كتاب "حريم الطيب صالح" لميسون عبدالحميد يثير جدلًا في القاهرة
11 مارس 2025
أثار كتاب "حريم الطيب صالح.. دراسة من منظور نسوي ما بعد استعماري"، جدلًا كثيفًا في أولى فعاليات "ليالي سوداني الرمضانية" بمركز التسامح في العاصمة المصرية القاهرة، في الخامس من آذار/مارس 2025.
خالد سعد: عنوان الكتاب لا يعني الدفاع عن قهر المرأة بل هو دعوة لإعادة قراءة المصطلحات وفقًا لسياقاتها الأصلية
"حريم الطيب صالح.. دراسة من منظور نسوي ما بعد استعماري" مؤلف للناقدة والكاتبة ميسون عبدالحميد، صدر في العام 2025 عن دار الفأل للنشر، ومثلما يشير عنوانه فهو يتناول بالدراسة النقدية الشخصيات النسوية التي وردت في أعمال الروائي السوداني الشهير الطيب صالح.
في الندوة التي أقيمت لمناقشة الكتاب اعترض بعض الحضور من النقاد والكتاب على استخدام مصطلح "حريم" في عنونة الكتاب، مرجعين ذلك إلى أن المصطلح "صادم"، ويحيل إلى واقع تاريخي واجتماعي عنيف مورس ضد المرأة، سواء في السودان أو بلدان عربية أخرى.
عن الكتاب تقول الناقدة ميسون عبدالحميد لـ"الترا سودان": الكتاب مشروع بحثي ما بعد نسوي من منظور محلي، لا يهدف إلى صلب الرجال، ولكن يسعى ببساطة إلى الوصول إلى إمكانية إعادة تعريف مفهوم (ما بعد النسوية -وما بعد الاستعمار)، ويسعى إلى منح النساء صوتاً يصفن به خبراتهن الإنسانية ورؤيتهن إلى العالم من حولهن، ولذواتهن الخاصة وتاريخهن المحلي عبر السرد، ولا سيما الأدب والتاريخ". وتضيف: "صوتي هذا إلا صوت آخر لكثير من أصوات النساء في الجنوب ما بعد الاستعماري، تلك الأصوات التي ارتفعت متسائلة عن جدوى وجودنا في العالم. ومن هنا كان عليّ اختيار مصطلح (حريم) بمدلولها الثقافي وليس الأيديولوجي، الذي يكرس لدونية النساء، وهو استخدام مرادف للنساء في البيئة المحلية، وكثيراً ما يستخدمه الطيب صالح مرادفاً لمفردة نساء، وهذه المفردة تأتي في سياق الحوار على لسان الشخصيات، وأيضاً على مستوى اللغة الوصفية والسردية على لسان الراوي".
الكاتب والصحافي خالد سعد، يرى أن النقد الموجه إلى مصطلح "الحريم" في كتاب ميسون عبد الحميد لا ينبع من قراءة محلية، بل امتداد لنمط فكري استعماري أعاد تشكيل إدراك المجتمعات لتقاليدها، وبالتالي، فإن عنوان الكتاب لا يعني بالضرورة الدفاع عن قهر المرأة، بل هو دعوة لإعادة قراءة المصطلحات وفقًا لسياقاتها الأصلية.
ويضيف سعد في قراءة نقدية عن الكتاب: "مع ذلك، لا يمكن إنكار أن بعض السودانيات والسودانيين ينظرون إلى مصطلح "الحريم" على أنه يحمل دلالات سلبية في الواقع المعاش، خاصة في ظل التحولات الاجتماعية والتطورات المرتبطة بحقوق المرأة".
ويتابع: "رغم أن الجذر اللغوي والثقافي للمصطلح يرتبط بالحماية والتقدير، إلا أن استخدامه في بعض السياقات السودانية الحديثة قد يعكس تصورات تقليدية تحدد أدوار المرأة ضمن نطاق معين، مما يجعله مرتبطًا بالعزل أو التقييد في نظر البعض."
ويضيف سعد: "كما أن تأثيرات القوانين والممارسات الاجتماعية جعلت البعض يرى بأن المصطلح يعكس بنى اجتماعية تكرس التمييز، خصوصًا في مجالات العمل والمشاركة السياسية، لذلك، فإن الجدل حول المصطلح يعكس صراعًا أوسع بين استعادة المفاهيم التراثية بمعانيها الأصلية، وبين التحولات الحديثة التي أعادت تعريف الأدوار الاجتماعية".
وتقول ميسون في حديثها لـ"الترا سودان": "تستخدم مفردة (حريم) كمُردِافة لـ(نساء ونسوة)، في كل روايات الطيب صالح، لذا كان عليّ أن أتتبع نشأة المفاهيم الما بعد استعمارية، وكيفية معالجتها لقضايا المرأة، وكيف تسربت أسطورة المرأة الخائنة في السرد والتاريخ إلى يومنا هذا!".
وتتابع: "تضع معظم النصوص المتداولة في مجال الأدب - منذ القرن الثامن عشر وحتى العصر الحالي - للمرأة العربية صورة نمطية، تنحصر في صفتي (الغواية والسحر)، مما يثير الأسئلة: ما الذي يجعل هذه الصورة قادرة ومستحوذة على قرونٍ من تاريخ العرب؟ وما دورها؟".
وتردف: "تصدر أهمية طرح هذه الاستفهامات في هذا التوقيت، من الحاجة المُلحّة للشعوب العربية والإفريقية، والسودانية على الخصوص، لفهم العالم من زواية خبراتها الخاصة عبر تاريخها وفنونها وسردها وفولكلورها المحلي. ولعل في تمثلات المرأة في سرديات الروائي السوداني الطيب صالح، ما يمكن الاعتماد عليه في إزالة الغموض والإجابة عن الاستفسارات الدائرة عن الصورة الذهنية التي أنتجها مفهوم ما بعد الاستعمار عن المرأة العربية (الشرقية)، أي (الحريم)".
ميسون عبد الحميد، كاتبة وناقدة متخصصة تخرجت في كلية الموسيقى والدراما، جامعة السودان عام 2009م، قدمت عددًا من الأوراق والبحوث في الملتقيات المسرحية داخل السودان وعربيًا، نالت جائزة يوسف عيدابي للبحث المسرحي في العام 2018م، عن بحثها (تجارب ما بعد الحداثة في المسرح السوداني 1980-2018م)، وأيضًا جائزة الهيئة العربية للمسرح في الكتاب المسرحي للشباب دون سن الـ 35 عامًا في العام 2019 عن بحثها (الخصوصية الثقافية للأشكال الإبداعية لما بعد الكولونيالية في الوطن العربي).
ميسون عبدالحميد: تضع معظم النصوص المتداولة في مجال الأدب للمرأة العربية صورة نمطية تنحصر في صفتي الغواية والسحر
صدر لميسون كتاب "تجارب ما بعد الحداثة في المسرح السوداني 1980-2018": الفرق المسرحية المستقلة نموذجًا.
وعن مؤلفها "حريم الطيب"، مثار الجدل، يقول خالد سعد: "إذا كان كتاب ميسون عبد الحميد يسعى إلى إعادة قراءة "الحريم" من منظور ثقافي سوداني، فمن الضروري أن يتعامل النقاش مع هذه المخاوف بجدية، وأن يطرح السؤال: هل يمكن استعادة المصطلح ضمن رؤية محلية إيجابية، أم أن الواقع الاجتماعي تجاوزه إلى مرحلة لم يعد فيها مقبولًا بمعناه التقليدي؟ ان النقاش المفتوح حول هذه القضايا لا يعزز فقط الفهم الثقافي، بل يسهم في تطوير لغة أكثر دقة وعدالة في التعبير عن التجربة النسوية السودانية".
الكلمات المفتاحية

