11-مايو-2022
تشييع جثمان الشهيدة (الجزيرة)

تشييع جثمان الشهيدة (الجزيرة)

استنكرت الأوساط الصحفية السودانية، الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء،  باغتيالها الصحفية بقناة الجزيرة، شيرين أبوعاقلة، واعتبرت ذلك جريمة ضد الصحافة والصحفيين.

وفي تصريحات لـ"الترا سودان"، اعتبر رئيس اللجنة التمهيدية لنقابة الصحفيين السودانيين عبدالمنعم أبو إدريس، اغتيال أبوعاقلة جريمة وخرق للقانون الدولي واتفاقية جنيف الخاصة بحماية الصحفيين، وكذلك خرق لقرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بحماية الصحفيين في مناطق النزاع. وتابع أبو إدريس: "ندعو لإجراء تحقيق دولي شفاف للكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة".

 اللجنة التمهيدية لنقابة الصحفيين: اللجنة إذ تترحم على روح الزميلة فإنها تدين بأغلظ العبارات الحادث والذي يفتح جروحًا جديدة

وأصدرت اللجنة التمهيدية لنقابة الصحفيين بيانًا نعت فيه شيرين أبو عاقلة، وأضاف بيان اللجنة: "اللجنة إذ تترحم على روح الزميلة فإنها تدين بأغلظ العبارات الحادث والذي يفتح جروحًا جديدة لعمليات استهداف الصحفيين أثناء عملهم. وتدعو كافة المنظمات للضغط على الجهات التي تستهدف الصحفيين وهم  يقومون بعملهم للتوقف عن هذه الأعمال".

ووصف نائب رئيس رابطة صحفيي وإعلاميي دارفور، عز الدين دهب، ما جرى بأنه واحدة من سلسلة الانتهاكات التي ظل يتعرض لها الصحفيون في العالم، وقال دهب لـ"الترا سودان": "الطغاة الظالمون يخشون الصحافة والإعلام لأنها تفضح الممارسات التي يقوم بها الكيان الاسرائيلي في فلسطين". 

وقال دهب إن شيرين ظلّت تمثل أيقونة التغطيات الميدانية التي كشفت للعالم الممارسات غير الإنسانية التي يقوم بها الكيان الاسرائيلي.

 وتابع: "أتمنى أن يلفت اغتيال أبو عاقلة العالم الحر إلى الجرائم والمجازر التي ترتكبها إسرائيل، والتي بسببها ترهب وتخوف وتغتال الصحفيين لتمنعهم من الاقتراب والتصوير". 

ويرى دهب بأن هذا الأمر يستدعي من الصحفيين حول العالم الوقوف وقفة واحدة والضغط على المنظمات الإقليمية والدولية لكف يد الكيان الإسرائيلي وتقديم مرتكبي الجريمة للمحكمة الجنائية الدولية.

وكان مكتب قناة الجزيرة بالخرطوم قد أعلن أنه يتقبل العزاء في فقيدة الصحافة شيرين أبوعاقلة بمقره أمام البوابة الشمالية لفندق كورنثيا الساعة الرابعة عصر اليوم، وتتخلل مراسم العزاء وقفة احتجاجية  تدين اغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي للصحافية بقناة الجزيرة شيرين أبوعاقلة.

وتوالت ردود الأفعال من نخبة الصحافة السودانية، حيث اعتبر وزير الثقافة والإعلام السابق، الصحفي فيصل محمد صالح، الشهيدة شيرين أبوعاقلة بأنها شهيدة الوطن والحق والمهنة، وزاد صالح بالقول: "ارتبط اسم شيرين أبوعاقلة بمعاني كثيرة، يلخصها الالتزام الصارم بقضية وطنها وشعبها ومهنتها، ظلّت تلاحق الأحداث ليلًا ونهارًا بلا كلل أو ملل، تدافع عن نضال شعبها وعن حق وطنها، سلاحها الوحيد الكاميرا والقلم. شيرين قدمت الفداء العظيم، نفسها وروحها وجسدها، ما أعظمه من فداء ومن ثمن". 

https://t.me/ultrasudan

ومضى في هذا الاتجاه، الصحفي ضياء الدين بلال، والذي كتب في نعيها: "ملامحها قلب يُرَمِّده الحريقْ، امتدادٌ للوجع الفلسطيني العميق حينما يصبح الوجه مرآة لمسارب الأحزان. صوتها أنين غاب السنديان وعناد أشجار الزيتون في مقاومة فُئُوس الاحتلال يروي فداحة الظلم ويفضح بشاعة الاعتداء".

