كادوقلي.. خضروات الجباريك تخفف معاناة المواطنين
2 أكتوبر 2025
في ظل الأوضاع القاسية التي تعيشها مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان، وأزمة البضائع ونقص الغذاء والدواء، نضجت خضروات الجباريك لتخفف قليلًا من المعاناة عن المواطنين.
خضروات مثل القرع والبامية والطماطم والتبش بدأت تظهر في بيوت بعض الأسر وفي جباريكهم، وقد وفر ذلك بديلًا غذائيًا لسكان المدينة وساهم في تخفيف حدة الأزمة. ورغم أن الكميات المنتجة ما زالت محدودة، وذلك لصغر حجم الجبراكة مقارنة بالزراعة الموسعة، إلا أنها شكلت متنفسًا للمواطنين في ظل انقطاع الإمدادات التجارية.
صاحبة جبراكة: أصبحت الآن أعتمد على الجبراكة في الغذاء اليومي وأيضًا في توفير النقود
ومن جهة أخرى، ساهمت هذه الخضروات في جلب النقود التي يحتاجها الأهالي لشراء سلع أخرى مثل السكر والملح أو طحن الذرة في الطواحين. وفي هذا السياق تقول زينب جبرالله لـ"الترا سودان"، صاحبة جبراكة في الكويك: "أصبحت الآن أعتمد على الجبراكة في الغذاء اليومي وأيضًا في توفير النقود. أبيع التبش والبامية والقرع، حيث يباع أحيانًا بالحجم أو بالشرائح. سعر الشريحة الواحدة 500 جنيه، بينما القرعة الكاملة يتراوح سعرها بين 5 و6 آلاف جنيه حسب الحجم. وأضافت: أيضًا نبيع كوم التبش بألف جنيه، وكوم البامية بـ500 جنيه، وكوم الأسود بألف جنيه، بينما ربع الملوة (العيش الأخضر) فسعره 5 آلاف جنيه، والملوة الكاملة 20 ألفًا".
وفي إفادة لـ"الترا سودان"، يقول صاحب دكان في سوق كادوقلي ـ طلب حجب اسمه لدواعٍ أمنية ـ إن السوق شهد استقرارًا هذه الأيام، وزاد عدد الرواكيب والفريشة، خاصة خضروات مثل البامية والتبش. لكنه أضاف أن "العيش ريف" وجوده قليل في السوق، موضحًا: "قبل الحرب كانت كادوقلي تعتمد على القرى الطرفية مثل ميري وتوكو وأبوشوران، حيث كانت تصل عربات التكتك محملة بالعيش ريف، أما الآن فقد تحولت هذه القرى إلى مناطق عمليات عسكرية".
وأشار إلى أن الطماطم أيضًا ليست متوفرة بالقدر الكافي، وقال: "قبل الحرب كنا في آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر نشتري الطماطم بالباقات، أما الآن فصارت تباع بالكوم، بسبب توقف الزراعة في مناطق مثل أم سفيفة وباجاية وكروم وسرف الضي ولايوك، والتي كانت تغذي سوق كادوقلي. أما الآن فأصبحت هذه المناطق خارج نطاق الزراعة بسبب الحرب".

ورغم التحديات الكبيرة من تغير الطقس وتأخر الأمطار هذا العام، إذ لم تستقر إلا في تموز/يوليو بينما المعتاد أن تأتي منذ نهاية أيار/مايو وتستقر في حزيران/يونيو، إضافة إلى انعدام "التيراب" (المخزون الذي يحتفظ به الناس ليزرعوا منه في العام المقبل) نتيجة المجاعة في الصيف الماضي التي أجبرت الأهالي على استهلاك مخزونهم، إلا أن الناس تمكنوا من زراعة الجبراكة.
وتأتي هذه التطورات في سياق الحرب السودانية، التي أدت عملياتها العسكرية إلى خطورة في الطرق، ما دفع الأهالي إلى ترك مشاريعهم الزراعية الواسعة والاكتفاء بزراعة مساحات صغيرة تُعرف محليًا باسم "الجبراكة"، بينما لجأ آخرون إلى الزراعة في قمم الجبال.
أثرت الحرب الدائرة في ولاية جنوب كردفان بصورة عميقة على القطاع الزراعي، إذ تراجعت المساحات المزروعة بشكل ملحوظ، وانحصر نشاط أغلب المواطنين في زراعة "الجبراكة"
وأثرت الحرب الدائرة في ولاية جنوب كردفان بصورة عميقة على القطاع الزراعي، إذ تراجعت المساحات المزروعة بشكل ملحوظ، وانحصر نشاط أغلب المواطنين في زراعة "الجبراكة" الصغيرة الملاصقة للمنازل، باعتبارها وسيلة للبقاء وتدبير الحد الأدنى من الغذاء.
المشاريع الزراعية الكبرى التي شكّلت في السابق ركيزة أساسية للأمن الغذائي والإنتاج التجاري بالولاية، خرجت عن الخدمة تمامًا. فمشروع هبيلا، الذي كان يُعد واحدًا من أضخم مشروعات الزراعة الآلية في جنوب كردفان، تحول إلى ساحة قتال مفتوحة. ومع توقف عجلة الإنتاج، وجد المزارعون أنفسهم بلا أرض ولا مصدر دخل، ما اضطر كثيرين منهم إلى العمل كعمّال يومية في مناطق "الجبال الستة"، بعيدًا عن أراضيهم التي كانت مصدر حياتهم لسنوات طويلة.
ولم تسلم مدن كبرى مثل كادوقلي والدلنج من هذا التدهور، إذ لم يعد أمام المواطنين سوى الاعتماد على زراعة "الجبراكة"، التي لا تتجاوز مساحتها بضعة أفدنة وتكفي بالكاد لتأمين الخضروات والذرة للاستهلاك المنزلي. أما المشاريع الزراعية الأخرى في مناطق مثل كرقل وحجر الجواد فقد توقفت بالكامل، تاركة فراغًا كبيرًا في الإنتاج المحلي، وزادت من اعتماد السكان على حلول بديلة بسيطة لمواجهة الجوع.
الكلمات المفتاحية

