20-سبتمبر-2021

عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة ونائبه ومحمد حمدان دقلو (بلاد النيلين)

حذرت صحيفة الديمقراطي التي تصدر في العاصمة الخرطوم من انقلاب العسكريين على الحكومة المدنية وإعلان حالة الطوارئ، وقالت إن مجموعات متنفذة تقف وراء احتجاجات شرق السودان التي يقودها رئيس مجلس تنسيقيات نظارات البجا والعموديات المستقلة محمد الأمين ترك.

وقالت صحيفة الديمقراطي في مقال افتتاحي اليوم الاثنين، إن الانقلابيين يعتقدون أن الشعب مجموعة من الهُبل، ذلك أنه "ما من أحد إلا أهبل يصدق بأن الناظر ترك يجرؤ على قطع الطريق القومي دون إشارة خضراء من الفريق البرهان". 

تطرقت الصحيفة إلى طائرات تنتقل بين مطاري بورتسودان واللاذقية في سوريا

وتابعت افتتاحية الديمقراطي: "الناظر ترك تحديدًا، وبحكم كونه أحد أزلام النظام البائد، لا يستطيع أن يتغطى حتى بكلمات الحق التي يراد بها باطل، وكلمة الحق أن شرق السودان مظلوم، سواء في نصيبه من السلطة أو الثروة أو القيم الرمزية، ولكن الناظر وأمثاله ظلوا في الشرق عطشان وجوعان تفتك به الأمراض لثلاثين عامًا ولم يفتح الله عليهم بتحرك احتجاجي واحد، دع عنك أن يقطعوا الطريق القومي".

اقرأ/ي أيضًا: حمدوك يُحيي لجنة مقاومة الصافية ويدعو للتمسك بالديمقراطية

وأوضحت صحيفة الديمقراطي أن ترك متواضع القدرات لذا لم يستطع تمويه أجندته فاشترط حل الحكومة المدنية، وإعطاء السلطة كاملة لمجلس عسكري يمثل الأقاليم.

وقالت إن ترك اشترط تمثيل الثلاثي "البرهان الكباشي حميدتي" فاضحًا أن الانقلاب الزاحف حاليًا ليس انقلابًا تقليديًا، وإنما تغول جذري ونهائي على الصيغة المدنية القائمة خصوصًا على رئيسها عبدالله حمدوك، واستبدالهم بمدنيين "أراجوزات على مقاس السيطرة العسكرية الأمنية المطلقة".

وأضافت الصحيفة: "الانقلاب الزاحف وإن كان شراكة مع فلول النظام البائد إنما يتولى كبره الطامعون في القيادة العسكرية الرسمية".

كما حملت الصحيفة الانفلات الأمني في بعض مناطق العاصمة والولايات إلى جهات لم تسمها وقالت إن العصابات التي  تروع العاصمة لا تختطف وتقتل وحسب، وإنما تصور بالفيديو مشاهد قتلها وتوزعها على السوشيال ميديا.

وتساءلت افتتاحية صحيفة الديمقراطي: "أي عصابات إجرامية كهذه إن لم تكن تحركها أجندة سياسية محددة، والتي في التحليل النهائي: إذا أردتم أن تنعموا بالأمن فيجب أن تتنازلوا عن حريتكم و تستسلموا لإذلال الحكم الاستبدادي العسكري".

وأشارت الصحيفة إلى أن ما يؤكد ذلك أن فريقًا انقلابيًا بالمعاش يكتب على صفحة القوات المسلحة الرسمية في فيسبوك ألا أمن إلا بحصانات كاملة، أي حصانات لانتهاك الحريات وجز الرقاب ونهب الموارد.

وأردفت الصحيفة: "ظلوا يفعلون طيلة ثلاثة عقود والحقيقة أن أكثر الدول أمنًا في العالم كمثال الدول الاسكندنافية هي التي تضبط أجهزتها الأمنية ضمن إطار حقوق الإنسان".

واستنكرت الصحيفة تحميل مسؤولية الانفلات الأمني للشق المدني في السلطة الانتقالية كما جاء في مقال الجنرال العسكري الذي نشرت مقاله صفحة القوات المسلحة على فيسبوك نهاية الأسبوع الماضي.

اقرأ/ي أيضًا: أزمة شرق السودان.. صعود القبلية وغياب القوى المدنية

وتابعت صحيفة الديمقراطي: "في هذا بعض الحقيقة لكن أسوأ الأكاذيب أنصاف الحقائق، والفريق كاذب لأنه لا يجرؤ على إيراد نصف الحقيقة الأهم: ألا تزال الأجهزة العسكرية الأمنية تحوز على غالب مصروفات الميزانية العامة وألا يزال ذهب السودان يهرب إلى الخارج؟".

تساءلت صحيفة الديمقراطي عن الطائرات الروسية التي قامت بأكثر من عشرين رحلة بين مطاري بورتسودان واللاذقية في سوريا

وتساءلت صحيفة الديمقراطي عن الطائرات الروسية التي في ثلاثة أشهر فقط قامت بأكثر من عشرين رحلة بين مطاري بورتسودان واللاذقية في سوريا.

وطرحت الصحيفة استفسارات حول عدم السماح بتفتيش هذه الطائرات؟ واستدركت بالقول: "أليس لأنها تهرب ذهب السودان وشرقه خصوصًا؟ وهل يمكن الحديث عن تنمية الشرق أو توفير أبسط الخدمات لإنسانه وذهبه يهرب لصالح حفنة من المتنفذين الذين يرمون ببعض الفتات رشاوي لنظار وشيوخ قبائل؟".

