلى كانون الأول/ديسمبر 2024، وتقلصت النسبة هذا العام إلى قرابة 150 ألف طالب.
وتقول أحلام، وهي والدة طالبة تدرس في الجامعات المصرية بالقاهرة، لـ"الترا سودان" إن الأسباب التي دفعتهم للبقاء في العاصمة المصرية وعدم العودة إلى السودان هي استمرار ابنتهم في الدراسة، مشيرة إلى أن العائلة ترى أن التعليم أولوية، وتتحمل أعباء الإيجار والمصروفات التعليمية والمواصلات.
وتابعت: "التعليم الخاص مكلف ومرهق للعائلات، ويتعين علينا تدبير نحو 250 دولارًا شهريًا عبارة عن مصروفات الجامعة لابنتي ذات الـ20 عامًا".
وتسعى الجامعات السودانية إلى استعادة الأنشطة الأكاديمية بالعاصمة، وابتدرت جامعة الخرطوم نشاطها لأول مرة منذ اندلاع الحرب، بعودة طلاب الصف الأول لكلية الطب إلى وسط الخرطوم منذ نيسان/أبريل 2025.
بالمقابل، هناك أزمات تقلل من إقبال الطلاب على الجامعات السودانية في العاصمة والولايات الواقعة خارج نطاق الحرب والخاضعة لسيطرة الجيش، وتتمثل في ارتفاع تكلفة المعيشة بشكل جنوني جراء تدهور سعر صرف الجنيه السوداني، فضلًا عن انهيار البنية التحتية.
وتقول سكينة، التي التحقت بالجامعات المصرية منذ العام 2020، لـ"الترا سودان" إن الجامعات السودانية تعاني من عدم الاستقرار منذ العام 2017 بسبب تدهور الوضع العام والاقتصاد وتردي الخدمات الأساسية والاضطرابات والحرب.
وأضافت قائلة: "انقطاع الكهرباء وعدم وجود خدمات ذات جودة معقولة يجبران عشرات الآلاف من الطلاب السودانيين على البقاء في الجامعات المصرية، لأن التكلفة خارج السودان أقل من الداخل".
نحو مليون طالب خسروا مقاعد الدراسة الجامعية صبيحة اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف نيسان/أبريل 2023، وتفرقت بهم السبل بين اللجوء إلى دول الجوار والولايات الآمنة التي لم تصلها الهجمات العسكرية.
يقول محمد طه، الأستاذ الجامعي الذي غادر البلاد بسبب الحرب، لـ"الترا سودان" إن الجامعات في مصر وإثيوبيا والجزائر بدأت في استقطاب الطلاب السودانيين للدراسة على النفقة الخاصة منذ اندلاع الحرب، موضحًا أن استمرار الجامعات في السودان مع الحرب جنبًا إلى جنب لن يُسير الأمور كما تريد وزارة التعليم العالي، لأن مشاريع التعليم لا تُنفذ بالأمنيات والقرارات العشوائية.
ويرى طه أن استقرار البلاد ينعكس على المؤسسات العامة وحياة المواطنين، بما في ذلك قطاع التعليم في مراحله الأساسية والثانوية والجامعية، لذلك من المهم العمل على وقف الحرب في جميع أنحاء البلاد، ومقاومة التيار الداعم لاستمرارها على حساب حاضر ومستقبل الشعب السوداني، على حد تعبيره.
وزاد قائلًا: "السودانيون مرهقون ومتعبون بين مأزق اللاوطن، وبين مقابلة المأزق نفسه بتكاليف مالية باهظة، دون أي مساعدة تُذكر من الأمم المتحدة أو الحكومة أو المنظمات الدولية".
وفي خطوة لزيادة التعاون بين البلدين، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية، في بيان الثلاثاء 14 تشرين الأول/أكتوبر 2025، التزامها بتقديم التسهيلات لالتحاق الطلاب السودانيين بالجامعات.
تحدث وزير التعليم العالي في مصر، أيمن عاشور، إلى نظيره السوداني أحمد مضوي موسى، حول التسهيلات التي ستقدمها بلاده إلى الطلاب السودانيين
وتحدث وزير التعليم العالي في مصر، أيمن عاشور، إلى نظيره السوداني أحمد مضوي موسى، حسب البيان الصادر اليوم الثلاثاء، حول التسهيلات التي ستقدمها بلاده إلى الطلاب السودانيين لدراسة البكالوريوس والدراسات العليا في الجامعات المصرية.
أما منجدة عثمان، فلم تكن تعتقد أنها ستترك السودان يومًا، لكنها اضطرت بسبب الحرب في العام 2023، وفضلت العيش في مصر لمتابعة دراسة ابنها في برامج الهندسة بالعاصمة المصرية.
وتقول هذه الأم الأربعينية لـ"الترا سودان" إن عائلتها رتبت أوضاعها للبقاء في مصر لسنوات طويلة، وتواجه مصروفات باهظة من رسوم الجامعة والإعاشة وإيجار الشقة السكنية، بالاعتماد على تحويلات مالية من زوجها الذي يعمل في إحدى دول الخليج.
وأضافت: "الشعور بالقلق لا يفارقنا بسبب اعتماد البقاء هنا على المال، لنتمكن من العيش والسكن ودراسة أبنائنا وعلاجهم، وهذا الإحساس سيقودنا إلى الجنون".
الكلمات المفتاحية