ووصف بلال اغتيال شيرين أبو عاقلة بـ"سيدة التغطيات" مشيرًا إلى أنها حالة "تصفية ميدانية مباشرة، استهدفت كل ما تمثله من رمزية إعلامية في كشف وفضح جرائمهم الآثمة". ومضى بالقول: "اغتيال شيرين محاولة فاشلة لإخفاء الحقائق  بترهيب الصحفيين. رصاصة على رأس شيرين  الشامخ رسالة على بريد من يتواطؤون بالصمت، ويُحاولون دَس رؤوسهم في بلاط الرخام".

وأدانت جمعية الصحافة الإلكترونية السودانية بأشد العبارات، جريمة اغتيال الزميلة شيرين أبوعاقلة ، ووصفت الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بالبشعة. وقال بيان صادر عن الجمعية اليوم، إن "أبوعاقلة كانت مثالًا للمهنية والشجاعة، المؤمنة بعدالة قضية شعبها، الأمر الذي يزيد الإدانة إدانة، أنها سقطت شهيدة أثناء أداء واجبها وهي ترتدي الزي الكامل للعمل، بما فيه  علامات مهنة الصحافة التي كان يجب أن توفر لها الحماية، وبذا يمثل اغتيالها جريمة في حق جميع الإعلاميين ولا سيما الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن حقه في وطنه". 

ولفتت الجمعية  نظر جميع المؤسسات الإقليمية والدولية المنوط بها حفظ الأمن والسلام الدوليين وحماية الصحفيين والإعلاميين، أن تقف عند هذه الجريمة النكراء وأن ينال المجرم عقابه.

ومن جهة أخرى، أصدرت رابطة صحفيي وإعلاميي دارفور بيان إدانة حول اغتيال مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبوعاقلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقال البيان: "تابع العالم بكل أسى عملية اغتيال الصحفية شيرين أبوعاقلة مراسلة قناة الجزيرة بفلسطين، وتصفيتها بدم بارد، مع سبق الإصرار والترصد، على مرأى ومسمع كل العالم الذي شاهد التوثيق المؤلم، والذي كشف زيف وادعاء وغوغائية قوات الاحتلال الإسرائيلي التي ما زالت تتمادى في الظلم والبطش ضد الإنسانية والكرامة، وتضاعف جرائمها منذ العام 1948 ومرورًا بأحداث صبرا وشاتيلا وسلسلة الاغتيالات التي مارستها في ظل تواطؤ وصمت دولي يكشف زيف وادعاء العالم الحر ومؤسساته الجوفاء".

رابطة إعلاميي وصحفيي دارفور: إن الإفلات من العقاب هو من شجع الإسرائيليين على ارتكاب مثل هذه الجرائم النكراء

وقالت رابطة إعلاميي وصحفيي دارفور إنها تدين هذا الحادث الأليم بأشد العبارات، وتحمل قوات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة، وتطالب شعوب العالم الحر بالوقوف صفًا واحدًا من أجل إعادة العدالة والحقوق ومعاقبة ومحاكمة القتلة والمجرمين من قيادات الكيان الإسرائيلي وتقديمهم للعدالة. وتابع البيان: "إن الإفلات من العقاب هو من شجع الإسرائيليين على ارتكاب مثل هذه الجرائم النكراء"، وختمت بيانها بأن التاريخ سيظل يحفظ لشيرين التغطيات الإعلامية المهنية والأداء المتميز والعمل بكل إخلاص دون خوف لنقل الحقيقة حتى آخر لحظات من عمرها.