03-أكتوبر-2021

هنأ البرهان الشعب السوداني بمرور عام على الاتفاق وأكد على تنفيذ بنوده (سونا)

جرت مراسم التوقيع على اتفاقية سلام السودان في جوبا قبل عام من اليوم. وتضمن الاتفاق ستة بروتوكولات، منها بروتوكولات تقاسم السلطة، والترتيبات الأمنية، وتقاسم السلطة والثروة.

وبحسب خبراء سياسيين، فإن مسألة تواجد جيوش داخل المدن، وخاصة مدينة الخرطوم، يجب أن توضع محل دراسة وبحث. فكيف نقرأ المشهد السياسي، بعد عام من اتفاقية جوبا للسلام؟ هذا ما يجيب عليه التقرير التالي.

تدهور مستمر

في السياق، يؤكد رئيس معسكر كلمة للنازحين اسحق محمد عبدالله، أن مشكلة النازحين وإنسان المنطقة ليست في الاتفاقيات السياسية. مشيرًا في حديثه للأعداد الكبيرة من الاتفاقيات السياسية الموقعة على مر التاريخ السوداني.

رئيس معسكر كلمة للنازحين: السلام الحقيقي يجيء بعد مشاورات جماعية لجميع أهل السودان للإجابة على سؤال كيف يحكم السودان

وأبان أن النازحين طالبوا بتسليم مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية من أعوان النظام المُباد إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقال لـ"الترا سودان"، إن السلام الحقيقي يجيء بعد مشاورات جماعية لجميع أهل السودان للإجابة على سؤال كيف يحكم السودان؟

اقرأ/ي أيضًا: إقليم النيل الأزرق يحتفل بالذكرى الأولى للتوقيع على السلام

وحول التغيرات التي تشهدها المعسكرات عقب توقيع اتفاقية سلام جوبا، أوضح اسحق محمد عبدالله، إن الحياة في المعسكرات لم تشهد تغييرًا، وما يزال النازحون يقبعون في دائرة المعاناة القديمة.

إنسان ولاية جنوب دارفور

بعد التوقيع على اتفاقية سلام جوبا، شهدت عدد من مناطق النزاع اقتتالات قبلية، مع ملاحظة مراقبين لحالة من الهدوء النسبي واستقرار الأوضاع. في وقتٍ حذر فيه ذات المراقبين من انفجار الأوضاع في أي وقت، نسبةً لانتشار السلاح بأيدي المواطنين. 

وبالحديث عن مناطق النزاع، يقول عضو لجنة الاتصال السياسي بقوى الحرية والتغيير بولاية جنوب دارفور محمد عبدالسلام، إن مواطني الإقليم كانوا الأكثر معايشة لمشاكل النزوح واللجوء.

واصفًا الاتفاقات السياسية بحالة عدم النضج. ويرى محمد عبدالسلام، أن الخلل يكمن بالأفراد القائمين على تنفيذ بنود اتفاقية السلام. داعيًا حركات الكفاح المسلح بالبدء بعملية التغيير الجدي، والبحث في قضايا ومشكلات الناس.

وزاد بالقول، إن تأخير تنفيذ بنود اتفاقية سلام جوبا، لا تصب في صالح إنسان ولاية جنوب دارفور. 

اقرأ/ي أيضًا: "الديسمبريون".. طريق ثالث لإعادة الأمل في الثورة السودانية

وردًا على سؤال المسؤولية الملقاة على قوى الحرية والتغيير، كقوة سياسية فاعلة في المشهد. يجيب بأن قحت ظلت تعمل مع جميع الولاة المتعاقبين لنشر ثقافة السلام الاجتماعي، والمشاركة بعمليات المصالحة بين القبائل.

فراغ سياسي

كانت النساء هنً الفئة الأكثر ترحيبًا باتفاقية السلام، حيث عانت المرأة وبخاصة في مناطق النزاعات، من حوادث التشريد والنزوح، وتحملت لسنوات طويلة مشقة أعباء الأسرة اقتصاديًا واجتماعيًا، في حال غياب الزوج والأب بمناطق الحروب.

رئيسة اتحاد نساء السودان الجديد: الواقع ضبابي ويدعو للإحباط

وإبان التوقيع على اتفاقية سلام جوبا، خرجت النساء بالعاصمة الخرطوم وأقاليم السودان بحثًا عن واقع جديد، يلبي احتياجاتهن وطموحاتهن. اليوم -بحسب نساء السودان- توقفت أصوات البندقية، وصار بإمكان المرأة إغماض عينيها مع غياب أصوات الرصاص والبنادق. مع ذلك ترى مجموعات نسائية، إن واقع الحياة اليومي لم يتغير كثيرًا، من النواحي الاقتصادية والمعيشية.

وللتعليق حول القضية، ترى رئيسة اتحاد نساء السودان الجديد منال الأول، إن النساء بمختلف أرض السودان، كنَّ يتوقعن احتفالًا رسميًا تأكيدًا على مواصلة العمل من أجل بناء السلام بأرض الواقع. وبحسب ما ذهبت إليه منال، فإن الأوضاع السياسية العامة بالبلاد جاءت معاكسة للتوقعات.

وبالإشارة إلى مدلول معنى المعاكسة، تشرح رئيس اتحاد نساء السودان الجديد بقولها، إن اتفاقية سلام جوبا واجهت قصورًا في تنفيذ بنود الاتفاق، وقالت لـ"الترا سودان": "الواقع ضبابي ويدعو للإحباط".

اقرأ/ي أيضًا: "المحاولة الانقلابية".. لنساء السودان كلمة

وأوضحت أن اتفاقية سلام جوبا، جاءت لتحدث نقلة نوعية بمناطق النزاعات وتغييرًا في ظروف المكونات الاجتماعية -والحديث لمنال الأول- لم نشهد تغييرًا في واقع هذه المجتمعات بعد مرور عام كامل من اتفاقية السلام.

 لا بد من مساءلة الاتفاق ومنفذيه عن المصفوفات الزمنية وما تم تحقيقه خلال عام كامل من عمر الاتفاق

وعزت منال أسباب الإخفاق في حدوث تغيرات مجتمعية وسياسية، لغياب المصداقية في تنفيذ بنود الاتفاق، وعدم الالتزام من الأطراف المعنية بقضايا السلام، بإنفاذ المصفوفة الزمنية للاتفاق. وضربت مثلًا بإقليم جنوب كردفان بقولها، إن تنفيذ بند الترتيبات الأمنية بحسب نصوص الاتفاق، يطبق بعد ثلاثة شهور من توقيع اتفاقية السلام. وبحسب منال الأول فإن التطبيق تم قبيل عدة أيام. وختمت قائلة إن المشهد حاليًا يشهد فراغًا سياسيًا.

صمتت البنادق، وهدأت أصوات الرصاص، وتحولت الأحراش لمعارك سياسية. وجاء اتفاق سلام جوبا مبشرًا أهل السودان بحمائم السلام، وتغييرًا في الأوضاع المعيشية والأمنية. 

بالرغم من ذلك لا بد من مساءلة الاتفاق ومنفذيه عن المصفوفات الزمنية وما تم تحقيقه خلال عام كامل.

اقرأ/ي أيضًا

وسط ترقب وحذر.. ما هو مستقبل شراكة الانتقال في السودان؟

محللون وسياسيون يقترحون مائدة مستديرة لمنع تفكك البلاد