نفذ الجيش عملية نوعية خارج محيط الفرقة 22 مشاة بمدينة بابنوسة، مستهدفًا تجمعَا لقوات الدعم السريع شرق المدينة، بينما يعيش النازحون الذين فروا إلى خارج المدينة سلسلة طويلة من المعاناة وفق إفادات المتطوعين.
يعيش النازحون على المطابخ الجماعية التي يديرها المتطوعون ولا يمكن ضمان وصول قوافل الإغاثة
وقالت مصادر ميدانية لـ"الترا سودان"، إن وحدات من الجيش من الفرقة 22 مشاة في بابنوسة حركت قطعًا حربية خارج الحامية العسكرية، وامتدت إلى شوارع الأحياء الخالية من الحياة، عقب هجوم قوات الدعم السريع.
ويشعر المواطنون بالأمل من عودة مدينة بابنوسة كما كانت دون قتال واشتباكات عسكرية، على خلفية انتشار ملحوظ للجيش في الشوارع القريبة من الحامية العسكرية وفق بقادي الذي نزح من المدينة إلى المجلد، رفقة عشرات الآلاف من المدنيين منذ كانون الثاني/يناير 2024.
يقول بقادي لـ"الترا سودان"، إن الوضع تحسن كثيرًا عما كان عليه قبل عام، لأن الجيش سيطر على زمام المبادرة، وتشعر قوات الدعم السريع باليأس من السيطرة على الحامية العسكرية، بعد فشل مئات الهجمات التي شنتها طوال (13) شهرًا.
بالمقابل فإن أوضاع النازحين خارج بابنوسة ليست على ما يرام، جراء شح الإمدادات الغذائية، واعتمادهم على المطابخ الجماعية التي يديرها متطوعون، ولا يزال مرور شحنات الغذاء والدواء يشكل تحديًا حقيقيًا بالنسبة للمتطوعين، في ظل عدم وجود ممرات متفق عليها بين الجيش وقوات الدعم السريع.
شكلت مدينة بابنوسة شعلة من النشاط الصناعي في قطاع الألبان وحركة القطارات التي تشتهر بها المدينة، للارتباط مع جنوب السودان قبل أن تستقل في العام 2011، إلى دولة مستقلة، وفق استفتاء جرى بين السكان.
وقال مصدر ميداني لـ"الترا سودان"، إن الجيش استولى على معدات الحربية من قوات الدعم السريع في عملية نوعية، ولفت إلى أن العملية استهدفت تجمعًا لقوات الدعم السريع شرق جامعة بابنوسة، وتم الاستيلاء على معدات قتالية.
وكانت تقارير أفادت بأن آلاف الأطفال يعانون من سوء التغذية بدور الإيواء بالمدن والقرى الواقعة حول بابنوسة، حيث لجأ عشرات الآلاف من المواطنين إليها هربًا من هجمات قوات الدعم السريع، مطلع العام الماضي.
ويقول العاملون في المجال الإنساني، إن أكثر من مليوني نازح في ولايات غرب وشمال وجنوب كردفان وإقليم دارفور، قد يجدون البقاء في السودان عسيرًا في ظل نقص الغذاء والرعاية الصحية، مما يعني أن اللجوء إلى دول الجوار والإقليم سيكون ضمن الخيارات بالنسبة لمئات الآلاف من السودانيين الفارين من الحرب.