توقف مطابخ كيرياندنغو يفاقم معاناة اللاجئين السودانيين في أوغندا
منذ أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يعيش آلاف اللاجئين السودانيين في معسكر كيرياندنغو شمال أوغندا أزمة إنسانية جديدة بعد توقف جميع المطابخ المجتمعية التي كانت تقدم وجبة يومية لآلاف الأسر.

تزايد نسبة التسول والتشرد بالعاصمة.. الحكومة: نبحث عن حلول مستدامة
أكد متطوعون في المجال الإنساني أن هناك تزايدًا ملحوظًا للمتسولين في شوارع العاصمة الخرطوم، خاصة في المناطق المأهولة بالأنشطة التجارية والأسواق، بسبب الفقر المدقع وصعوبة الحصول على الغذاء.

أم روابة بين الهدوء والقلق.. بداية موسم الحصاد
في ظل تصاعد النزاعات في شمال كردفان وسيطرة قوات الدعم السريع على محليتي بارا وأم دم حاج أحمد في أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يعيش سكان أم روابة حالة من الهدوء الحذر. المدينة، التي لم تشهد عمليات عسكرية مباشرة، ما زالت توازن بين استمرار الحياة اليومية من الأسواق والمزارع، وبين الخوف من تمدد النزاع نحو مناطقها الزراعية الحيوية.

نازحو الفاشر في الدبة.. مأساة الفقد والتشريد
"زار رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، مراكز إيواء منطقة الدبة شمالي السودان، حيث يقيم نازحو مدينة الفاشر الفارون من الاشتباكات المسلحة. وأظهرت صور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أمس السبت هذا اللقاء أثناء الاطلاع على أوضاع النازحين.

التعليم العالي تعيد خدمات التقديم والتوثيق إلى مقرها الرئيس بالخرطوم
أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم الأحد 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، عودة جميع خدمات التقديم الإلكتروني وتوثيق الشهادات إلى المقر الرئيس للإدارة العامة للقبول بشارع الجمهورية في الخرطوم

الجيش السوداني يدعو دول الإقليم إلى منع تدفّق الأسلحة للدعم السريع
دعا الجيش السوداني دول الإقليم إلى تحمّل مسؤولياتها ومنع تدفّق الأسلحة إلى الميليشيات والمجموعات غير الشرعية، محذّرًا من أن هذا الاتجاه يشكّل خطرًا على دول المنطقة.

سلوى بنية: الدعم السريع لم تلتزم بقرار رفع الحصار عن المدن
أكدت مفوضية العون الإنساني في السودان، اليوم الأحد 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، أن قوات الدعم السريع لم تلتزم بقرار رفع الحصار عن المدن.

المبعوث الأفريقي للإبادة الجماعية يصل البلاد لإجراء مباحثات رسمية
يبدأ مبعوث الاتحاد الأفريقي لمنع الإبادة الجماعية، السيد أداما دينق، زيارة رسمية للبلاد تستمر أربعة أيام، يلتقي خلالها عددًا من المسؤولين في وزارات الخارجية والعدل والشؤون الدينية، إلى جانب النائب العام.
