يعاني مواطنو مدينة شندي، ضائقة معيشية ومالية خانقة، تزامنت مع إجراءات استبدال العملة من فئتي الألف والخمسمائة جنيه، نهاية كانون الأول/ديسمبر وحتى العاشر من كانون الثاني/يناير 2025، وتصاعدت بعد ذلك مع الإجراءات المصرفية الجديدة، بتحديد صرف النقود بسقف لا يتعدى خمسين ألف جنيه في اليوم، مع ندرة في الكاش.
شندي تضم الآن الآلاف من النازحين، القادمين من ولايتي الخرطوم والجزيرة، ومناطق السودان الأخرى
وقال المواطن الفاضل إسماعيل، أحد سكان شندي، لـ"الترا سودان"، إن الأوضاع في المدينة، التي تقع في ولاية نهر النيل، صارت فوق الاحتمال، فأسعار المواد الغذائية كل يوم في ارتفاع، والحياة التجارية شبه مصابة بالشلل نتيجة لقلة الكاش المتداول، أما المواطنون الذين يعتمدون على تحويلات تطبيق "بنكك"، وهم غالبية، فيواجهون إشكالات متعلقة بكثرة توقف التطبيق، وتذبذب خدمات الإنترنت.
ويقول الفاضل إن شندي تضم الآن الآلاف من النازحين، القادمين من ولايتي الخرطوم والجزيرة، ومناطق السودان الأخرى، التي تدور فيها المواجهات العسكرية، مشيرًا إلى أن هذا العدد الكبير من الناس، بلا شك سيسهم في ندرة السلع وفي ارتفاع أسعارها، إن لم تفطن حكومية الولاية، إلى وضع حلول تراعي التحول الحاصل في المدينة من الناحية الديموغرافية.
ويعتمد أغلب سكان مدينة شندي، إحدى المدن المحاذية لنهر النيل، وهي منطقة تماس للعمليات الحربية، على حرفتي الزراعة والتجارة، إذ تعد إحدى المدن الرئيسية في تصدير المنتجات الزراعية والبستانية، إلى ولاية الخرطوم وبقية ولايات السودان، بيد أن اندلاع الحرب في السودان، واستمرارها لنحو عامين، أثر على النشاط الاقتصادي في المدينة، وقلص من حجم المساحات المزروعة، إضافة إلى تحجيم النشاط التجاري، الذي يعتمد في ازدهاره على الانفتاح على بقية أنحاء البلاد.
يقول الفاضل إن أسعار المواد التموينية ارتفعت بشكل فوق التصور، فسعر السكر مثلًا وصل إلى ثلاثة آلاف جنيه، فيما وصل كيلو اللبن الحليب "القدرة" إلى 20 ألف جنيه، ورطل الشاي الفلت إلى 6 آلاف جنيه .
ويأمل الفاضل، في أن تدخل حكومة الولاية، على الأقل لحل مشكلة "الكاش" في البنوك، ويقول: "من غير من المعقول أن تقف في صف البنك منذ السادسة صباحًا، وحين تصل إلى شباك الصراف عند حلول الساعة العاشرة، أي بعد أربع ساعات من الوقوف الشاق، يخبرك الموظف إن الكاش انتهى".
ويضيف متسائلًا: "ماذا نفعل لمواجهة متطلبات الحياة اليومية، التي لا يمكن إيقافها أو تأجيلها، لا بد من حلول!".