فنتازيا الجوع
هدأت المعارك في وسط المدينة المحترقة وانسحبت الكتائب المتحاربة مفسحة المجال لحالة من الهدوء الحذر المنساب مع خيوط الدخان وروائح الجثث المتعفنة المنتشرة في كل مكان.
الممثلة السودانية إسلام مبارك بين التنميط والإجادة في "أعمال شاقة جدًا"
فتح الدور الذي لعبته النجمة السودانية إسلام مبارك في المسلسل المصري الكوميدي أشغال شقة جدًا؛ الباب واسعاً أمام العديد من الآراء المستحسنة والمستهجنة للدور نفسه وليس أداء النجمة؛ الذي وجد إشادة كبيرة، وعده الكثيرون نجاحًا لها، بينما رأى البعض في الدور تنميطًا للسودانيين، حيث لعبت النجمة دور شغالة نيجيرية نهمة في قالب كوميدي؛ وذهبوا إلى أن الدور يؤكد تنميط الدراما المصرية للسودانيين في مهنتي البواب…

الدراما السودانية في رمضان.. "سمفونية القتل والتشريد"
تسعى الدراما السودانية في رمضان 2025، للمّ شمل السودانيين في مناطق النزوح واللجوء عن طريق تقديم أعمال تعكس الأوضاع المأساوية التي تمر بها البلاد، بعد أن غطت نيران الحرب على حياة المواطنين وأصبح العنوان الأبرز هو القتل والتشريد.

معارك ضارية وسط الخرطوم والجيش يحرز تقدمًا نحو القصر
أحرزت القوات المسلحة تقدمًا جديدًا وسط الخرطوم صباح اليوم، إثر معارك ضارية بدأت منذ الساعة الرابعة وفق مصادر محلية، فيما اضطرت قوات الدعم السريع تحت الضربات الجوية المكثفة وانتشار المشاة بالتراجع الميداني

القوات المسلحة تعلن التحام المدرعات مع القيادة العامة وسط الخرطوم
أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد ركن نبيل عبدالله، التحام جيشي القيادة العامة وسلاح المدرعات عقب السيطرة على منطقة مستشفى الشعب اليوم الاثنين، وهزيمة قوات الدعم السريع.

السودان.. هل يقود صراع الفصائل العسكرية المساندة للجيش إلى الاقتتال؟
في غمرة تقدم الجيش، اندلع تنافس محموم بين الفصائل على النفوذ ومواقع التأثير السلطوي ومراكمة الثروة والاعتبار، فاشتعل خلاف معلن بين القوة المشتركة لحركات دارفور المسلحة وقوات درع السودان من جهة، وبينهما معًا في مقابل كتائب الإسلاميين من جهة أخرى

أعضاء بمجلس الأمن يدينون اختطاف قوات الدعم السريع لموظفين أمميين
قال أعضاء بمجلس الأمن الدولي، إن قوات الدعم السريع احتجزت 60 من حفظة السلام الأمميين، واختطفت ثمانية موظفين مدنيين، ونهبت قافلة لوجستية تتبغ لقوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا)، مكونة من ثماني مركبات و280 ألف لتر من الوقود.