شهدت قرى غرب المحيريبا بولاية الجزيرة هجمات عنيفة شنتها مجموعات الدعم السريع، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا والمفقودين بين صفوف الأهالي. يذكر أن الهجوم الأخير على المنطقة استمر لمدة يومين منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وتخللته عمليات قصف عنيفة استهدفت منازل المواطنين، مما فاقم من حجم الكارثة الإنسانية.
تسبب القصف والهجمات على قرى غرب المحيريبا في سقوط عشرات الضحايا بين المواطنين
وبحسب منصة نداء الوسط المعنية برصد الانتهاكات في ولايات الوسط، أسفرت هذه الهجمات التي استهدفت قرى سليم، والفوار، وأبارا، وأبو كرنة، وعجان، وأم كوراك، والحداحد، وأم وزين، عن وقوع 12 شهيدًا حتى الآن، من بينهم طفلان وسيدة، إلى جانب إصابة العشرات واستمرار حركة النزوح من المناطق المتضررة.
وأكد شهود عيان أن الأهالي فروا من ديارهم بسبب القصف العشوائي، ما أدى إلى تفرق العائلات، ووصل بعض المصابين إلى المشافي القريبة دون مرافقة ذويهم. وقد تم توثيق أسماء الشهداء، ومن بينهم الطفل عبدالله أحمد من قرية أبو كرنة، وشمس الدين إدريس ومحمد رضوان من قرية سليم، وعمر النور فتح الله من قرية الفوار، وسيدة من قرية سليم، وغيرهم من أبناء القرى المنكوبة.
وتعيش المنطقة حالة من الذعر بسبب استمرار النزوح على الأقدام وصعوبة حصر المفقودين، وسط مخاوف متزايدة من ارتكاب مجازر جديدة من قبل قوات الدعم السريع التي تقود حملة وصفت بـ"الانتقامية" في ولاية الجزيرة.
يذكر أن منصة مؤتمر الجزيرة، كانت قد قالت في وقت سابق إن الهجوم في مرحلته الأولى أسفر عن استشهاد أربعة من أبناء قرية الفوار وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، إضافة إلى اختطاف عدد من المدنيين ونهب ممتلكاتهم. كما دُمّر مستشفى أبو كرنة الريفي بالكامل جراء القصف.
وتسببت العمليات العسكرية في نزوح واسع بين سكان القرى المتضررة، حيث ما تزال قوات الدعم السريع تفرض حصارًا مشددًا على المناطق المستهدفة وتواصل قصفها المدفعي، ما يهدد بمزيد من الكوارث الإنسانية في ظل غياب الإغاثة.
وتأتي هذه الهجمات إثر انحياز قائد قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، أبوعاقلة كيكل، قائد مجموعة درع السودان، إلى الجيش السوداني. وقد أدت حملات قوات الدعم السريع إلى تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين، خاصة في قرى شرق الجزيرة، مما أجبر أعدادًا كبيرة من السكان على النزوح نحو الولايات الواقعة تحت سيطرة الجيش في شمال وشرق السودان.