05-يناير-2025
سد النهضة الإثيوبي الكبير

سد النهضة الإثيوبي

هل يمكن أن تكون مخاوف السودانيين مُبررة بشأن انهيار سد النهضة في إثيوبيا؟ تنامى الخوف من تعرض السودان إلى الغرق إذا انهار السد المُشيد على مراحل على خلفية الزلزال الذي ضرب بعض المناطق شمال شرق إثيوبيا بمقياس (5.8) ريختر، السبت 5 كانون الثاني/يناير 2025، مقتربًا من مرحلة الخطر إذا وصل إلى ستة درجات من ريختر وفق خبراء في الجيولوجيا.

يقول خبراء في الجيولوجيا إن منطقة سد النهضة تبعد عن مواقع النشاط الزلزالي بحوالي 500 كيلو متر ما يقلل احتمالات الانهيار 

وضرب زلزال بمقياس (5.8) ريختر، السبت 4 كانون الثاني/يناير 2025 منطقة تبعد حوالي (102) كيلومتر عن العاصمة أديس أبابا، وفق تقرير صدر من مركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض.

وقال مكتب جيولوجي حكومي إثيوبي إن السلطات أجلت المواطنين من منطقة الزلزال، وتحدثت المعلومات الأولية عن ظهور تصدعات على الطرق البرية، فيما ذكرت هيئة حكومية إثيوبية أن نحو (80) ألف شخص يعيشون في المنطقة المتضررة، وتم نقل الفئات الأكثر ضررًا واحتياجًا إلى ملاجئ مؤقتة.

 وأشارت لجنة حكومية معنية بإدارة مخاطر الكوارث الطبيعية في إثيوبيا، إلى أن عمليات الإجلاء شملت (20) ألف شخص إلى مناطق آمنة في "عفار" و"أوروميا"، من جملة (51) ألف شخص ضمن نطاق الخطر.

والسبت استمر النشاط الزلزالي المصحوب بالبراكين، واستهدف منطقة تقع شمال بلدة "ميتيهارا" في "أوروميا"، على بعد (33) كيلومترًا شمال البلدة، وبلغ مقياس الزلزال (4.7) ريختر، ما أدى إلى تخفيف الأَضرار. رغم ذلك، غادر السكان منازلهم خوفًا من عودة الزلزال وفق مرصد أوروبي في رصد الزلزال.

وقال المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل، إن الهزات  العنيفة ألحقت أضرارًا بالمنازل، وهددت بثوران بركاني في جبل "دوفان"، بالقرب من بلدة "سيجينتو" في منطقة عفار الواقعة من الناحية الشمالية الشرقية في إثيوبيا.

وأبلغ عضو سابق في لجنة تابعة لوزارة الري السودانية بشأن مفاوضات سد النهضة "الترا سودان"، أن المخاوف بشأن انهيار السد غير مبررة، لأن المنطقة التي شيد عليها السد حسب تقارير بيوتات الخبرة، التي سبقت الإنشاءات، لم ترصد أي نشاط للزلازل منذ (57) عامًا.

ويرى المسؤول الفني السابق الذي طلب عدم نشر اسمه لعدم وجوده ضمن اللجنة الحكومية، أن المخاوف من انهيار سد النهضة أخذت حيزًا كبيرا بالتزامن مع زلزال إثيوبيا السبت 5 كانون الثاني/يناير 2025، دون الاستناد على أي دراسة علمية، واعتاد الناس على ربط الكوارث الطبيعية بالسدود عمومًا، دون المرور بالدراسات الفنية السابقة أو الحالية.

وتوقفت المفاوضات بين السودان ومصر وإثيوبيا بشأن أزمة سد النهضة، ونفذت أديس أبابا عمليات فنية بملئ السد من جانب واحد، دون التنسيق مع الخرطوم والقاهرة، خلال اندلاع الحرب في السودان، والتي انعكست على المحادثات بين البلدان الثلاثة.

تزداد المخاوف بسبب تزايد النشاط الزلزالي في إثيوبيا، والذي بلغ نحو (130) زلزالًا خلال أسبوعين

وتزداد المخاوف بسبب تزايد النشاط الزلزالي في إثيوبيا، والذي بلغ نحو (130) زلزالًا خلال أسبوعين، في حين أن إثيوبيا لم تشهد منذ 10 سنوات مثل هذا الكم الهائل من الأنشطة الزلزالية.

ومع ذلك فإن وقوع سد النهضة بمعزل عن دائرة النشاط الزلزالي، بمقدار (500) كيلو متر يبعد المخاوف بشأن انهيار هذا السد، ويقول خبراء في مجال المياه والجيولوجيا، إن انهيار سد النهضة غير وارد رغم نشاط الزلازل المتصاعد في إثيوبيا.