على خلفية عودة أكثر من 1.3 مليون نازح.. وكالات أممية تحذر من نقص التمويل في السودان

شددت وكالات أممية، اليوم الجمعة، على الحاجة الماسة إلى دعم عاجل لضمان تعافٍ آمن ومستدام في السودان، على خلفية عودة أكثر من 1.3 مليون نازح سوداني إلى ديارهم في مناطق مزقتها الحرب، في ظل الدمار الواسع وغياب الخدمات الأساسية.

قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة إن مئات الآلاف من السودانيين النازحين داخليًا، بالإضافة إلى 320 ألف لاجئ عادوا من مصر وجنوب السودان منذ العام الماضي، بدأوا العودة إلى مناطقهم في ولايات الخرطوم وسنار والجزيرة، على الرغم من تدهور الأوضاع الإنسانية وغياب البنية التحتية الحيوية.

وأكدت الوكالات الأممية أن هذه العودة تجري في ظل ظروف محفوفة بالمخاطر، حيث البنية التحتية مدمرة بالكامل، وتشمل خطوط الكهرباء، والطرق، وشبكات الصرف الصحي. كما دُمرت المستشفيات والمدارس أو حُولت إلى ملاجئ جماعية، إلى جانب تفشي العنف الجنسي وانتهاكات حقوق الأطفال وانتشار الذخائر غير المنفجرة.

عثمان بلبيسي: صحيح أن الوضع الإنساني حرج، ولكن مع الدعم المناسب، يمكن للعائدين إنعاش الاقتصادات المحلية

وزار وفد مشترك من مديري الوكالات الأممية الخرطوم خلال الأسابيع الماضية، ووقف على حجم الدمار الواسع ونقص الخدمات الأساسية. وتأتي هذه الزيارة عقب مهمة مماثلة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في شباط/فبراير الماضي، هدفت إلى إيجاد حلول طويلة الأمد للنازحين واللاجئين في السودان.

وفي تصريحات من بورتسودان، شدد عثمان بلبيسي، المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة، على أن دعم العودة الطوعية للنازحين يمثل أولوية ملحّة، وأضاف: "صحيح أن الوضع الإنساني حرج، ولكن مع الدعم المناسب، يمكن للعائدين إنعاش الاقتصادات المحلية، واستعادة الحياة المجتمعية، وتعزيز الأمل حيث تشتد الحاجة إليه".
وقال مامادو ديان بالدي، المنسق الإقليمي للاجئين في أزمة السودان، والذي عاد لتوه من الخرطوم ووادي حلفا على الحدود مع مصر: "إنّ عودة اللاجئين هذه، بالإضافة إلى كونها دليلًا على رغبة الناس في العودة إلى وطنهم، تُمثّل نداءً يائسًا لإنهاء الحرب حتى يتمكنوا من العودة وإعادة بناء حياتهم". وأضاف: "إنّها لا تُمثّل تحوّلًا مُبشّرًا فحسب، بل تُشير أيضًا إلى أنّ الدول المضيفة المُثقلة أصلًا تُعاني من ضغوط متزايدة"، وحث في تصريحاته على تضامن دولي أقوى مع الشعب السوداني الذي شردته الحرب ومع الدول التي فتحت أبوابها لهم.

ومنذ اندلاع الحرب في السودان قبل أكثر من عامين، بلغ عدد النازحين داخليًا أكثر من 12 مليون شخص، بينهم 7.7 مليون نازح بسبب الصراع الحالي. كما فر أكثر من أربعة ملايين إلى خارج البلاد، من بينهم 3.2 مليون لاجئ سوداني. ويستضيف السودان حاليًا نحو 882 ألف لاجئ وطالب لجوء من دول مجاورة مثل جنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا.