سودانيون في معرض الرياض للكتاب.. الحنين لوطن تحول إلى مأساة

ينتظر السودانيون في المدن السعودية المختلفة مقدم شهر تشرين الأول/أكتوبر في كل عام بشغف، إذ يحمل إليهم معرض الرياض الدولي للكتاب، ويجلب معه الجديد من المطبوعات ويمنحهم فرصة اللقاء بالمؤلفين ودور النشر.

وانطلق يوم الخميس الماضي، معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، تحت شعار "الرياض"، بمشاركة أكثر من 2000 دار نشر ووكالة محلية وعربية عالمية، من 25 بلد.

كاتب: "خلال السنتين الأخيرتين تراجعت القدرة الشرائية للسودانيين في السعودية قليلاً وذلك يعود إلى ظروف الحرب، وباب المنصرفات الجديد الذي فتحته على الجميع"

 

ناصر السيد، كاتب ومترجم سوداني مقيم في السعودية منذ عشرين عامًا، يقول لـ"الترا سودان" إنه لم يحدث إن تغيب عن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب طيلة هذه الفترة، بل كان يحرص ألا تتزامن إجازته السنوية مع مواعيد المعرض.

ويضيف السيد: "مثّل المعرض بالنسبة لنا نافذة مهمة لمتابعة الإنتاج السوداني المكتوب في الأدب والفكر وغيره من ضروب المعرفة، خاصة أن القليل من دور النشر العربية تنشر لسودانيين، بل أحيانًا نتحصل على بعض الكتب غير المتوفرة حتى في بلدنا".

ويستطرد المغترب السيد بقوله: "نعم خلال السنتين الأخيرتين تراجعت القدرة الشرائية للسودانيين الموجودين في السعودية قليلاً، وذلك يعود إلى ظروف الحرب، وباب المنصرفات الجديد الذي فتحته على الجميع".

ويضيف: "ولكن رغم ذلك لم ننقطع عن زيارة المعرض وشراء ما نقدر عليه من كتب، والالتقاء بالكتاب والمؤلفين، سواء في حفلات التوقيع أو في الندوات العامة".

صاحب دار المصورات للنشر أسامة الريح، قال لـ"الترا سودان" إن معرض الرياض الدولي للكتاب يُعد من أكبر سوق الكتب في المنطقة العربية، وكل دور النشر بلا استثتناء تُعد نفسها سنويًا للمشاركة، فالشعب السعودي شغوف بالكتب والمعرفة.

ويضيف أسامة: "بالنسبة لنا كأصحاب دور نشر سودانية، يشكل معرض الرياض مكانة مهمة وأساسية في مشاركاتنا السنوية، فالجالية هنا كبيرة، ويهتم أغلب أفرادها باقتناء الكتب، وبالمشاركة في الفعاليات المصاحبة للمؤلفين السودانيين".

وعن تأثير الحرب على المنتج السوداني من الكتب، يقول أسامة إن الحرب أثرت كثيرًا على عمل الدور السودانية، مشيرًا إلى أن بعضها توقفت متأثرة بما جرى، ويؤكد أن عدد المطبوع من كتب سودانية انخفض كثيرًا خلال العامين الماضيين. ويضيف: "أحيانًا نضطر إلى طباعة عدد محدود من النسخ لا يتجاوز المئة نسخة، وذلك حتى نتمكن من توفير الكتاب المطلوب".

من جانبها تقول الدكتورة وفاء المكي، وهي مقيمة في السعودية منذ ثلاثة أعوام، إنها تنتظر المعرض كل عامٍ لتشتري المؤلفات السودانية التي تحبها، لاسيما في الرواية والتاريخ والشعر.

وتردف في حديثها لـ"الترا سودان": "في هذا العام سعدت بشراء كتاب المجموعة الكاملة للسفير جمال محمد أحمد، وهو كاتب ومفكر سوداني مهم، كما سعدت بشراء كتب جديدة لكتاب شباب موهوبين مثل أيمن هاشم في كتابه ماضغو الرصاص، وأيمن بك في كتابه القصصي رجل برأس فيل".

رغم الحرب وظروفها القاهرة، داخل السودان وخارجه، إلا أن ولع السودانيين بالقراءة لم يتوقف، وفي معرض الرياض للكتاب هذا العام تمتلئ الردهات بالمغتربين السودانيين، وبين أيديهم كتبهم الجديدة وحنينهم إلى بلادهم البعيدة.