صمد لـ 30 شهرًا.. طبيب سوداني يُضيء الظلام بالحصول على جائزة دولية
بعد 30 شهرًا، توّجت منظمة أورورا الدولية الطبيب السوداني جمال الطيب بطلًا للقطاع الطبي والصحي والإنساني، من بين 900 شخصية حول العالم نافسوا على الجائزة التي أُعلن عنها الخميس 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2025.

السودان.. النزوح ترفُ الناجين من المذابح في بارا والفاشر
أدّت هجمات قوات الدعم السريع خلال نهاية تشرين الأول/أكتوبر ومطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2025 إلى نزوح قرابة 100 ألف شخص من مدينتَي بارا والفاشر في كردفان ودارفور، إضافةً إلى القرى والبلدات الصغيرة التي تشعر بالتوتر من تهديد هذه القوات في شمال كردفان.

بارا المنسية.. مجزرة أخرى خارج عدسات الإعلام
بينما انشغل العالم بما يجري في الفاشر، ظلت مدينة بارا، الواقعة في ولاية شمال كردفان، تعيش مأساة إنسانية لا تقل قسوة، من انتهاكات إنسانية مروعة يندى لها الجبين وبعيدة عن الأضواء.

انتهاكات جسيمة.. التصفية على أساس إثني في الفاشر
تعيش مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ظروفًا بالغة التعقيد في أعقاب اقتحامها من قِبل قوات الدعم السريع صباح أمس الأحد 26 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، حيث شملت الانتهاكات تصفيات عنيفة وقتلًا عشوائيًا للمدنيين والأسر، مع سيطرة هذه القوات على مواقع إستراتيجية بالمدينة.

الأرصاد الجوية: أجواء حارة نسبيًا وأمطار خفيفة إلى متوسطة على ساحل البحر الأحمر
أصدرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية اليوم الأحد نشرتها اليومية الخاصة بتوقعات الطقس للأيام الثلاثة المقبلة من الأحد 9 إلى الثلاثاء 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025م، متوقعة استمرار الأجواء الحارة نسبياً في عدد من الولايات مع هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة على ساحل البحر الأحمر ونشاط للرياح الشمالية المثيرة للغبار.

نزوح الفاشر إلى الدبة.. حين تضغط الجغرافيا وتنكسر السياسة
الآثار الكارثية لما وقع في الفاشر لن تمحي قريبًا. الآلاف قتلوا وشردوا وانتهكت أعراضهم في واحدة من أسوأ مشاهد الحرب الدائرة في السودان، بل هي مأساة مكتملة،

النقارة السودانية.. طبول تروي حكايات الفرح والحزن
تُعد النقارة السودانية نبضًا حيًا للثقافة الموسيقية في البلاد، فهي تحمل في دقاتها إرثًا فنيًا زاخرًا بالإبداع، وبين طياتها رسائل مختلفة، تعبر أحيانًا عن الفرح وأحيانًا عن الفزع والحزن، عبر إيقاعات متنوعة ومتفردة. تُلهب هذه النقارة الروح وتحتفي بالهوية والذاكرة الشعبية، وتستخدم بشكل خاص لدى قبائل كردفان.

الطيران الحربي للجيش السوداني يشن غارات على مطار نيالا
شنَّ الجيش السوداني، السبت 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، غاراتٍ جوية على مواقع قوات الدعم السريع داخل مطار نيالا في ولاية جنوب دارفور.
