30-يوليو-2022
الشركة الروسية بالعلم السوفييتي

مقر شركة روسية في صحراء العبيدية حيث ترفع الشركة العلم السوفييتي في منشآتها (CNN)

كشف تحقيق استقصائي لشبكة سي إن إن الأمريكية، عن عمليات نهب وتهريب واسعة تقوم بها مجموعات روسية للذهب السوداني، بمساعدة من أسماهم التقرير بـ"القيادة العسكرية في السودان"، وذلك ضمن الترتيبات التي تقوم بها جمهورية روسيا الاتحادية لمواجهة العقوبات الغربية منذ اجتياحها للقرم في العام 2014، بجانب تمويل الحرب في أوكرانيا، بحسب ما ورد في التقرير.

التقرير المطول الذي قامت به الصحفية السودانية العالمية نعمة الباقر، استند على وثائق رسمية وشهادات مصادر مطلعة، بجانب مقابلات مع مسؤولين من السودان والولايات المتحدة الأمريكية.

التحقيق الاستقصائي كشف عن تعاون روسي مع القيادة العسكرية في السودان لتهريب ذهب بمليارات الدولارات

وأشار إلى إن الأدلة تكشف عن تعاون روسي مع القيادة العسكرية السودانية لتهريب ذهب بمليارات الدولارات، حارمين بذلك الدولة السودانية التي تمر بأسوأ أزمة اقتصادية استمرت لأعوام، من عوائد هذه الثروات المهولة.

وبحسب سي إن إن، قدمت روسيا مقابل ذلك دعمًا سياسيًا وعسكريًا للقيادة العسكرية السودانية التي تواجه رفضًا شعبيًا متزايدًا نتيجة للعنف الذي تواجه به المحتجين.

وقال التقرير إن في قلب هذه المقايضة بين العسكريين السودانيين والسلطات الروسية، الأوليغارشي الروسي المقرب لفلاديمير بوتين، يفغيني بيرغوجين.

تعدين الذهب في عطبرة
مناطق التعدين في عطبرة

ويتحكم بيرغوجين في شبكة مشبوهة من الشركات وعلى رأسها مجموعة فاغنر، وهي منظمة مرتزقة روسية متهمة بارتكاب جرائم شنيعة ونهب موارد وثروات دول دمرتها الحروب مثل سوريا وجمهورية أفريقيا الوسطى، فيما ينكر بيرغوجين علاقته بهذه الشركة.

وفي السودان، الشركة الرئيسية التي يعمل عبرها بيرغوجين هي "Meroe Gold"، وهي شركة كانت قد طالتها عقوبات أمريكية، ويقول التقرير إنها تعمل على تعدين الذهب في السودان فيما تدعم الجيش والمليشيات شبه العسكرية في البلاد بالسلاح والتدريب.

https://t.me/ultrasudan

فيما كشفت مصادر رسمية سودانية وخبراء في مجال تتبع الطائرات للشبكة الأمريكية، عن رصد (16) رحلة على الأقل عبر طائرات عسكرية بين السودان ومدينة اللاذقية في سوريا، وهي المدينة التي تحتضن قاعدة رئيسية للطيران الحربي الروسي. ويتهم التقرير هذه الرحلات السرية بأنها لتهريب الذهب السوداني، كما يتم تهريبه أيضًا عبر البر إلى جمهورية أفريقيا الوسطى التي تسيطر عليها مجموعة فاغنر ذات النفوذ الكبير هناك.

التعدين التقليدي
يتم انتاج الغالبية العظمى من الذهب السوداني عبر التعدين التقليدي

وقال معدنون للذهب بمنطقة العبيدية لـ"سي إن إن"، إن الشركة التي يسمونها بـ"الشركة الروسية" في المنطقة تشتري أغلب الذهب الذي يقومون باستخلاصه عبر التعدين التقليدي. وتعد العبيدية من أهم مراكز تعدين الذهب في السودان، وقالت مصادر متعددة للشبكة إن لروسيا نصيب الأسد من الذهب السوداني.

وتخفي روسيا أعمالها في السودان، فيما تشير الإحصائيات الرسمية السودانية إلى أنه لا توجد صادرات من الذهب إلى روسيا منذ العام 2011، وذلك على الرغم من الدلائل التي تكشف عن تعاملاتها الواسعة في هذا القطاع في البلاد.

حوالي 90% من الذهب السوداني يتم تهريبه خارج البلاد ولا يمر عبر القنوات الرسمية

فيما كشف مصدر بالبنك المركزي، أن (32.7) طنًا من الذهب لم يتم إدراجها في الوثائق الرسمية للدولة ولم يتم حسبانها في العام 2021، ما يعني فقدان السودان لعوائد حوالي (1.9) مليار دولار، وهي قيمة هذه الكمية من الذهب بأسعار اليوم.

وتقول مصادر أخرى للشبكة الأمريكية، إن حوالي (90)% من الذهب السوداني يتم تهريبه خارج البلاد، ما يعني أن ما قيمته حوالي (13.4) مليار دولار من الذهب تخرج عبر قنوات غير رسمية، وبالتالي فقدان الخزينة السودانية لملايين الدولارات من العوائد.