قلق أفريقي من التصعيد في بورتسودان ودعوات لحماية المدنيين

أدان الاتحاد الأفريقي بشدة الهجوم العنيف الذي استهدف مدينة بورتسودان في الخامس من أيار/مايو 2025، واصفًا إياه بالتصعيد الخطير الذي يهدد حياة المدنيين، ويعطل وصول المساعدات الإنسانية، ويقوض الاستقرار الإقليمي. وأعرب الاتحاد، في بيان رسمي، عن قلقه واستيائه البالغين إزاء استهداف المدينة الاستراتيجية، التي ظلت من المناطق القليلة المستقرة نسبيًا وسط الصراع المستمر في السودان.

وأكد الاتحاد التزامه الراسخ بحماية المدنيين، مدينًا جميع الأعمال التي تعرقل جهود السلام، أو تعطل العمليات الإنسانية، أو تستهدف البنية التحتية الحيوية. واعتبر البيان أن بورتسودان لعبت دورًا محوريًا كمركز لوجستي وإنساني خلال النزاع، وأن أي هجوم عليها لا يهدد سلامة السكان فحسب، بل يضعف أيضًا المساعي المبذولة لتحقيق الاستقرار في البلاد.

الاتحاد الأفريقي: لقد لعبت بورتسودان دورًا حاسمًا كمركز لوجستي وإنساني في خضم الصراع الدائر

وجدد الاتحاد دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار، واستئناف حوار سياسي شامل بقيادة أفريقية، داعيًا جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بأمان ودون عوائق، والعمل نحو حل سلمي للنزاع.

وأشار الاتحاد إلى استمرار جهوده من خلال لجنته رفيعة المستوى المعنية بالسودان لتيسير الحوار والتوسط بين الأطراف، ودعم المبادرات الوطنية والإقليمية والدولية لتحقيق السلام. كما حثّ كافة الأطراف المعنية على دعم الوساطة الأفريقية، وتغليب مصلحة الشعب السوداني.

ودعا الاتحاد الأفريقي المجتمع الدولي إلى إظهار التضامن مع السودانيين، وتعزيز الجهود الرامية إلى استعادة السلام والاستقرار في البلاد، مؤكدًا استمراره في متابعة الوضع عن كثب، ودعمه الثابت للشعب السوداني في مساعيه نحو السلام والكرامة والوحدة الوطنية.

وكانت الحكومة السودانية قد أعلنت أن "مليشيا" الدعم السريع شنت صباح الأحد 4 أيار/مايو 2025 هجومًا على قاعدة عثمان دقنة الجوية في مدينة بورتسودان باستخدام سبع طائرات مسيرة انتحارية، أعقبها هجوم بطائرة استراتيجية أصابت أحد الجملونات داخل القاعدة، ما أسفر عن أضرار مادية دون وقوع خسائر بشرية.

وأكدت الحكومة أن الدفاعات الجوية تمكنت من التصدي للطائرات الانتحارية وتحييدها، مشيرة إلى أن هذا الهجوم جاء بعد يومين فقط من استهداف مشابه في مدينة كسلا.

واتهمت بورتسودان دولة الإمارات بدعم العملية من خلال تزويد الميليشيا بطائرات مسيرة متطورة "تُدار من غرف تحكم في أبوظبي"، معتبرة أن ما يجري يمثل عدوانًا مكتمل الأركان، يهدد الأمنين الإقليمي والدولي.

ودعت وزارة الخارجية السودانية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات، والضغط على الدولة الداعمة لوقف تسليح وتمويل الميليشيا التي تستهدف البنى التحتية والمرافق الخدمية الحيوية للشعب السوداني.