وقالت الصحيفة إن الحكومة المدنية ملامة ليس لأنها سبب الخراب والأزمات لكن لأنها ضعيفة ومترددة، ووصفت الصحيفة من أسمتهم بالانقلابيين بـ "جذر الكوارث"، واتهمتهم بالسعي بكل جهد لخنق البلاد وتجويعها كي يطأطئ الشعب رؤوسه فيضعون أحذيتهم فوقها.

واتهمت الصحيفة الانقلابيين برفض الإصلاح الأمني العسكري لأنهم يريدون وراثة نظام الانقاذ لا تغييره ولذلك هم وأزلامهم وراء قسمة الموارد الضيزى، ووراء تهريب الذهب مصدر العملة الصعبة خصمًا على استيراد احتياجات البلاد الحيوية، ووراء عرقلة دولاب الدولة وانسداد شبكات توزيع سلع الاستهلاك الشعبي. 

ونوهت الصحيفة إلى أن الحكومة المدنية تجأر بالشكوى بدلًا عن أن تقاوم وتواجه مسنودة بالملايين من جماهير الثورة الواعية التي أثبتت بتضحياتها بل بدمائها الزكية الطاهرة أنها على قدر تحدي الانتقال الصعب والمعقد إلى دولة مدنية ديمقراطية حديثة.

وأردفت الصحيفة: "إن الانقلاب لن ينجح، حتى لو نجح فنيًا بإعلان حالة الطوارئ وحل الحكومة وزج القيادات المدنية بالمعتقلات، ستواجهه آلاف المتاريس في الشوارع، و سيهطل على قياداته وابل من العقوبات الدولية، مما يعمق الأزمات".

وحذرت الصحيفة من أن الدولة تعاني من هشاشة أمنية وعسكرية واقتصادية، وقالت إن النزاعات التي ستنشأ إذا وقع الانقلاب سيكون بينهم لأنهم يتفقون على الانقلاب في حين يختلفون على من يستولي على الغنيمة، فضلًا عن تناقض ارتباطاتهم الإقليمية، فإن الانقلاب سيقذف بالبلاد في هوة الفوضى والخراب الشاملين.

اقرأ/ي أيضًا: مجلس الوزراء: لن تتعثر الفترة الانتقالية رغم أنف الانقلابيين

وقالت الصحيفة: "يمكن تصور مآلات هذا السيناريو من عنوان "البروفات" فالانقلابيون لم يتورعوا عن استخدام أمن وقوت المواطنين ووقودهم وكهربائهم سلماً يصعدون به إلى السلطة المطلقة كما لم يتورعوا عن التلاعب بنسيج البلاد الاجتماعي بل وأمنها القومي، فضلًا عن توزيع أراضي البلاد استرضاء للقوى الإقليمية المتآمرة، وما يبدأ بخيانة مصالح الشعب الحيوية ينتهي حتماً بإحراق البلد، وزادت الصحيفة بالقول: "الله تعالى لا يهدي كيد الخائنين".

الصحيفة: ما يبدأ بخيانة الشعب ينتهي بإحراق البلد

وختمت الصحيفة مقالها الافتتاحي بالقول: "وإذ ينغلق لكل ذي بصيرة طريق الانقلاب، ولا يزال طريق التوافق الواسع على المصالح الحرجة والمعقولة لكل الأطراف الرئيسة مفتوحًا، إلا أن الطمع ودر ما جمع".

وكان وزير مجلس الوزراء خالد عمر يوسف حذر الانقلابيين من الإقدام على تقويض الحكم المدني الجمعة الماضية، بعد ساعات من احتجاجات شرق السودان ووقوع عمليات نهب في بعض مناطق العاصمة.

وأغلق أنصار زعيم الهدندوة محمد الأمين ترك طريق بورتسودان الخرطوم قرب مدينة سنكات، وذكرت تقارير إعلامية أن الاغلاق أدى الى احتجاز عشرات الشاحنات.

محلل: الشارع سيفرز قياداته من خارج النادي السياسي القديم إذا شعر بانتكاسة التحول الديمقراطي 

من جهته يوضح المحلل السياسي أشرف عثمان في حديث لـ"الترا سودان"، أن صيغة الشراكة بين المدنيين والعسكريين لا تتيح الانتقال الديمقراطي إلا بحدوث معجزة، لأن الانتقال لن يتحقق دون إصلاح المؤسسة العسكرية جذريًا.

ويعتقد عثمان أن السيولة الأمنية خطيرة ويجب أن تتحالف القوى المدنية للضغط على العسكريين لحفظ الأمن ووضع الترتيبات الأمنية قيد الإجراء والوصول إلى جيش موحد.

ويرى عثمان أن قوى الحرية والتغيير الإئتلاف السياسي الذي قاد الثورة الشعبية انعزل من الشارع وخلق عزلة مع أعضاء المقاومة الشعبية، وفي حال حدوث انتكاسة للانتقال المدني فإن الشارع قد يختار قيادته من بين أعضاء المقاومة لأنه لم يعد يثق في "النادي السياسي القديم".

اقرأ/ي أيضا

عقب بيان مجلس الأمن.. السودان يأمل في استئناف مفاوضات سد النهضة

"الفوط الصحية".. قضية في واجهة الأحداث