انسحب ممثل الحكومة من نظام عالمي لرصد الجوع قُبيل صدور تقرير جديد يضيف خمس مناطق إلى قائمة الأماكن المشمولة بالمجاعة المتفشية في السودان، بعد مرور (20) شهرًا من اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
التقرير المرتقب يضع خمس مناطق جديدة ضمن خارطة انتشار المجاعة في السودان
ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء أن التقرير الأممي يصدر الثلاثاء 24 كانون الأول/ديسمبر 2024، مشيرةً إلى انسحاب ممثل الحكومة السودانية من شبكة الإنذار المبكر، تعبيرًا عن عدم ثقته في التقرير واعتباره تقويضًا لسيادة السودان.
وشبكة الإنذار المبكر هي تجمع للمنظمات الدولية والأمم المتحدة والحكومات، تعمل على نشر التقارير الوقائية وتحذر من وقوع مناطق في تصنيف الجوع. وتستند الإجراءات إلى مراحل تبدأ من الأولى وحتى الخامسة، وفقًا لحاجة السكان للغذاء ووسائل كسب العيش.
تصنف شبكة الإنذار المبكر الوضع الإنساني في السودان بتحديد (26) مليون شخص ضمن مرحلة الاقتراب من فقدان الأمان الغذائي، لأسباب متعلقة بفقدان سبل كسب العيش بسبب الصراع المسلح، وتشكل هذه النسبة أكثر من نصف سكان البلاد.
كما يحدد التصنيف نحو خمسة ملايين شخص ضمن مرحلة وشيكة من الجوع، بينما يضع (755) ألف شخص في قائمة الجوع.
أكدت وكالة "رويترز" للأنباء أنها اطلعت على رسالة بتاريخ 23 كانون الأول/ديسمبر 2024، من وزير الزراعة بالحكومة السودانية، تفيد بتعليق مشاركة بلاده في نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. واتهمت الرسالة التصنيف المرحلي بإصدار تقارير غير موثوقة تقوض سيادة السودان وكرامته.
وأكدت الوكالة أن التقرير سيصدر الثلاثاء 24 كانون الأول/ديسمبر 2024، ويتضمن خمس مناطق جديدة شهدت انتشارًا للجوع، ومن المتوقع أن تمتد إلى عشر مناطق بحلول أيار/مايو 2025.
تعبر العاملة في المجال الإنساني، نهلة حسن، عن أسفها لانسحاب ممثل الحكومة في هذا الوقت الحرج. وقالت إن الانسحاب لن يحل مشكلة ملايين الجوعى في السودان بسبب الحرب، وإن على الحكومة أن تتحمل المسؤولية كاملة وتسمح بوصول المساعدات إلى المدنيين، إلى جانب الضغط على قوات الدعم السريع للسماح بمرور الإغاثة.
وترى نهلة حسن، في حديث لـ"الترا سودان"، أن المجاعة في السودان لها أسباب مركبة؛ فبينما هناك ملايين المتضررين من النزوح وفقدان كسب العيش والزراعة والأسواق، هناك أيضًا ملايين في الولايات الآمنة يعانون من خطر المجاعة بسبب الأزمة الاقتصادية، وارتفاع سعر الصرف، والتضخم، وتوقف التمويل الحكومي للصحة والتعليم والسلع الأساسية.
وتابعت: "إنكار وجود مجاعة لا يفيد المواطنين. هناك حساسية بين المنظمات الدولية والحكومة متوارثة منذ سنوات، وكلا الطرفين لا يضعان الثقة أولًا قبل العمل، حتى تصل المساعدات إلى ملايين الجوعى الآن في الخرطوم، الجزيرة، كردفان، دارفور، وسنار".