سليمى إسحاق لـ"الترا سودان": وثقنا 1385 حالة اغتصاب منذ اندلاع الحرب

كشفت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل في السودان عن توثيق  1385 حالة اغتصاب ارتُكبت في مناطق كانت تسيطر عليها قوات الدعم السريع، منذ اندلاع الحرب في السودان.

تعرّضت مئات النساء في السودان للاغتصاب والعنف الجنسي والاختفاء القسري والاختطاف. ومن الملاحظ أن نسبة الاعتداء على النساء في تزايد مستمر، خاصة في المناطق التي كانت تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

إسحاق: بعض الأسر تمنع  النساء من الوصول إلى الخدمات خوفًا من الوصمة الاجتماعية 

وقالت مديرة الوحدة، سليمى إسحاق، لـ"الترا سودان": "وثقنا 1385 حالة اغتصاب وعنف جنسي، واسترقاق، ارتُكبت في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع قبل مغادرتها ولاية الجزيرة والخرطوم والنيل الأبيض في الفترة الماضية.

وأشارت إلى أن "هذه الأرقام لا تشمل الحالات التي وصلت مدينة الدبة التي نزحت إليها نساء من دارفور، بالإضافة إلى حالات الجزيرة والخرطوم وكردفان التي تم الكشف عنها مؤخرًا.

وأوضحت أن معسكر زمزم للنازحين شهد الكثير من حالات الاغتصاب والعنف الجنسي، وعدم توفر شبكات الاتصال حال دون تسجيل هذه الحالات والتعرف على عددها بشكل دقيق.

ولفتت إلى أن جميع الحالات التي تم توثيقها وصلت إلى مراكز الخدمات، ونبهت إلى أن هناك عددًا كبيرًا من النساء لم يصلن إلى مراكز الخدمات لأن بعض المناطق لا تتوفر فيها الخدمات.

وتابعت: "بعض الأسر تمنع النساء والفتيات اللاتي تعرضن للعنف الجنسي والاغتصاب من الوصول إلى الخدمات خوفًا من الوصمة الاجتماعية، مما يعرض حياتهن  للخطر".

وأكدت أن العنف الجنسي عندما يُستخدم كسلاح يعمل على تدمير الحياة بشكل كامل، لما له من أثر نفسي واجتماعي، يتناقل  عبر الأجيال، مما ينتج عنه تفكك أسري.

وقالت إن الاغتصاب له مشاكل صحية على النساء، مثل انتقال الأمراض الجنسية كالإيدز والكبد الوبائي، وأمراض سرطان الرحم، خاصة النساء اللاتي تعرضن لعنف جنسي متواصل لفترة طويلة.

وكشفت سليمى إسحاق عن وفاة فتاتين نتيجة لمضاعفات الاغتصاب الجماعي بسبب النزيف الحاد، إحداهما حدثت في محلية شرق النيل بعد وصولها إلى مراكز الخدمة في وقت متأخر بسبب عدم توفر الممرات الآمنة.

وشددت على أن الحل لمشاكل النساء يكمن في إيقاف الحرب، لأن الاغتصاب في الحرب الحالية أصبح يُستخدم كسلاح ضد النساء.

تواجه المئات من النساء والفتيات اللواتي تعرّضن لاعتداءات جنسية تحديات خطيرة في الحصول على الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي والقانوني في الوقت المناسب، خاصة فيما يتعلق بالعلاج الوقائي، نتيجة لانهيار النظام الصحي.

ويحظر القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها، الاغتصاب وكل أشكال العنف الجنسي خلال الحروب.

واتهمت منظمة العفو الدولية قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات جنسية مروعة، ضد النساء والفتيات في جميع أنحاء السودان، خلال الحرب التي دخلت عامها الثالث، بهدف إذلال المواطنين، وفرض السيطرة، وتهجير المدنيين.